مواضيع اليوم

أهلها يتحدثون لغة السيد المسيح معلوﻻ .. الحكاية المضيئة في التاريخ كما الحاضر

عمر شريقي

2023-02-21 05:34:02

0

  أهلها يتحدثون لغة السيد المسيح

معلوﻻ .. الحكاية المضيئة في التاريخ كما الحاضر

 

 لعلّها المكان الأغرب والحكاية الأجمل، إنها التكوين اللافتُ بتفرّده مكاناً ورمزاً دينيا، رافقتها الكثير من الأساطير والحكايات الدينية، فهي تجمع أماكن مسيحية مقدسة وأماكن تاريخية، وتعتبر أقدم مدينة مسيحية في سورية، وإلى وقتنا الحالي يتحدث أهلها اللغة الآرامية، لغة السيد المسيح عليه السلام، كما تضم معالم قديمة، تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، كما أكدت الدراسات الكثيرة، مدنية معلوﻻ وهي إحدى مدن محافظة ريف دمشق، مسوّرة بالجبل من جهات ثلاثة في حالة فريدة من نوعها كموقع جغرافي. حملت الأسرار الكثيرة والملامح الخاصة، التي ميّزتها على مستوى العالم. أسرار طبيعتها المكانية والجبلية، وطريقة بناء البيوت التي ﻻ مثيل لها، والتي خلقت للمدنية الطابع العمراني المتميز والمتفرد. .أما بيوت معلولا، فحيطانها مبنية من الحجارة الكلسية المحلية، ومطلية بمادة تدعى بالآرامية حورثا، وأسقفها من خشب الحور والدردار وغيرهما، وفوقها مادة عازلة مؤلفة من عدة طبقات، وهو ماجعل منها تحفة مبهرة ولاتوجد في أي مكان أخر في العالم، جمعت بين الماضي والحاضر أجمل العبر وأجمل العجائب، فهي موغلة القدم إلى حد أن الانسان الأول سكن كهوفها، ووجدت رسومه على جدرانها، كما مرت عليها جميع الحضارات، بدءً من الآرامية إلى اليونانية فالرومانية و البيزنطية... تعتبر معلوﻻ مركز عيد الصليب الذي يقام في أيلول من كل عام، إضافة الى عيد القديسة تقلا ، وأيضاً عيد القديس سركيس والقديس باخوس.. كلّ هذا أهّلها لتكون قبلة الناس من مختلف أنحاء العالم، فهي تحتوي على أديرة مسيحية.. دير مار تقلا، إحدى تلميذات بولس، وهي الأميرة الهاربة، حيث الفج المعروف، وهو النفق الذي شطر الجبل نصفين لإنقاذها ممن أرادوا بها شرّاً في الماضي، وهي المؤمنة الهاربة بإيمانها، فكانت القدرة الالهية سبحانه وتعالى أقوى من الجميع، وهو أحد العجائب الواضحة للعيان في مدينة معلوﻻ، ونقطة استقطاب للزائرين والسياح من كل أنحاء العالم، ولاسيما إلى الدير في أعلى قمة الجبل، كما يوجد ضمن الفج ساقية ماء يتبرك بها الناس، فهناك الكثير من المقامات والمعالم والتواريخ خلقت للمدنية موقعها الهام في العالم. لعببت خصوصية المدنيه دورا كبيرا في تفردها وشهرتها، وجعلها مركزية لها طابع، يشار اليه بالبنان، فهي خصوصية في اتحاهات عديده ..جغرافيا اثريا تاربخيا دينيا سياحبا وحتى ثقافبا ، وذلك بحكم انفتاحها على العالم اجمع بوحود كل هذه المعطيات التي اهلتها لذلك ،انها مدبنة درة مدهشة، ان صح القول توفر لها عوامل الفرادة على مر الزمن حول معلوﻻ وبعض خصائصها وميزاتها، تحدث الاستاذ "ريمون وهبي" ماجستير لغات سامية، وهو صاحب مشروع تعليم اللغة الآرامية لغة مدينة معلوﻻ. تحدث قائلاً: معلولا تلك البلدة العابقة بالتاريخ والنافذة التي تكشف لنا كيف عاش الانسان على مر العصور. لقد استوطن الانسان معلولا منذ العصر الحجري مستفيداً من طبيعتها الصخرية وغناها بالكهوف الطبيعية والينابيع العذبة. معلولا تعني باللغة الآرامية "المدخل" إشارة الى فجّيها (شقيها الجبليين) الشهيرين. ومعلولا هي آخر القلاع المتبقية في العالم للغة الآرامية الغربية لغة السيد المسيح. تشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة، وهوائها الجاف والبارد، مما جعلها من أشهر المصايف في سوريا. كما أن غناها بالمواقع الأثرية، سواء ما قبل التاريخ أو التاريخية بما فيها عدد كبير من الاديرة والكنائس القديمة، والتي ترقى الى القرن الرابع الميلادي وتعتبر الأقدم في العالم، كل ذلك جعلها قبلة السياح من كل انحاء العالم حيث يتوافد اليها مئات الآلاف كل عام. تقع معلولا على بعد حوالي ٥٥ كم شمال شرقي دمشق وعلى ارتفاع أكثر من ١٥٠٠م. يتميز أهل معلولا بحبهم للزوار وترحيبهم الحار بهم، ويميلون الى البساطة والحياة الهادئة، ويمتهن معظمهم الزراعة وقديماً كانوا يشتهرون بالكثير من الصناعات المحلية وبخاصة صناعة الفخار وانتاج الحرير الطبيعي من دودة القز، والعسل من النحل والدبس والزبيب والنبيذ من الكرمة، ويعتبرون حتى الان من أجود الأنواع عالمياً.

كما ان هناك فيها نقوشاً وتماثيل لإله الشمس، تعود الى الفترة الهيلينية. وفي النصف الثاني من القرن الاول الميلادي، وصل التبشير المسيحي الى معلولا على يد القديس توما، أحد تلاميذ السيد المسيح، فكانت بذلك من أوائل البلدان التي تعتنق المسيحية. وكانت معلولا مركزاً أسقفيا مهمّاً للمنطقة، حيث يخبرنا التاريخ أن أسقفها افتيخيوس، شارك في المجمع المسكوني الاول سنة ٣٢٥م، الذي تم فيه الاتفاق على قانون الايمان المسيحي، ومنذ ذلك الحين وإلى اليوم، كانت معلولا مركزاً للنسّاك وبني فيها أكثر من ٤٠ مقاماً وكنيسة وديراً. نختم بقول، ما قاله حامل لواء الآرامية المحكية في معلولا بلا منازع. الأستاذ الراحل، جورج حنا رزق الله،، بعد أن بذل الكثير من الجهود لجمع شتات هذه اللغة العريقة الخالدة، بحثاً وتحليلاً ، توثيقاً وتدريساً، لذا استحق الخلود حتى ولو واراه الثرى، فالموت ينهزم أمام الخلود.. نختم بقوله: "إني أتوجه الى المختصين بعلوم اللغة والتاريخ، أن يعملوا معنا، فإنه ليس لنا في حالتنا هذه من معين سواهم، بعد الله تعالى، يقدموا النصح والمشورة. ولأبناء معلولا أقول: تعالوا نركب الصعب، ونعمل سوية لدراسة خصائص هذه اللهجة وما يميزها عن سواها، ونخطط لتعليمها وتعلمها، ونسهر على ديمومتها وتوثيقها،

أعلى النموذج

ونكون كلاً واحداً متعاوناً كما قال الشاعر: أصابع كفّك إن تعدها خمسة/ ولكنها عند مقبض السيف واحد. فلنعمل سويّة على ذلك، ولا نترك للمستشرقين فقط أن يردّون ينابيعها لينهلوا منها، ثم يردونها إلينا على مزاجهم، ويكتبون تاريخنا كما يحلو لهم ويتهموننا بالعداء للسامية. ولأبناء معلولا الأعزاء أقول: لماذا أيها الإخوة، نبقي هذا الكنز دفيناً في صدورنا ونحن أحياء، نحمله معنا الى القبر ولا نورثه لأبنائنا مع ما نورثه لهم من أشياء مادية منها الغث والثمين؟. لا تستهينوا بقيمة هذه اللغة التي تملكون، ولا تقللوا من شأنها، بل حافظوا عليها، صونوها وعلموها للأجيال القادمة حتى يذكرونكم بالخير، فهي فضلاً عن أنها تدعم معرفتكم باللغة العربية وتعززها، فإنها الشيء الوحيد الذي لن يتقاتلوا عليه قبل وأثناء وبعد عملية حصر الإرث، الذي يقوم به الأفراد عادة لذويهم..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !