أواصل نشر شهادات المصريين العائدين من المملكة العربية السعودية والتي يطلق علها الإعلام السعودي (مملكة الإنسانية) في حين يطلق عليها هؤلاء المعذبين مملكة (العذاب) نظرا لما ذاقوه على أيدي كفلائهم السعوديين والقنصل المصري بالمملكة.. رحلة طويلة من العذاب يحكي عنها شبان مصريين وعن من شاركوا في تعذيبهم سواء سماسرة أو مسئولين مصريين أو كفلاء سعوديين..رحلة مليئة بالغرائب والمرار والقهر والمتاجرة بأحلام البسطاء..قصص حملت عهد نشرها على الرأي العام ليحاسب المسئولين عن ضياع حقوق وأحلام وآدمية أبطالها.
مع العلم أنني على المستوى الشخصي لست مع أحد ضد أحد وانما هذه شهادات أشخاص حملت (بحكم طبيعة مهنتي كصحفي) بأن أنشرها على الرأي العام العربي مع توضيح أنني شخصيا احترم ملك المملكة وحكومتها وشعبها واحمل لهم كل التقدير ..لذا أرجو أن يتفهم القارئ هذا.
القنصل طرهم من مكتبه وعقد صفقة مع الكفيلاء...
30شاب عادوا مرحلين لأنهم اعترضوا على مخالفة الكفلاء لبنود العقد
(بداية العذاب)
سافر محمد على طائرة مصر للطيران يوم الخميس 10 يوليو 2008 المتوجهة إلى جده وفي المطار وجد كفيله (أحمد الميهي) سعودي الجنسية ينتظره ومعه 30 شاب مصري كانوا مسافرين على نفس الطائرة..أخذهم إلى مزرعته (مزرعة خضروات) على أطراف مدينة جده، وقال لهم هنا محل عملكم..اعترض الشبان وقالوا له نحن حضرنا إلى هنا للعمل مندوبين بشركة أدوية..فقال لهم انسوا العقد.. لم يجد الشباب حل أمامهم إلا العمل في المزرعة لتجميع ثمن تذاكر الطيران للعودة إلى مصر.. تسلموا عملهم وناموا في (عشش) لا تختلف أبدا عن عشش الخراف التي يربونها في المزرعة، كانت حياة قذرة، تسببت في إصابة أغلبنا بالأمراض الجلدية، وبعد شهر من العمل فوجئنا بالراتب ألف ريال فقط..ذهبنا إلى الكفيل وقولنا له أن العقد ينص على أن الراتب 2500 ريال فرد علينا ( ده اللي عندي واللي مش عاجبه يروح).
( دور السفارة)
يوم 13 أغسطس الماضي ذهبنا نحن الثلاثين شاب إلى القنصلية المصرية بجده وطلبنا مقابلة السفير وبعد معاناة وصراعات ومشاجرات قابلنا القنصل (محمد الدكروري) وعرضنا عليه الأمر فقال لنا ( إحنا مالنا..هنعملكوا إيه.. أتفضلوا على شغلكم وبلاش مشاكل وكلوا عيش) ثم طردنا من مكتبه..وبعد أن خرجت قلت لنفسي لو توسلت إليه قليلا ربما يستجيب لنا..فطلبت مقابلته وبعد معاناة أيضا قابلته وكان يجري مكالمة هاتفية مع شخص سعودي لا أعرف من هو وكان يحدثه باللهجة السعودية وبعد أن أنهى مكالمته قال لي خير.. فتوسلت له فقال لي (ماشي.. اطلع جمع العقود من زمايلك وجوازات السفر وتعالى).. فعلت ما طلبه مني وطمأنت زملائي.. ودخلت إليه بالأوراق فأخذها مني وقال لي انتظر في الخارج.. بعد حوالي ساعة حضر إلينا شخص مصري يدعى أسامة وكان معه قوه من الشرطة.. أخذوا منا الهواتف المحمولة وما معنا من أموال ثم اقتادونا إلى سجن جده العمومي (الإبعاد) وبعد ثلاثة أيام من التعذيب والإهانة تم إنهاء إجراءات سفرنا وتم ترحلينا إلى مصر بما نرتدي من ملابس فقط وباقي متعلقاتنا استولوا عليها في السفارة المصرية.
طلب من كفيله عمولة مقابل صفقه عقدها فلفق له جناية
رضا محمد تميمة (53 عام) مقيم بأسوان..سافر إلى المملكة العربية السعودية عام 1992للعمل سائقا لدى كفيل يدعى محمد الجهيني صاحب توكيلات سيارات بمدن الرياض وجده..خلال السنوات الطويلة من العمل والسمعة الطيبة كون رضا علاقات ممتازة مع رجال من كل المستويات وكل الجنسيات تقريبا..كان محبوبا لطيبة قلبه ولسانه العذب.. وفي ابريل عام 2005 تعرف على تاجر سيارات أردني الجنسية أسمه أبو ياسر..أقنعه رضا بأن يعقد صفقة مع كفيله السعودي ..وعرض الأمر على كفيله وقال له متنسنيش في العمولة..وبالفعل وعده الكفيل بعمولة 5% من قيمة صافي ربح الصفقة..وبالفعل تمت الصفقة التي كانت بقيمة مليون ونصف ريال سعودي وبعدها طالب رضا بعمولته فماطله الكفيل،وألح في طلبه فلم يجد إجابة،وبعد فتره عاد العميل الأردني للتعامل مع الكفيل السعودي..وبالصدفة تقابل مع رضا فحكى له ما حدث بينه وبين كفيله..فغضب العميل الأردني وقرر عدم التعامل مع الكفيل السعودي وبالفعل تعامل مع شركة أخرى.
(بداية العذاب)
عندما علم الكفيل السعودي أن رضا كان السبب في ضياع الصفقة والعميل الذي كان ينتظر من وراؤه ربح ملايين الريالات لفق له قضية حيازة هيروين وأودع في السجن وحكم عليه بثلاث سنوات واستبعاد من البلاد..قضى رضا ثلاث سنوات في سجن جده العمومي..ذاق ألوان العذاب كلها..ضرب وأهانه وتعذيب بسبب وبدون سبب..تعرف في السجن على عشرات المظاليم..مصريين كل جريمتهم أنهم خالفوا أوامر كفلائهم أو ناقشوهم في شيء..وأغرب قضية شاهدها رضا كانت لشاب يدعى باسم تم تلفيق قضية مخدرات له لأن الكفيل كان يراود زوجته عن نفسها فنهرته وسبته وحكت لزوجها فقام بتسفيرها فورا إلى مصر..وعندما علم الكفيل بذلك قام بتلفيق قضية حيازة وتعاطي الحشيش.
يختتم رضا شهادته عن مملكة الإنسانية بتوجيه دعوى إلى كل المصريين بأن لا يصدقوا الإعلام السعودي فوراء معظم هذه العباءات واللحى ضمائر خربه وشياطين تنكروا في صورة بشر.
هي دي الأخلاق...
الكفيل باع التأشيرة لخالد وأبلغ الشرطة بهروبه ليبيعها لغيره!!
خالد أبو المعاطي أيوب ( 29 عام) حاصل على ليسانس حقوق ومقيم بمدينة المحلة الكبرى.. سافر إلى السعودية في شهر يناير 2008..بعد أن حصل على فيزا حره بمهنة (نجار مسلح) مقابل 22 ألف جنيه وتم تغيير المهنة في جواز السفر.. ركب الطائرة ووصل إلى مطار جده..خرج منه إلى محل سكن ابن خاله..بحث له عن عمل وبعد ثلاثة أيام وجد عمل بشركة تسويق حاصلات زراعية بمهنة مندوب مبيعات..اتفق مع صاحب العمل على نقل الكفالة عليه من صاحب التأشيرة التي اشتراها منه..وتوجه خالد إلى مدينة أبها بأقصى جنوب المملكة (حوالي 16 ساعة عن طريق البر) وتقابل مع الكفيل.. طلب منه نقل الكفالة على الكفيل الجديد كما ينص الاتفاق الشفهي معه..لم يمانع الكفيل (على حسين آل مبروك) ولكنه طلب من خالد مبلغ 6 آلاف ريال مقابل نقل الكفالة..توسل خالد إليه أن يعفيه من دفع هذا المبلغ الكبير الذي لا يملك منه شيء..رفض الكفيل..وقال له استلم عملك لدى الكفيل الجديد بدون نقل كفالة وبعد أن تدبر المبلغ سوف أنقل إليك الكفالة..ذهب خالد واستلم عمله في الشركة الجديدة ولكنه فوجئ بعد شهرين بأن الكفيل قد أبلغ الشرطة بهروبه وتم القبض عليه،وتم إيداعه بالحبس لمدة ثلاثة أشهر وترحيله إلى مصر..وأثناء وجوده بالحبس اتصل بالكفيل هاتفيا وقال له لماذا أبلغت عني فأجابه (أنا أتاجر بهذه التأشيرات وأنت شاغر للمكان بدون مقابل، خلي غيرك يستنفع مادمت أنت مفلس)!!.
رد عليه ( المصريين طول عمرهم خيرهم على كل العرب) واسأل شيبانكم..
إبراهيم كفيله جلده لأنه رفض أن يسب المصريين
ابراهيم خليفة
إبراهيم محمد سعيد خليفة (32 عام) محاسب ومقيم بمدينة طنطا بمحافظة الغربية..سافر إلى مملكة الإنسانية في فبراير عام 2007..عمل بشركة الواحة للتجارة والتوزيع ملك الكفيل ( محمود السوادي)..أحب عمله الذي كان يدر عليه دخل جيد..أخلص له لكي يبارك الله له في ماله الذي يطعم منه ابنه الذي لم يتم عامه الأول عندما تركه وذهب ليسعى على رزقه..كان كل شيء يسير على ما يرام..الشيء الذي كان يكدر صفو إبراهيم هو تعمد كفيله بأن يناديه بعبارة (ولد يا مصري)..كان إبراهيم يعتبرها إهانة..وبكل أدب وهدوء طلب من كفيلة أن يناديه باسمه أو بأبو محمد..وأن يكف عن إهانته بهذا النداء الغريب..لم يعجب الكفيل المريض نفسيا – على حد تعبير إبراهيم –أن يقول له موظف لديه هذا الكلام أو حتى أن يعترض.
أستمر الكفيل في ندائه لإبراهيم..بل كان يتعمد أن يستدعيه إلى مكتبه عن طريق الهاتف بنفس الطريقة وعندما يذهب إليه يقول له خلاص نسيت عود إلى عملك..كان شيء عجيب لم يجد إبراهيم تبريرا له..استمر الحال حوالي ثلاثة أشهر..وفي يوم من الأيام استدعى الكفيل إبراهيم عن طريق الهاتف بنفس الطريقة وعندما توجه إلى مكتبه وجد مجموعة من أصدقاؤه (حوالي عشره) يضحكون ويسخرون منه..لم يشعر إبراهيم بنفسه إلا وهو يثأر لكرامته..فقال للكفيل المصريين طول عمرهم خيرهم على كل العرب..وإحنا هنا محاسبين ومدرسين ومهندسين وأطباء لكي نعلمك ونفيدكم..ولو سمحت احترمني شوية احتراما لنفسك قبل ما يكون احترام لي..غضب الكفيل وهم هو وأصدقاؤه وتناوبوا ضرب إبراهيم حتى سقط مغشيا عليه..وعندما أفاق وجد نفسه مربوط على عامود خرسانة من يديه وقدميه..فراح ينادي على الموجودين بالمكان لكي يفكه أحد.. وبعد حوال عشر دقائق دخل الكفيل عليه وكان يحمل في يده كرباج سوداني..ثم اقترب من إبراهيم ومزق قميصه من الخلف..وراح يجلد فيه بلا رحمه حتى اغشي عليه من جديد.
أفاق من جديد ليجد أمامه أربعة من أفراد الشرطة يحررون له محضر تعاطي مخدرات وفي يدهم قطعة حشيش ثم أخذوه إلى إدارة مكافحة المخدرات.. وبدأت إجراءات محاكمتي..ولم يستمع أحد لي ولم يلتفتوا لشكواي ضد الكفيل..ثم حكم على بستة أشهر سجن بتهمة تعاطي المخدرات..ذقت خلالها ألوان وصنوف العذاب..استغثت وشكوت وتوسلت للجميع لم يسمعني أحد..وأخيرا تم ترحيلي إلى مصر بعد أن انتهت مدة العقوبة بملابسي التي كنت ارتدتها فقط..ولا أملك بعد رحلة العذاب هذه إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
المؤهل بكالوريوس تجارة والمهنة عامل
وليد يوسف عبد الجليل طه (27 عام) حاصل على بكالوريوس تجارة ومقيم بمدينة نصر..سافر إلى السعودية في مارس عام 2007 للعمل محاسب بمجموعة شركات ملك كفيل سعودي اسمه ( صالح الظهراني).. كان العقد ينص على أن الراتب ثلاثة آلاف ريال..وكان الكفيل قد طلب مني عندما أجريت معه مقابلة بالقاهرة أن أغير مهنتي في جواز السفر من محاسب إلى عامل..وذلك بسبب قانون سعودة الأعمال المعمول به في السعودية وقصر مهنة المحاسبين على السعوديين فقط.. وبالفعل فعلت ذلك بعد أن وعدني أن الأمر شكلي ومجرد إجراء للتغلب على الروتين.
بعد أن تسلمت العمل بمقر الإدارة الرئيسية بالرياض (قسم الحسابات) فوجئت بعد شهر بزميل لي بالقسم يسلمني مبلغ 1500 ريال وطلب مني التوقيع على استلامي الراتب.
ذهبت إلى الكفيل وقولت له أن اتفاقنا كان أن أتقاض ثلاثة آلاف ريال.. فقال لي هذا ما أستطيع أن امنحه لك..احمد الله واذهب إلى عملك..ذهبت إلى السكن بعد أن انتهى وقت العمل وعرضت الأمر على زملائي فقالوا لي ليس أمامك خيار ولا حتى تملك أن تشكوه لأن مهنتك بالعقد عامل والعامل في القانون لا يزيد راتبه عن 1500 ريال..ونصحوني أن استمر في العمل لحين انتهاء السنة الأولى وبعدها انزل إلى مصر أجازة ولا أعود..إلا سوف يلقي الكفيل بي في السجن بأي تهمه كما حدث مع الكثيرين غيري..وفعلا صبرت على الذل لمدة عام ونزلت أجارة صفر اليدين لم ادخر حتى ثمن الهداية التي أعود بها لأهلي..ولم ولن أعود إلى مملكة الإنسانية مرة أخرى.
حيا جارته فسجن بتهمة التحرش بأنثى في الطريق العام!!
وليد محمد مجاهد (37 عام) مدرس،مقيم بمدينة نصر محافظة القاهرة..سافر إلى المملكة ومعه زوجته وابنته في مارس 2008..عمل مدرسا بمدرسة متوسطة (إعدادي) بمنطقة القطيف..تعرف على عدد من العائلات.. تبادلوا الزيارات.. كانت الحياة مستقره والأمور هادئة..بعد حوالي ثلاثة أشهر تقابل مع سيدة جارته (مصرية) في الجمعية الاستهلاكية أثناء تسوقه لبعض الأغراض المنزلية.. حيته وحياها وعرض عليها مساعدته في أي شيء (كما يفعل كل المصريين في كل مكان)..شكرته.. أشترى أغراضه وانصرف..وأمام المجمع الإستهلاكي وجد جارته تنتظر تاكسي..فاقترب منها وعرض عليها خدماته..فشكرته كان التاكسي قد توقف وركبت فيه وانصرفت ولكنه فوجئ برجال هيئة الأمر بالمعروف يلقون القبض عليه بتهمة التحرش بأنثى في الطريق العام.. أخبرهم بأنها جارته وعليهم أن يسألوها ولكن لا حياة لمن تنادي ..رحلوا زوجته وابنته إلى مصر وحكموا عليه بثلاثة أشهر حبس واستبعاد من البلاد!!.
( موقف شهد عليه كل العالم... )
بالرغم من أن زوجة الوليد ابن طلال كاشفة الرأس..
توجيه تهمة التبرج لزوجة لاعب كره مصري بالسعودية لأنها كشفت رأسها
اقتادت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية السعودية) اللاعب المصري حسام غالي، المحترف في نادي النصر السعودي، إلى مركز الهيئة في مجمع برج المملكة التجاري،في الرياض يوم الثلاثاء 10 فبراير الماضي بدعوى «تبرج زوجته»..وقد أجرى غالي اتصالات سريعة مع إداري النادي طلال الرشيد، الذي ساهم في إنهاء الموقف قبل أن يتعرض اللاعب للأذى .
وقال غالي لوسائل الإعلام "كنت على علم مسبق بالنظام الاجتماعي المحافظ ومرجعيته الإسلامية في المملكة قبل التعاقد مع نادى النصر ولست معترضاً على مهام الهيئة، لكن أسلوب القبض علينا من قبل بعض مطوعيها..وكان يمكن أن تتم الإجراءات دون أن يحدثوا كل تلك الجلبة ويلفتوا انتباه الأسر والأفراد الذين كانوا يملئون المكان؛ مما وضعني وزوجتي في موقف شديد الحرج لم نكن نتمناه أبداً".
وذكر شهود عيان أن "زوجة غالي كانت تتسوق في المجمع وهي كاشفة رأسها ! مما دعا مطوعي هيئة الأمر بالمعروف بالقيام بالقبض على زوجها و اقتياده إلى مكتب الهيئة وسط حشد من الجمهور وصل تعداده إلى نحو 70 متسوقاً".
وتابع : "ما ضاعف من غضبي هو الكيفية التي تعاملت بها عدد من الصحف مع هذا الموضوع, حتى إن البعض استباح لنفسه أن يستخدم ألفاظاً نابية أبعد ما تكون عن سماحة الإسلام, مع العلم أن الجميع يعلم أن من كان برفقتي هي زوجتي الشرعية وإن من استخدم لفظ التبرج في وصف زوجتي و بهذه الفظاظة عليه أن يراجع نفسه!
ويبقى سؤال إذا كانت هيئة الأمر بالمعروف تحرم كشف الرأس وتعتبره تبرج فج يجب العقاب عليه فلماذا لا تعاقب الأميرة ( أميرة) زوجة الوليد بن طلال على تبرجها وظهورها في وسائل الإعلام وهي متبرجة؟! أم أن الأميرة معصومة؟!
التعليقات (0)