يا امة العرب ..وان كثرة مآسينا
تبا لحاضرنا ..سحقا لماضينا !!
هذه كانت مقدمة لمجلة الكترونية دورية اشتريتها من سوق عربي محلي .مقدمة غريبة فعلا ..
لقد أتيت من بلاد بعيدة جدا
حيث تتجول قافلات الجمال
حيث يقطعون أذنك
إن لم يعجبهم وجهك
هذا وحشي لكن هذه بلادي
هذا وحشي لكن هذه بلادي
هذا كان مقطع غنائي لمقدمة فيلم هوليودي اسمه (علاء الدين) وهو نمط مكرر من أفلام هوليود .لم يقتصر الأمر على المقدمة الغنائية بل لا يوجد مشهد فيه لا يظهر به السيف وكلمة القتل وغيرها!!
المهم في الأمر هناك قاسم مشترك بين المقطعان هو النيل من العرب وتحقيرهم والحط من قدرهم ..
الأمر الذي لفت انتباهي, هو مع تطور وانفتاح وسائل الاتصالات وتنوعها المرئية والمسموعة والمقروءة مع ظهور إعداد كبيرة من ما يعرفون بالمثقفين العراقيين والكتاب والأدباء وسواهم ..
الغالبية منهم بل الأكثرية الساحقة ليس لها هم سوى النيل من العرب والحط من قيمتهم !
قرأت العشرات بل المئات من المقالات والمواضيع التي ليس سوى نسخ مكربنة الواحدة من الأخرى ...
بدأت بالقصة مع المثقفين العراقيين بالهجوم على القادة العرب ..لما عملوه بهم وبشعوبهم, ثم تحولت الآلة الهجومية إلى الشعوب العربية, ومن ثم تجاوزته إلى الثقافة والتاريخ العربي, والقيم والعادات والتراث, لم يتركوا منه خرقة إلا وخرقوها بوابل نبالهم !!!
المثقف العراقي والعراقيون مولعون بالثقافة منذ أن كانت هناك إذاعة صوت الجماهير والقناة الأولى في تلفزيون العراق وجريدة الثورة والجمهورية والبعث الرياضي وغيرها ممن يستمد منها المثقف العراقي معلوماته .
دخلت على الخط لاحقا إذاعات صوت أمريكا والبي بي سي ومونت كارلو والاحواز وغيرها وأصبح بينه وبين وسائل الإعلام الحكومية خصومة شديدة ..كل ما تقوله وسائل اعلام الحكومة كذب وزيف ونفاق ..
والحقيقة فقط في وسائل إعلام الغرب تحديدا العالم المحتضر .
منها اخذ المثقف العراقي يغرف غرفا وينهل منها وكان يتباهى بين إقرانه بوفرة معلوماته بل إن بعضهم كان يقلد حتى صوت المذيع في البي بي سي !!!
وما رافق فترات خروج العشرات مع النازحين من العراق ما بعد حرب الخليج الثانية واستقرارهم في بلاد الغرب..وأصبح اغلبهم من الطبقة المثقفة .
دخل اليوم الفضاء المفتوح وعالم الانترنت الافتراضي الذي لا سلطان لأحد عليه وفما كان نصيب المثقف العراقي والعربي منها :-
أولا :ما هو المعنى الحقيقي لكلمة مثقف ؟
المثقف في اللغة هو العود الطري الذي يوضع في أنبوبة مجوفة كي يتصلب ويأخذ شكله المستقيم ومن هنا جاءت مثلا تسمية الرمح أو عصا الرمح بالمثقف
المثقف أيضا هو الخيط المستقيم الذي يثقف به إي يمر عبر فتحة متعرجة ثم يخرج سليما كما كان
والمثقف في المفهوم العام هو ان يعرف شيء عن كل شيء اي المطلع ..........ويعرف كل شيء عن شيء أي ما يسمى المختص
والمثقف هو من اكتسب الخبرة من تجارب الآخرين وفشلهم ونجاحهم واخذ منها العبرة والدروس ..
وكما قال احدهم ساخرا خيرا لك ان تتعلم من تجارب فشل الآخرين لتأخذ منها العبر لان لو أفنيت عمرك في الخطاء والفشل لامت قبل تتعلم...
ثانيا :-إليكم نماذج مما يطرحه (مثقفوا) هذه الأيام :-
أ- ( النيل من التاريخ )مثال على ذلك :-
اطرف موضوع مفبرك
منقول عن إسامة أنور عكاشة حسب ادعاء الناقل :
يقول في فقرة منه :
{{هند بنت عتبة
وقد اشتهرت بالبغاء السري في الجاهلية هي زوجة أبي سفيان , وابنها معاوية يعزى الى أربعة نفر غير أبي سفيان, مسافر بن أبي عمرو بن أمية , عمارة بن الوليد بن المغيرة , والصباح مولى مغني لعمارة بن الوليد .
يروى أن سيدنا علي (ع) قال في كتابه الى معاوية ( .. وأما قولك نحن بني عبد مناف ليس لبعضنا فضل على بعض ...فكذلك نحن .. لكن ليس المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللصيق..).وهي أشارة واضحة بإلصاق أصول معاوية بعبد مناف..}}
السؤال ألان بغض النظر عن موقفنا من بني أمية :-
كيف عرف الكاتب أو الناقل أو السابقون بالأمر ؟؟هل توجد تقنيات كشف التحليل النسيجي الخاصة بDNA وهل اثبت الأمر أربعة شهود عدول لم يشهدوا في قضية زنا من قبل ؟؟
:
اعتقد انك توجه خطابك إلى إسامة أنور عكاشة لأنه هو كاتب المقال ولست إنا انظر أعلى الموضوع رجاءا لتعرف كاتبه
وبعد طول إلحاح مني لم يجب ثم امتنع عن الإجابة بحجة ان الموضوع منقول عن أسامة أنور عكاشة وعندما قرأت الموضوع الأصلي قلت له:
قراءت المقال من رابطكم أعلاه واعتقد وربمافيه مغالطات ,لان شخص مثل اسامة انور عكاشة يتكلم في هذا الامر وهذا امر ملفت للنظر حقا ..النقطة الثانية شخص مثل اسامة انور عكاشة مستحيل ان يكتب حرف (ع ) خلف اسم علي وفي جميع المواقف ربما يتعمل الحرف مرة ومرتين لكن ليس كلما يذكر اسم على يكتب خلفه عين لان المصريون عموما يستخدمون مع اسم علي عبارة كرم الله وجهه او لا يستخدمون شيء...
ب- السخرية من العادات والترويج للمستهجن من عادات الغير:
كتب احدهم موضوعا بعد ان قراء النص الأصلي لقصيدة متى ستعرف لنزار قباني
هذه القصيدة كما غنتها نجاة الصغيرة تقول فيها :-
متى ستعرف كم أهواك يا أملا
أبيع من اجله الدنيا وما فيها .
في حين ان النص الحقيقي لها كما كتبه نزار قباني :-
:- متى ستعرف كم أهواك يا رجلا
أبيع من اجله الدنيا وما فيها
يستوقفنا الكاتب هنا ليقول ماذا لو قراء العرب (المتصحرون ) النص الأصلي والحمد لله يبدو ان احد للان لم يقرءاه ..بأي النعوت والاتصاف سيقدحون بها نزار قباني الشاعر المرهف الإحساس !!!
لكن يبدو أن آفة قلة الإطلاع والقراءة لم تقتصر على ((العرب المتصحرين ) فقط بل شملت أيضا الأخ مكتشف الاكتشاف الخطير هذا !!
لان كل محبي نزار قباني يعلمون انه تأثر أيما تأثر بوفاة أخته الكبرى وانتحارها وهو كان وقتها طفل صغير, لان أهلها رادو تزوجيها من ابن عم لها رغما عنها, وكان نزار قباني متعلقا بأخته وكان يعرف إسرار حياتها العاطفية وقد كتب عن حالها الكثير من القصائد ,مثل قصيدة(( ماذا أقول له حين ألقاه )) حيث كان يسمع الحوار بين أخته ورفيقتها بعد جاءته رسالة من حبيبها يرجوها أن تعود إليه ...
{{من الطريف هنا اذكر انه بعد أعداد القصيدة للغناء ووضع اللحن لها لم يغيروا فقط كلمة رجلا بل غيروا مثلا كلمة يا من( يدخن) في صمت ويتركني ..إلى:- يا من (يفكر) في صمت ويتركني ربما لإزالة أي دليل على عشق الرجل في هذه القصيدة –من يدري كل شيء جائز --}}-
ج- العرب والإرهاب في التاريخ :-
تقول وفاء سلطان من على شاشة برنامج تلفزيوني مرة العرب لهم علاقة بالإرهاب منذ القدم فهاهو طارق بن زياد يقول لجيشه العدو من أمامكم والبحر من خلفكم ...فكيف له ان ينعت الأسبان بالأعداء مجرد عبوره اليهم ؟؟؟.
التراشق بالكلمات سهل لكن البحث في التاريخ عن الأسباب الحقيقية التي أدت الى اجتياح العرب لأوربا.
.طبعا لا يريد هؤلاء المحسوبون على العرب والمتنكرين لأصلهم الخوض فيه .
ومن المفارقة مثلا ,عندما يكتب احدنا مثلا عن بطولات وشجاعة طارق بن زياد ..نجد إمامنا العشرات من المواضيع والتعليقات التي تقول أن طارق بن زياد ليس عربي ولم يكن يوما من الأيام وانه من البربر الذين يعرفون اليوم بالامازيغ !!!-منتهى التناقض في الطرح -
للأمانة ولكي نكون منصفين لم تقتصر ثقافة الهجوم على العرب والنيل منهم على (المثقفين الجدد )) أو ما بعد الانفتاح بل شمل أيضا مجموعة من كبار الأدباء العرب ولعل اشهرهم طه حسين ومصطفى العقاد مخرج فليم الرسالة وبعد علماء الدين أيضا
للحديث بقية
التعليقات (0)