أنين الاغتراب
لمست يداي تربة جافة ما سقيت وما رويت من سالف العصور والأزمان حركت رمالها بين أصابعي فتطايرت في السماء مع ريح قوية ضربت المكان تتبعت سفرها بعيناي متأملا تحليقها بين نسمات الهواء لكن سرعان ما تهاوت للأرض فكان رجوعها للأصل الذي منه أخرجت حقا عليها ولزاما على كل مغترب وبعيد
طارت الرمال فعادت وما احتملت بعدها وكدالك الطفل الذي إن خرج من بيته بكى على أمه وكدا كل مخلوق يحن لموطنه ووطنه وموضع قدمه الأول ..
وهاأنا قد بلغت من العمر ما روى عقلي وفكري فكدت أن أكون رجلا إلا ما بقي لي لاكتمل دالك فتغربت وابتعدت لكن الحنين لم يغب فهو يراودني في كل لحظة وحين فتدمع عيني ويحن فؤادي ويرق إحساسي المفجوع والملهوف لملامسة التربة التي فيها كبرت وترعرعت ..
التعليقات (0)