أهازيج

أهازيــــج :

سُرعانَ ما انطفأتْ قناديلُ الشوارع مُعلنة عن بدءِ النهاية....بدأ َتْ مِن الخلاءِ يقينا بالآتي...نِيامٌ - هم - مع الأحلامِ والرُّكودْ...مع السذاجةِ اللامُتناهية...مع الدفئ والبُرودة...هم لا يعلمون أنّ الإعصار قادمٌ ولن يرحم الجميعْ...ولن يتوانى عن مسحِ بيوت القصدير أولها لآخرها... ومعَ بُكاءُ الأطفالِ ،وأنينُ المرضى والعجزة....هوإعصار الجهلِ سيزيدُ مِن حُلوكة الظلامِ في أرجاء المدينة....الشيخُ أعلى الصّومعةِ يُنادي فلا أحدَ يُجيبْ....ما بالُ الجميع هل صُمّوا ؟...أم أنّ الزمن قد أتى على آخرهم ؟...هم الآن أمام الأضواء الغريبة الخافتة ، مُكعّبات الحضارة المُستوردة ، التي أعمَت بصائرهُم عن رُؤية الشروقْ....شروق العلم الذي تُزاحمُه كوابيس الليلة المُخيفة...ألافانجلي ياروح الجن والشياطين...ألم يكفِكِ ما ألحقتِ بأمتي مِن دمار ؟...ألم يُخجلكِ ما سُفِكَ بين الإخوةِ مِن دِماءْ ؟...وإن يكُن ...فبالمقاديرسأشعِلُ القناديلْ...وسأستنجِدُ بأروحِ أجدادي الصّالحين..وسأعتكف طويلا أنتظر الوجه الصبوح ، لأغني لها ألحان الهُيامِ بها....أشواقي مِلؤها النشوة للإنطلاقِ بعيدا وسريعاً...ولن تُدركني ظلماء الليلةِ هاهنا....تُلطـّخُ أثوابي بالوحلِ والطين...وأتعثـّرُ في مسيري بالجمادِ فيوقفني...وأتداولُ الأخبارَ مع الزمان فيؤنسني...وقد أمَدّني بحكمته وقال :(خليلي آن الأوان..وخمُد البُركان...وضاقت الأذهان...فاذهَب بحِكمتي هذه ، فأنا اصطفيتكَ لِحين..نورا يُضيءُ الأفئدة بين الضُّلوع..).

تاج الديـــــن : 2009