مواضيع اليوم

أهكذا تكون الأمانة ..؟!

زين العابدين

2014-06-18 18:38:18

0


 
                                         أهكذا تكون الأمانة ..؟!
فى إحدى خطاباته الدعائية ، وقبل تعيينه ، أو تنصيب نفسه حاكما لمصر ، قال السيسى وهو يرتدى بزته العسكرية ، وملوحا بيده وبحركة ونبرة هادئة ، يغلب عليها الطابع الرومانسى ؛ .." مصر أمانة فى رقبتنا كلنا .. مصر أمانة فى رقبتنا كلنا .."
وفى عهد  مبارك كان قد أمتعض واحتقن الشعب المصرى بأكمله ــ وكانت تلك واحدة من الأسباب الرئيسية والتراكمية الأخرى والتى أدت إلى اندلاع ثورة 25 يناير المجيدة ــ وصارت فى حلوقنا غصة عندما علمنا جميعا أن مبارك قد خان تلك الأمانة ــ  "والتى فى رقبتنا كلنا" ــ وباع الغاز المصرى ــ أو بالأحرى منحه مجانا ــ بأبخس الأثمان ، وأقل بنحو عشرة دولار ونصف دولار من سعره فى السوق العالمى ، وذلك بالنسبة للمليون وحدة حرارية ، لإسرائيل حيث باعه بنحو دولار ونصف دولارــ وكما قدر المختصين ــ وقد خسرت مصر من جراء تلك الصفقة ، ومن ثروات أبنائها وأجيالها القادمة ، حوالى إثنى عشر مليار دولار . علما بأن مصر كانت قد تعاقدت مع اليابان على بيع الغاز المصرى بسعر 12 دولار لنفس المليون وحدة حرارية التى بيعت لإسرائيل ..!
 وليس هذا فحسب ، ولكن نظرا لمن خانوا الأمانة التى كانت فى رقبتنا كلنا ووقعوا عقودا طويلة الأجل ، وبنفس الثمن البخس الأنف الذكر وليس لإسرائيل فقط ، ولكن أيضا لشركة أسبانية أخرى متعددة الجنسيات ولها مصنع لتسييل الغاز المصرى فى دمياط ، وكانت مهمتها تنحصر فى تسييل الغاز ، وإعادة تصديره مسالا للسوق العالمى وبالسعر العالمى ــ وليس بالسعر "المدعم" المصرى ..! ــ وبمعرفتها هى وليس الدولة المصرية ــ ويحدثونك عن السيادة ..! ــ ومن ثم فكانت تلك الشركة تجنى من وراء ذلك ــ وبجانب إسرائيل بطبيعة الحال ــ أرباحا تجاوزت المليارات من الدولارات .
ومع كل ذلك ، فبمجرد إنقطاع الغاز المصرى عن كل من إسرائيل والشركة الأسبانية ، فقد لجأتا إلى ما يسمى بالتحكيم الدولى مطالبان مصر يتعويضات عما يزعمان من تعرضهما لخسائر جراء إنقطاع إمداد ، و تدفق الغاز المصرى إليهما وفقا للمدة ، أو الزمن المتفق عليه ، أو المتعاقد عليه ــ وهو حوالى عشرون عاما ــ مع الجانب المصرى .
وتطالب كل من إسرائيل بتعويض مبدأى قدره حوالى ثمانية مليارات دولار، و الشركة الأسبانية تطالب هى الأخرى أيضا بتعويض مبدأى قدره حوالى ستة مليارات دولار . أى ما مجموعة أربعة عشر مليار دولار ..!
ومع ذلك فقد برأ كل من تورط ــ أو بالأحرى ورط مصر ــ  فى تلك الصفقة ، وعلى رأسهم كل من سامح فهمى وزير البترول الأسبق فى عهد مبارك ، والذى أفرج عنه بحجة إعادة محاكمته ، كما برأ أيضا رجل المخابرات الأسبق فى عهد مبارك ، حسين سالم ، والهارب الآن فى أسبانيا ، حيث يستثمر هناك ما نهبه وسرقه من مصر ، ومن صفقة الغاز تلك المشبوهة، والمباعة لإسرائيل . وقد قدر ما يستثمره هناك بحوالى إثنى عشر مليار دولار ، هرب بجلها من مصر وفى حقائب خاصة ، وذك إبان حكم المجلس العسكرى الأول بقيادة المشير طنطاوى ..!
ولكن ، هل تعلمنا واستفادنا من أخطائنا ، والكوارث التى فعلها بنا مبارك وأبناءه ونظامه ..؟!
كلا ، بطبيعة الحال ..!
بيد أن هناك من زايد على أخطاء ،وكوارث مبارك ، وذلك بعد ثورة 25 يناير المجيدة ، وكأن من تحكموا فينا الآن ــ وبقوة السلاح ، وكذا سلطة القضاء ــ قد فعلوا بنا ذلك نكاية فى الثورة ، وأيضا فى الشعب المصرى ذاته .. حيث قد اكتشفت حقولا أخرى للغاز المصرى بالقرب من سواحلنا المطلة على البحر المتوسط ، وبمخزون إستراتيجى تتعدى قيمته حوالى المئتى مليار دولار ــ ووفقا لتقديرلات الخبراء .
وكل تلك الحقول تقع فى نطاق الإمتداد الطبيعى للسواحل المصرية ، وبعمق المتوسط . وحيث يسمح ، ويقدر القانون الدولى تلك المسافة بحوالى 220 كيلومتر تقريبا . وكل تلك الحقول المكتشفة حديثا تقع على مسافة أقل من ذلك بكثير ، ومع ذلك تركها النظام ــ أو الحكومة ــ لكل من إسرائيل وقبرص واليونان ..!
والأنكى من ذلك ، انه قد اكتشف حقل أخر للغاز بالقرب من دمياط ، ومن ثم فهو بعيد جدا عن كل من إسرائيل ، أو حتى قطاع غزة ، وكذا شبه جزيرة سناء ــ ومن ثم كل من قبرص واليونان .. أم ترى قد
 
فرض على النظام حل مشاكل كل من قبرص واليونان المالية ، وكذا مشاكلهما مع الإتحاد الأوربي ، وعلى حسابنا نحن ، وحساب شعبنا الذى يئن من الفقر والجوع والعوز والمرض وضيق ذات اليد ، وربما مقابل فقط أن تعترف كل من قبرص واليونان ، ومن ثم الإتحاد الأوربى بالنظام الجديد ..؟! ــ وعلى مسافة تقدر بحوالي 104 كم .. ومع ذلك فقد خرج علينا متحدث رسمى باسم الحكومة ، أو رئاسة الجمهورية ، ليقول لنا ، ــ أو بالأحرى يتبرأ من ملكية مصر ــ أو سيادتها ــ لأى من تلك الحقول ، زاعما انها لا تخص مصر .. !
وهكذا فكأن لسان حال من يحكموننا الآن يقول ؛ " إذا كان مبارك قد منحكم دولارا ونصف الدولار عن المليون وحدة حرارية من الغاز المصري ، فإننا لن نمنحكم حتى سنتا واحدا عن أية قطرة غاز أخرى ، " أو قطرة حرارية " ..!
أهكذا تكون الأمانة .. أمانة مصر في " رقبتنا كلنا " ..؟!
مجدي الحداد   
             




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات