أهالي الشباب المقبوض عليهم على خلفية الانضمام لتنظيم حزب الله في سيناء تجمعوا يوم الأربعاء 29 ابريل الماضي أمام مكتب المستشار عبد المجيد محمود النائب العام لتقديم مذكرة تفيد بتعذيب أبنائهم داخل مقر أمن الدولة بالقاهرة لإجبارهم على الاعتراف بالانضمام إلى خلية إرهابية هدفها تنفيذ أعمال تخريبية ضد منشآت ومباني مصرية في حين أكدوا على أن أبنائهم تم إلقاء القبض عليهم في شهر ديسمبر الماضي وأنهم لم ينضموا مطلقا لتنظيمات مصرية أو أجنبية وأن الاعترافات التي قدمت لنيابة أمن الدولة مطلع الشهر الماضي ماهي إلا سيناريو معد مسبقا وتم نزع توقيع أبنائهم عليه.
يقول عادل عبد اللطيف جبريل شقيق نصار جبريل المتهم الرئيسي في التنظيم: نصار يعمل في مصنع طوب بمدينة العريش منذ أكثر من خمس سنوات وتم إلقاء القبض علينا أنا وشقيقي خالد ونصار يوم الثالث من ديسمبر الماضي بمعرفة ضباط أمن الدولة مكتب العريش وبعد حوالي 12 ساعة تم إطلاق سراح شقيقي خالد من مقر مباحث أمن الدولة بالعريش وتم ترحيلي أنا ونصار إلى الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة بمدينة نصر وتم احتجازنا لمدة 15 يوم وفي يوم 19 ديسمبر الماضي تم إطلاق سراحي بعد أن تم استجوابنا عن طبيعة نشاطنا وعن علاقتنا بعدد من الشباب لا نعرف منهم إلا هاني سيد مطلق وإيهاب القليوبي – المتهمين بالانضمام لتنظيم حزب الله –، وخلال فترة احتجازنا في مقر الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة بمدينة نصر ذقنا أمر أنواع العذاب حيث تم تغمية أعيننا لأيام طويلة بعصابة سوداء وتعريضنا لأشعة حارقة لا أعرف طبيعتها وتعليقنا مثل الذبائح من أيدينا بعد ربطها خلف ظهورنا وتعليقنا في الفلكه يوميا تقريبا.
ويكمل عادل: بعد 15 يوم تم إطلاق سراحي وعندما سألت عن شقيقي نصار قالوا لي (روح وأنساه والا مش هتشوف الشارع تاني زيه) وبعد أيام عاد مجموعة من الشباب الذين تم القبض عليهم معنا – 25 شاب – وسألتهم عن نصار فحكوا لي حكايات عن تعذيبهم يشيب لها الشعر.. تعذيب وهتك عرض وألوان من العذاب الغرض منها إجبار – المجموعة التي اعترفت بانضمامها لتنظيم حزب الله بالاعتراف على نفسها – كما أكد لي هؤلاء الشبان العائدون من الجحيم أن شقيقي وأصدقاؤه لو لم يعترفوا لنفذ ضباط أمن الدولة تهديدهم بالقبض على زوجاتهم وأمهاتهم وشقيقاتهم وهتك عرضهن أمامهم لإجبارهم على الاعتراف بالانضمام لتنظيم – حزب الله في سيناء-.
يقول عبد الهادي القليوبي والد المتهم إيهاب القليوبي: ابني لم ينل قسط وافر من التعليم فهو لم يكمل المرحلة الثانوية والتحق بالعمل في البناء مع أحد الأصدقاء لتوفير نفقات الزواج واستطاع بمساعدتي أن يتزوج من إحدى القريبات لنا وأنجب منها ابنته (عام تقريبا) وكان كل همه في الحياة توفير حياة كريمة لأسرته الصغيرة..ايهاب كان ملتزم ويعرف الله وهذه هي جريمته أنه يصلي ومطلق اللحية، ومباحث أمن الدولة في العريش ألقت القبض عليه وهو يصلي العشاء في المسجد واصطحبوه إلى المنزل وقاموا بتفتيشه ثم أخذوه يوم 1 ديسمبر إلى مقر أمن الدولة بالعريش وبعد يومان تم ترحيله إلى القاهرة وهناك تقابل مع الشباب الذين ألقت مباحث أمن الدولة القبض عليهم من العريش، بعضهم عاد والبعض لم يعود – المجموعة التي أعلنوا انضمامها لتنظيم حزب الله لم تعود- وحكى لي العائدون من إدارة امن الدولة بالقاهرة أهوال مزقت قلبي، حكى لي صديق لإيهاب أن المخبرين والأمناء كانوا يقومون بنتف لحية إيهاب ومن معه من شباب مطلقين للحية وكانوا يمثلون بأجسادهم ويهتكون عرضهم بإشارات وتعبيرات حركيه مخلة ومخذيه،وأعتقد أن هذه الأفعال هي التي دفعت إيهاب للاعتراف بانضمامه لهذا التنظيم أما عن حقيقة انضمامه فالأمر مستحيل لأن إيهاب تحركانه كانت معروفة وعادية جدا، فهو يذهب منذ الصباح الباكر لعمله ثم يعود مع الغروب ولا يخرج إلا لصلاة العشاء ثم يجلس معنا قليلا ثم يدخل لينام.
وتقول سحر محمود زوجة نمر فهمي الطويل:زوجي نمر عامل نقاشة بالنهار وسائق في المساء، غير ملتزم ولا يصلي ولا يذهب للمسجد ولا هو سني ولا هو شيعي، هو فلسطيني الأصل ومقيم معنا في العريش منذ سنوات طويلة هو وأسرته، نمر مولود في مصر ولا يعرف له وطن غير مصر ولم ينضم أبدا لتنظيمات ولم يكن مهتم بالسياسة ولا حتى بالدين والتدين، وليس لديه وقت لأن يفكر في شيء إلا مصاريف البيت ومتطلبات أولاده..كان يترك عملا ليلتحق بآخر وبعض الساعات للنوم حتى يوم الجمعة عمل، زوجي لم يعرف معنى أجازة وليس له عطلات،كان معلقا في ساقية منذ أن رأيته وحتى الأول من ديسمبر وقت إلقاء القبض عليه هو ومجموعة من الشباب جيرانا، وبعد أيام عاد كل الشبان فيما عدا نمر،سألتهم عنه قالوا أنه متهم بالتخطيط لعمل إرهابي ولكنهم لا يعلمون ما هو،وقال لي أحد الشباب أن أحد الضباط في إدارة مباحث أمن الدولة بالقاهرة طلب منه أن يشهد بأن نمر له علاقات بشبان فلسطينيين ولبنانيين ممن يقومون بحفر الأنفاق بين الحدود في رفح،ولكنه رفض الإدلاء بهذه الشهادة وعندما ضغطوا عليه وعذبوه أصيب بنوبة عصبية وتشنجات –لأنه مريض بداء الصرع – وعندما أفاق سمع أحد الضباط يقول لأمين شرطة أرموه بره لحسن هيودينا في داهية ابن المجنونة ده وهيبوظ لنا القضية.
ويضيف أيمن سيد مطلق شقيق المتهم هاني مطلق أن شقيقه جاهل ولم ينال أي قسط من التعليم وانه يعمل عامل بناء – باليومية- وحالته المادية صفر ولا توحي أو تدل على تلقيه أي أموال من أى جهة.
وتساءل: أي أفكار هذه التي سوف يتبناها عامل جاهل مثل شقيقي لم تطأ قدماه أرض المسجد ولا حتى أيام الجمعة والأعياد؟.
ويكمل: سبق أن اتهمته مباحث أمن الدولة بالتعاون مع آخرين في حفر الأنفاق الحدودية بين مصر وفلسطين وهو ما برأه منه القضاء فيما بعد..وبعد حوالي عامان – 3 ديسمبر الماضي – داهمت قوة من مباحث أمن الدولة منزل شقيقي وقاموا بأخذه إلى مقر مباحث أمن الدلو بالعريش ومنها إلى القاهرة.. وحاولت كثيرا أن أعرف شيء عنه أو السبب وراء القبض عليه ولكني لم أتوصل إلى شيء، وبعد شهور أخبرني الجيران بأن أسم شقيقي في التليفزيون وأنه متهم بالانضمام إلى تنظيم حزب الله اللبناني، أشعر أننا في كابوس ولا أعرف أين الحقيقة وهل كان شقيقي فعلا يخدعنا أم أن القضية ملفقة؟.
ويضيف والد المتهم نصر عمره: ابني يعمل نقاش وليس لديه أي ميول سياسية ولا ينتمي لأي تنظيم، قبضوا عليه يوم 2 ديسمبر الماضي واقتادوه إلى مقر مباحث أمن الدولة بالعريش ومنا إلى القاهرة، عذبوه حتى أصيب بتمزق في شرايين قدمه وهو الآن مهدد ببتر ساقيه، وصديقه محمود عاد منذ أيام بعد أن أصيب بالشلل في يديه اليمنى واليسرى من جراء التعذيب ثم ألقوا به أمام منزله بعد منتصف الليل وكأنه كلب.
ويكمل: ابني بريء وأنا ادري الناس به لا ينتمي لأي تنظيم ولا يشاهد حتى التليفزيون ولا يعرف حماس ولا حتى حسن نصر الله، ارحمونا وأطلقوا سراحه ابني بريء.
ويتفق منتصر الزيات رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين مع ما ادعاه اسر المعتقلين حيث أكد على أن المتهمين ال24 المحتجزين لدى مباحث أمن الدولة تعرضوا للتعذيب وتم انتزاع اعترافاتهم تحت وطأة هذا التعذيب، وبالتاي فإني طالبت يوم الأربعاء 29 ابريل الماضي من نيابة أمن الدولة العليا توقيع الكشف الطبي على جميع المتهمين لمعرفة ما إذا كانوا تعرضوا لغاز أعصاب مخدر أثناء وجودهم في مكان احتجاز "غير قانوني" للحصول على اعترافاتهم، حيث"لوحظ لدى جميع أعضاء هيئة الدفاع عدم انصياع المتهمين للنصائح القانونية التي طالبهم بها الدفاع، والخاصة بالإعلان عن مظاهر الإكراه التي تعرضوا لها والتي دفعتهم إلى الإدلاء بهذه المعلومات تحت وطأة التهديد والخوف" .
التعليقات (0)