بقلم بوجمعة بولحية.
أهمية دور المرأة المسلمة في المجتمع الأسلامي ؟
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله: أما بعد.
لا يستطيع أحد أن يجادل أهمية دور المرأة المسلمة في المجتمع الأسلامي و الأروربي فالمرأة التي تدرك حقيقة دورها وتلتزم بواجباتها وتحرص على ممارسة حقوقها إنما تؤثر في حركة الحياة في مجتمعها تأثيراً بالغاً يدفع به إلى مزيد من التقدم والرقي وملاحقة الركب بالمجتمعات على مستوى دول الإسلامية والعالم أجمع نحن نعلم أن قضية المرأة أصبحت من المواضيع الحيوية التي تحظى باهتمام واقع الحياة المعاصرة وليست مجرد قضية بحث فكري أو نظري.
والنظرة السريعة إلى التطور التاريخي لوضع المرأة في المجتمع الإنساني قبل الإسلام تكشف عن أنها قد عانت قديماً معاناة كبيرة حيث كان ينظر إليها على أنها أدنى من الرجل وأنها تابعة له ولذلك كانت تحرم من كثير من الحقوق فكان يحظر عليها أن تتصرف في أموالها أو أن تعبر عن إرادتها حتى في أخص ما يخصها وهو اختيار شريك حياتها و كانت تدفن حية خوف الفقر والعار حتى جاء الإسلام فرفع شأنها وحررها من ذلك الظلم والقهر وأعطاها حقها وطهرها وحفظ لها كرامتها وحض الأب على تربيتها وتنشئتها تنشئة طيبة صالحة حتى تصبح طاهرة عفيفة وكلف الرجل بالعمل عليها .
وتقول الدكتورة امنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف: لقد كانت المرأة فى ظل الإسلام لها دور قبل تكوين الدولة فى المدينة المنورة حيث كانت مبايعة للرسول صلى الله عليه وسلم فى بيعة العقبة وكانت منهن اثنتان بين اثنين وعشرين رجلا فى الفترة التى كان المسلمون محاطين بالأخطار من الكفار كما أن المرأة شاركت فى الغزوات والمعارك وشاركت كجندية محاربة جنبا إلى جنب الرجل مثل السيدة نسيبة بنت كعب خرجت مع زوجها وأولادهما الأربعة وعندما توارى أحد المقاتلين من الرجال ورآه الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: اعط ما فى يدك من رمح وقوس لأم عمارة.
إن المكانة المرأة فى المجتمع الإسلامى يجب أن تكون مثل أم هانئ أخت الإمام على كرم الله وجهه عندما أجارت أحد المشركين ومنحته حق اللجوء السياسى بمفهوم العصر غضب الإمام على واحتكمت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم شاكية أخاها فقال لها: أجرنا من أجرت يا أم هانئ وأقر فعلتها كما أن المرأة كانت عالمة فى العلوم الدينية وتفوقت فيها مثل: السيدة نفيسة رضى الله عنها كانت شيخة وأستاذة للإمامين الشافعى وأحمد بن حنبل وابن قدامة صاحب موسوعة المغنى الذى قال: تلقيت العلم على عدة شيخات وشيخ الحنابلة ابن الجوزى يقول: بموت شيختى شهرة بنت أحمد البغدادى نقص علم العراق وبعد كل هذا كيف ينكر هؤلاء مكانة المرأة المعاصرة كباحثة وعالمة فهؤلاء أتوا بثقافة بعض دول التى مازالت تخفى المرأة ومن المؤسف الآن أن تنتشر مثل هذه الدعوات التى تسىء للإسلام وجوهره وحقيقته وشريعته السمحة.
وهذا كله من بعض الأفكار والتصريحات التى يطلقها بعض المنتمين للإسلام السياسى المتشدد خاصة بعض التيارات التى تحرم على المرأة الجلوس على الكرسى أو الاشتغال بالعلم بما فى ذلك العلوم الدينية وجعل الجهل قرين المرأة بينما العلم للرجال مدعين أنها ناقصة عقل ودين وأن مكانها البيت دون سواه بينما حقيقة الإسلام لا تسجن المرأة بعدما كرمتها فى أمور كثيرة وردت لها كرامتها وعزتها وذمتها المالية وأعطتها الحرية كالرجل تماما من خلال واجباتها وحقوقها داخل المجتمع الإسلامى حول المرأة ودورها الريادى فى المجتمع يدور تحقيقنا لهذا.
ونحن كلما أردنا فتح باب النقاش حول حق المرأة في قيادة المجتمع يبدأون إضراباً عن الطعام والاستهزاء والسخرية في أثناء النقاش مع بعظ المتشددين ودائما إذا أردنا حلقة نقاش حول مشاركة المرأة بهذا الموضوع يتهمونا بالغباء والغباء المركب بمعنى اننا اغبياء ولا نعلم شيئ عن الاسلام صحيح.
وإلى متى و نحن نتجادل فى هل للمراه لها حق فى قياده المجتمع ام لا؟
ورأيي الشخصي ان المرأة يجب أن تقود هذه المجتمعات شاء من شاء وابى من ابى !!
و ﺃنا ﺃﺭﻯ أن ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ المسلمة قادرة أن تلعب دوراً أكبر في بلورة الوعي الاسلامي وتوحيد أبناء الدين الواحد و اعتقد ان المرأة المسلمة من الممكن ان تقوم بهذا الدور و هم قادرين على ذلك وقد سطّرت المرأة المسلمة في العصور القديمة والحديثة وخاصة في المجتمعات الإسلامية أسطراً من نور في جميع المجالات حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة ومحاربة وراوية للأحاديث النبوية الشريفة.
وإلى الآن ما زالت المرأة في المجتمعات الإسلامية تكد وتكدح وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها فهي الأم التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة وهي الزوجة التي تدير البيت وتوجه اقتصادياته وهي بنت أو أخت أو زوجة وهذا يجعل الدور الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع دوراً لا يمكن إغفاله أو التقليل من خطورته.
وقدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها في المجتمع وتمتعها بحقوقها وخاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها ومن ثم يمكنها القيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها وعلى دخول ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة العامة.
أيها المسلم المتشدد لا تغرك العواطف العمياء أيعقل أن تلتقى مع المرأة المسلمة في شارع وتزحمها في السوبر ماركات ولا يعقل أن تلتقي بها في المسجد هل هذه المرأة أفعى تريد منك السوء أو تريد بك السوء وأنت تلتقي بها كثيراً إذن قيادة المرأة المسلمة لا بد منها وليس هناك ما يعارضها شرعياً والمطلوب هنا أن نغير نضرتنا عن النساء بأن لهن عقل ودين وأخلاق ويجب علينا الوثاق بهن وبقدرتهم وأن المرأة المسلمة كالزجاجة إذا أنكسرت يصعب أن تعود كما كانت.
التعليقات (0)