منذ أيام قليلة ماضية أستشهد جندي مصري على الحدود المصرية الفلسطينية في رفح وأصيب آخر بطلق ناري في بطنه وتم نقله للمستشفي لتلقي العلاج، بعد ساعات قليلة –ورغم عدم اهتمام أحد بالواقعة وكأنهم أرانب بريه- صدر بيان وزارة الداخلية بأن وراء الحادث عصابات البدو!.
في مساء يوم بيان الداخلية تقابلت مع أحد قيادات الشرطة، وجدته مستاء لأبعد درجة، سألته عن سبب استياؤه فقال لي بعصبية (سمعت عن الولاد اللى اتضربت بالنار على الحدود؟) فأجبته بنعم، فأدهشني عندما أكد لي أن مرتكب الواقعة جنود الصهاينة وليسو البدو!.
سألته بسذاجة، ولماذا ألصقت الداخلية التهمه بالبدو ولم تعلن جريمة الصهاينة، فأجاب (لعدم إثارة الرأي العام وإثارة الفوضى والشغب في مصر) وأيضا لكي تلصق الوزارة جريمة جديدة لصحيفة سوابق البدو، خاصة أن عدد الجنود والضباط الذين استشهدوا بنفس الطريقة وبرصاص الصهاينة وصلوا إلى 25 شاب خلال ثلاث سنوات.
انصرفت في طريق العودة للمنزل، كان المشهد مسيطرا على تفكيري، جنود مصر الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم (خير أجناد الأرض) أصبحوا في عهد مبارك ووزير داخليته يموتون صيدا كالذباب؟ دون أن ينتفض أحد أو يثور ثائر أو حتى بيان شجب على الماشي؟.
وعندما كلفني الدكتور عزازي رئيس التحرير التنفيذي بكتابة هذا المقال وجدتها فرصة مناسبة لأن أوجه اللوم أو حتى عتاب لوزير الداخلية على موقفه تجاه كرامة المصريين وجنودنا (خير أجناد الأرض) كما قالها الرسول الكريم وأقول له أتق الله في جنود مصر وجنودك وحافظ عليهم ليحفظوك ويحفظونا، خيب ظني يا سيادة الوزير وخذ موقف أو حتى رد يرحمك الله.
والمتابع جيدا لخطب السيد الوزير العصماء ولطريقة تعامله مع الأزمات ولبيانات الوزارة النارية سوف يتوقع دون تفكير صيغة رد الوزير على كلامي، وأنا شخصيا متأكد أن الوزير سوف يترك كل ما تحدثت عنه في المقال وسوف يتناسى الجنود الشهداء السابقين والحاليين على مر تاريخ وزارته الذين ماتوا فطيس وشيلوا الجريمة للبدو،ليقتصر رده فقط على توضيح أن (الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقصد بخير أجناد الأرض وزارة الدفاع مش الداخلية)!!.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
التعليقات (0)