أهل السنة و كيف جنوا على أمتنا...؟
http://www.alwah.net/Post.asp?ID=d0O6N80
بقلم محمد بن عمر/ كاتب و ناقد تونسي /عضو باتحاد الكتاب التونسيين
من المعلوم بداهة أن القرآن المجيد لم يتنزل على النبي المختار جملة واحدة ، بل قد تنزل عليه منجما، و قد انقسم نزول الوحي إلى زمنين اثنين هامين جدا ، تمثل الزمن الأول في (الزمن المكي ) حيث كلف عليه السلام و أمر بالقراءة ( اقرأ باسم ربك ) ، بما ترمز إليه من الاستعداد لتلقي العلم و المعرفة و بناء حضارة جديدة على أسس معرفية تنأى بنفسها عن الهمجية و التوحش التي كانت تحياها البشرية آنذاك ( وكما نحياها اليوم) ، و قد ذُكًر عليه السلام منذ اللحظات الأولى بالخالق و بالمعلم الحق لكل هذا الوجود الذي قبع لسنوات يـتأمل سره و يفكر في مغاليقه بحثا عن الهداية التي حرم من رحمتها عمرا ، و ها هو ربه يستجيب لنداءات الاستغاثة التي كان يعيش على وقعها محمد بن عبد الله في الكهوف و الجبال ، و يتنزل عليه الوحي معلنا له عن بداية انقاذه من الشك و الحيرة و الضلال و ممتنا عليه بما لبث عمرا يبحث عنه بين تقاسيم المخلوقات ، بدءا من حسن خلق للبشر تراءى له متميزا من بين جميع المخلوقات .
لقد تميز ( القرآن المكي ) بقصر السور و الآيات و شدة وضوح الأوامر و النواهي التي كلف الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستجابة إليها و إبلاغها إلى الناس كافة بدءا بالعشيرة الأقربين ، كما راعت كلها واقع الحال التي كان يحياه الرسول صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام ، مستجيبة لكل تحديات المرحلة التي كان يعيش على وقعها تكتلين اثنين بدأت ملامحهما تتبلور على مر الأيام معلنة عن حرب فكرية / عقائدية لطرفين متصارعين كل منهما يزعم أحقيته بالإتباع .
إذن كان الرسول صلى الله عليه وسلم ملزما هو و جميع أتباعه (باتباع الوحي) خطوة بخطوة و آية بآية دون حرق المراحل الزمنية و المكانية التي كان الوحي يتابعها لحظة بلحظة ، و يتنزل بما يلبي حاجيات المسلمين و يرد على تحديات المشركين .
فإن أمر النبي بالتكتم على دعوته تكتم هو وصحابته لم يجاوزه إلى العلن .. و إن أُمر( بالصدع بما يؤمر) صدع به دون خوف أو وجل...
فهو و صحابته رضوان الله عليهم كانوا يمشون بين الناس بما تلبسوه من نور الله و آياته البينات ، فكان الله وليهم يخرجهم من الظلمات إلى النور و كان أعداؤهم يخرجهم الطواغيت من النور إلى الظلمات ، و كلما مر يوم ازداد اتباع النبي المختار عدة و عددا بما كان الله يثبت به أفئدتهم من آيات بينات و بصائر معجزة تحدت الجن و الإنس أن يأتوا بسورة (مهما قصرت ) من مثلها فعجزوا و لا يزالون .
كان الهدف الأسمى من القرآن المكي هو تثبيت وحدانية الله عز وجل في أفئدة المسلمين و محاربة كافة أشكال الشرك بالله ، و تبيان عمى بصيرة الكفار و المشركين و ما تنبثق عن وثنيتهم من سلوكيات شاذة و مظالم يندى لها جبين الإنسانية ، فكان الأمر الإلهي بتحديهم و إعلان العصيان المدني عليهم ( كلا لا تطعه ) بل و الاستهزاء بهم و تحقيرهم أمام الغافلين من أتباعهم ، نزعا للرهبة التي كانت تتملك النفوس الضعيفة تجاههم .
لم يؤمر الرسول صلى الله عليه وسلم و أتباعه في هذه المرحلة المكية بشريعة معينة تؤدى جماعيا كالصلاة و الصيام و الحج و القتال ...
ما قد يجعلهم هدفا سهلا لتصفيتهم جسديا و القضاء على دعوتهم ، فصلوا و صاموا و ذكروا الله وعبدوه فرادى كما أثر عن أديان سماوية سابقة وحًدتها عبادة الواحد الأحد ، و الله يتقبل من الموحدين و لو سجدة واحدة أو ركعة واحدة في كامل اليوم إذا ما عبرت عن الصدق و الإخلاص لله دون شريك .
أما و قد استطاع الموحدون إقامة دولتهم الفتية بالمدينة المنورة ، فقد بدأت (السور المدنية ) في النزول ، لتحدد بدقة لا لبس فيها شريعة المجتمع الإسلامي الذي يتوجب على جميع المسلمين ( حكاما و محكومين ) الخضوع لترتيباتها باستسلام و إنابة لحكم الله و عدالته المطلقة بين جميع خلقه . فكان الله هو المصدر الوحيد لتحديد معالم التوحيد في مكة و المصدر الوحيد لتحديد معالم الشريعة في المدينة المنورة ، و كانت كل أقوال الرسول و جميع أعماله هي استجابة حينية لأوامر الله و نواهيه ، ما مكنه من تكوين ( خير أمة أخرجت للناس )، في زمنه ، لذلك استحق أن يصلي عليه الموحدون صلاة شكر و تقدير لأنه قد بلغ الأمانة (أمانة الوحي) في صيغتها الكلامية المعجزة ( القرآن) و في القدرة الفعلية في الاستجابة العملية ( هو و صحابته الكرام ) لكل أوامر الوحي دون تلكؤ أو ارتخاء مما بوأه مكانة أولي العزم من الرسل .
فصل اللهم على خاتم النبيين و الرسل . و خرب ديار من اتخذه ربا من بين الرسل ، كما يفعل أهل كتاب و سلفيين مجرمين ، أنذال أقذر من كل قذر.
اللهم خرب ديار السلفيين واطمس على أعينهم فلا يؤمنوا بآياتك حتى يروا العذاب الأليم .( ملاحظة : كل السلفيين يعانون من آفات ظاهرة كعمى أبصارهم أو آفات باطنة كمرض السكري أو الدم الغليظ أو مرض السرطان عافاكم الله ).
Mohamed B. Slima قال الله تعالى: {من يُطعِ الرَّسولَ فقد أطاعَ الله ومن تَولَّى فما أرسلناكَ علَيهِم حفيظاً(80)}(سورة النساء(4))
و هل أهل السنة هم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نطيعكم ؟ عموما الله عز وجل قد أمر بطاعة كل من يطيع الله عز وجل اي نحن الموحدون ملزمون بطاعة الرسول الذي كان خلقه القرآن و قد فصل الله سيرته تفصيلا في القرآن و ننتهي عما نهاه الله عنه في القرآن كعدم الركون لأمثالكم من المشركين و اعلان العداوة و البغضاء لكم و تطهير مساجدنا منكم لأنكم رجس من عمل الشيطان و نجس بعد اقامة دولة التوحيد في اي ارض من ارض الاسلام ....و ملزمون بطاعة اولي الامر منا في اي زمن يطيعون فيه الله و يلتزمون باتباع الوحي ... و ملزمون بطاعة الوالدين ما أطاعوا الله و رسوله ... و ملزمون باتباع حتى أهل الكتاب و الجار الجنب و ابن السبيل و كل انسان يعلن ايمانه بصدق بالكتاب كله ... فهل أنتم منتهون عن استغباء الناس واستغفالهم و ركوب دين انتم ابعد الناس عن الالتزام بتعاليمه ؟
التعليقات (0)