أدت سلسلة التفجيرات الأرهابية الأخيرة في بغداد وبعض المحافظات العراقية الأخرى الى أزمة دوبلوماسية بين العراق وسوريا كانت نتيجتها أستدعاء متبادل للسفراء بين البلدين , بعد أتهام حكومتنا العراقية البعثيين اللذين تأويهم سوريا بالعمليات الأرهابية اللتي أدت الى أستشهاد العشرات وجرح المئات من شعبنا والى تهديم وأضرار بدور المواطنين الأبرياء ووزارتي المالية والخارجية .
ولقد ردت سوريا بأبداء دهشتها من هذه الأتهامات مؤكدة أنها تمنع اللاجئين البعثيين العراقيين من العمل السياسي على أرضها , وأنها مستمرة في تعهادتها اللتي قطعتها بمنع المتسللين من الدخول الى العراق عبر أراضيها . كما أنها أوعزت أتهامات الحكومة العراقية ضدها الى تخبط وصراعات داخل الحكومة العراقية ذاتها . وبذلك ليس أمامنا ألا ثلاث خيارات لا غير لتحليل الأحداث الأرهابية الأخيرة .
الخيار الأول هو أن نصدق ما جاء في بيانات حكومتنا , وتلك مصيبة .
فأذا كان للبعثيين قدرة على أرسال عدة شاحنات زنة عشرين طن , مفخخة بما لايقل عن طنين من المتفجرات لتخترق كل الأطواق الأمنية المضروبة على العاصمة بغداد . وفي وضح النهار . بل والوصول الى المنطقة الخضراء ذاتها . فأن ذلك يعني أن للبعثيين يد طولى قوية ومتغلغلة في العراق . قادرة على أن تضرب بقوة في أي مكان من أرضه كما تجعجع قياداته الهاربة ليل نهار .
والخيار الثاني هو أحتمال أن يكون للأحتلال الصهيوأمريكي يد فيما حدث . خاصة وأن قيادته الميدانية والسياسية لم تدلي بأي تصريح حول الحادث ولم تحمل احدا مسؤوليته الى الآن . وهذه مصيبة أخرى , لأن ذلك يعني أن الأحتلال قد نجح في لعبته القديمة الجديدة , وأعني بها تخويف العراقيين لحملهم على التمسك ببقائه . وهذا ما يفسر الأتهامات المتبادلة بين حكومتي سوريا والعراق اللتين لا تعرفان الفاعل الحقيقي الى الآن .
والأحتمال الثالث هو أن نصدق أقوال السوريين وتلك مصيبة أكبر وأشد . لأن معنى هذا هو أن حكومة المالكي بكل أجهزتها من الضعف بحيث أنها لا تستطيع الكشف عن الجاني الحقيقي للعمليات الأرهابية الأخيرة رغم معرفتها بهويته , كما حدث سابقا في حادث سرقة مصرف الزوية . وأن هناك حكومات داخل الحكومة . ودول داخل الدولة . ولذلك لجأت الى الكذب المتعمد لتحميل سوريا المسؤولية طمسا للحقائق , وهربا من غضب الناخبين اللذين سينتخبون حكومتهم الجديدة بعد ثلاث أشهر من الآن .
وبذلك يمكننا القول .. أن كان المسؤول هو البعث فتلك مصيبة . وألا فالمصيبة ادهى وأعظم .
التعليقات (0)