أنوثة المقصلة وذكورة حبل المشنقة . للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .
قُتلت البحيرةُ في حادث سَيْر. بَكَتْها شموسُ الرفض . تَزوَّجتُ مشانقَ بلادي . وزيتونةُ المجرات عرسُ المنفيين . أنا فيلسوفةُ الانقلاباتِ العسكرية . يا تُراباً يبيعُ حليبَ أُمِّه في تاريخ الشفق ، ويشربُ على ضريح أبيه نخبَ انتحار الأدغال . أَرْشِدْني إلى احتضار المطر لأتذكر قبرَ أُمي في الصنوبر المكسور .
جنازتي نقابةٌ للعشاق العاطلين عن العمل . وضباطُ المخابرات يقودون حملتي الانتخابية . إنني انتخاباتُ الصنوبر المذبوح . ودمعي المشنقةُ الضائعة في مجرات الذكريات. كأنني أشرب النسكافيه مع هند بنت النعمان، وأميراتُ أوروبا خادمات في مطبخ بيتي. والجيرانُ يقرأون الفاتحة على روحِ الحكومة . كأن أمي موظفةُ جمارك ، وأبي خياطٌ لأكفان البرتقال . وأنا الملكة المخلوعة ، والهزيمةُ عرشي . امتدادُ رموشي على سيف الحزن . وانتصارُ الفلسفة على الفراغ العاطفي .
في جسدي حربٌ أهلية . الجبهةُ الشمالية بقيادة حنجرتي ، والجنوبية بقيادة معدتي. وفي كلا الحالتين أرفع الرايةَ البيضاء . ذلك جثماني هديةٌ بين نوارس البحر. والطهارةُ في لحمِ الشفق ضوءٌ على نصل مقصلتي . خسرتُ حربَ الاستنزاف في عروقي المهجورة . دخلتُ في عزلة الكواكب نشيداً للغرباء، فكيف أجمع بين المطالبة بدم أبي ورعشةِ أمي الموؤدة في أوردتي المنفية ؟ . إنني ورقةٌ محروقة في الطريق إلى المجرات .
أمشي في جنازتي ، وتمشي جنازتي فِيَّ . حفلُ تأبيني ملتقى خفر السواحل المتقاعدين . أرمي نخاعي الشوكي في الغيم الذي ينقلب على الشفق ، وأَدْرس فلسفةَ الرومانسية عند عشيقات ضباط الاستخبارات العسكرية . كُنَّا أصغرَ من تفاحتَيْن على حبل مشنقة . وبناتُ الجيران ينشرنَ الذكرياتِ على حبل الغسيل . والمجزرةُ المعتادة تُعلِّم خيامَ اللاجئين كيف تقطع الشارعَ . كوكبُ الأرض ملهى ليلي . وحكومةُ البغايا الديمقراطية فِطْرٌ سام .
إن وطني طَلَّقَني وتَزوَّجَ المنفى فسكنتُ في القصيدة. صارت بناتُ أفكاري عوانس. حلمتُ أن قلبي يموتُ محاصَراً. دخلتُ في حصار البرتقال. فتحتُ قفصي الصدري للرياح الشمسية واقتحمتُ عُزلةَ شرايين الغابات في موسم الاحتراق . وقطيعُ النمل يجرُّ تابوتَ ذبابةٍ عمياء . كأني أُوزِّع مضاداتِ الاكتئاب على خفر السواحل ، ويُوزِّعون جثماني على أسماك القِرش . أَقلي كرياتِ دمي على نار هادئة لأُطْعِمَ الغرباءَ في أدغال رموشي . هذا عَرَقُ الغابات مكياجُ الملكات المخلوعات . ويدخلُ في عمودي الفقري وداعُ أسماك القِرش . وبقيت ذكرياتُ زوجات البحَّارة تحت أحذية الجنود في الميناء . والمناديلُ على الأرض الموحلة . وصياحُ الأطفال يكسر مِرساةَ حُنجرة البحر .
هؤلاء الغرباء الذين يُوزِّعون سياراتِ المرسيدس على السبايا . في بنكرياسي حقلُ نفط ، ولصوصُ الآثار يُفتِّشون في أمعائي عن أهرامات الدموع . أنا أكرهكَ وأنتَ تكرهني، فلنتزوج لنمارس الكراهيةَ في ليلة دخول الغرباء إلى قاعة الإعدام بالكرسي الكهربائي . كأن الراهبات يُوزِّعنَ مضاداتِ الاكتئاب على حرس الحدود . ولا حدودٌ بعد انتحار الوطن ولا جنود . مرتبكةٌ أمام ليلة الدخلة ، واثقةٌ أمام نصل المقصلة . وعندما أموت سَيَرِثُني وحلُ النيازك .
كأن النخل يطلع من جاذبية الضحايا . فلا تَتَعَلَّمْ جدولَ الضرب لِتَعُدَّ القتلى في نشيد الأمطار البنفسجية . أيتها الشمسُ ، احرميني من ميراث العواصف . إنني غربة المرايا ، انثرْ ضحاياكَ يا ضوءَ الجثث الرخامية على رقعة الشطرنج . هذا راعي الغنم تزوَّج راعيةَ الغنم في حفل إعدام الغنم . فلتكن ليلةُ الدُّخلة نظريةً فلسفية . في بيتٍ يَنتحر في حِبْر الصنوبر رَجُلٌ يشتري قمصانَ النوم لزوجته فتتزيَّن لابن الجيران .
يا وطناً سقط من حُنجرة الغيم. سال بين عيون الشمسِ دموعُ القمر. أركض كطفلة الصاعقة خلف ضوء التوابيت الحجري، والسجادُ الأحمر يأكل بلاطَ صالة الرقص المخصَّصة للسبايا . خُذْ عنوانَ بريدي في مقهى المجزرة، واعْقِد اتفاقيةَ سلام مع جثماني ، وانثرْ جماجمَ الضفادع على طاولة المطعم أو طاولةِ المفاوضات . فالكواكبُ تُوَقِّعُ على مرسوم إعدامي .
أرى شعوباً من الصخر الزيتي تقفز من نوافذ القطارات الصخرية . والليلُ برتقالةٌ على جبين الزلزال . أيتها البلادُ المخصَّصة للمرتزقة ولصوصِ الآثار ، ماذا بقي من أطلال رموشي في النشيد الوطني المهجور . والوطنُ علبةُ سَرْدين على مائدة الصَّنم المعظَّم . كأن بطيخةَ الذكريات وردُ سيرك الجنازات . والكنائسُ تركض في سِفْرِ الرؤيا الأعمى . لا وطنٌ للنوارس ، ولا منفى للجنون البري . إن أجفاني مغامرةُ تاجر سلاح . في أية لحظة ستأتيه رصاصةُ الرحمة . وقلبي بطيخةٌ ، والليلُ سكاكين . لستُ السرابَ لأُحدِّدَ لونَ مكياج الملكة كاترين . ماتتْ رموشي بعد تناولها الذكريات السَّامة . وأنا في ظلال الريح على رخام المدافن ملكةُ العوانس . قَتَلْنا أنوثةَ الفتيات واحتفلنا بأنوثة سيارات المرسيدس . وكلُّ المنفيين قبيلتي ، لكنَّ الغرباء يسكنون تحت أظافري . دخل الرجالُ إلى حياتي بعد أن رميتُ قلبي من نوافذ القطار . والبحيرةُ دَخلتْ في عُزلة الحيض . والنهرُ أَخَذَ إجازةً مَرَضيةً وغاب عن رموشي . كأنني أترشح لانتخابات الأضرحة ، وكلابُ الحراسة مُدراء حملتي الانتخابية . وصحراءُ الذكرياتِ تقود حفلةَ تزوير الانتخابات لكسب أصوات المكبوتين جنسياً . سأقترع لصالح الطوفان في جسدي. ولن أنتخبَ نَفْسي ، لأن كرياتِ دمي البيضاء تأكل الحمراءَ ، وجوارحي تقود انقلاباً عسكرياً ضد قلبي . جِسْمي معركةٌ . وأعضائي تتقاتل فيما بَيْنها .
هذا الوهمُ صورتنا في مرايا الفيضان . قَتَلْنا عماد الفايد في عيد الحب . وفوقَ جثثِ الأنهار وجنازةِ اليمام نثرنا الرومانسيةَ . إن بلادي بطيخةٌ مَرَّتْ عليها السكاكين . والعارُ تاريخُ حبال الغسيل تتزوَّج ثيابَ الجنود المهزومين .
بين حواجبي رومانسيةُ الألغام الأرضية . انتحرت الراهبةُ الوحيدة وصارتْ كوابيسُها مقهىً للجرذان . يا وطناً يموت كالبطاطا المقلية ويعيش بين جنازير الدبابات البلورية . للأرصفة كلُّ البناتُ الموحشات في المساء المتوحشات في نهر الجثامين . والليلُ برقوق الغرباء . يا أمي الموؤدة ، في أي مقبرة ولدتني الأحزانُ ؟ . وبكى أبي في كهوف الزئبق ، والصحراء بريدٌ إلكتروني بين عشاق الرمال . أنا إمبراطورة الصَّبار . والحزنُ سوبر ماركت للفتيات العائدات من المدارس الحكومية الذاهباتِ إلى الجنازات الحكومية .
صَدِّق ابتساماتِ الشفق ، ولا تُشْفِق عليَّ في حرير مذبحتي . إن مقصلتي جغرافيةُ الأنوثة ، وضفائري جبهةُ قتالٍ بعد هروب الجنود . لا اسمَ للشوك في دمعي ، فازرعْ وطناً من أكسجين القصيدة في لهب القرميد . أيها القادمون من جنازتي الذاهبون إلى مشاهدة مباريات كرة القدم . إن جمجمتي كرةُ القدم. وإسطبلُ الجروح أبقارٌ تنام على رموشي . معدتي كومةُ قش محروق لحراس الملكة وهم يضاجعون عشيقاتِ الْمَلِك . لقد انتحر الْمَلِكُ ، وغرقت الملكةُ في دم الحيض . وسقطَ النظام الملكي في كبد البحيرة المحمولة في حناجر بنات آوى . وأظافري على حبل الغسيل مملكتي .
وأتت البلادُ اللازوردية على ظهر حصان خشبي . فيا حطابي المحترِف ، خُذ أخشابَ رئتي بروازاً للموقدة . لم يعد دمي سواي ، ولم يعد في دمي سوى الغابات ، فلا تسأل كبدي عن بنكرياسي ، إن أعضائي في عُزلة ريح السُّموم . وكرياتُ دمي منافي البنفسج الاصطناعي .
اكتشفنا وطناً بعد انتحار الشعب. ورفع الغبارُ رايةَ النصر بعد أن رفع جنودُنا الرايةَ البيضاء ، كأن زوجاتِ البحَّارة يُجَدِّفْنَ في الشفق . والغيومُ زوارق حربية . هل تحبُّ كرياتِ دمي الزرقاء أم الخضراء ؟ . كُن صريحاً مثل لجنة تزوير الانتخابات ، أنيقاً كضباط الاستخبارات ، رومانسياً مثلَ ألوان مناديل الجريحات في الحكايات .
دَعُونا نُوَزِّع الخِيامَ على الأحصنة المنفية كما تنام جدائلي في معسكر اللاجئين تحت إبطي . دخلتَ في شيخوخة المطر أيها الحزنُ الوسيم . تفاحاً بطعم البرتقال كانت جثةُ الليمون ، فاعذر الأنهارُ التي تحمل شهادةَ الهندسة الزراعية في الدموع الصحراوية . إنني سمكةٌ خارج المياه الإقليمية للضجر لأنني الفجرُ الكاذب. وهذه ليلةُ الدخلة سقوطُ قلاع المكياج ، فَسَلِّمْ مفاتيحَ ذاكرة الشمس يا أبا عبد الله الصغير . وُلِدوا في مكة ويُدافعون عن روما . أتركُ وشمَ نعال عشاق الزبد على جلود السبايا الرومانيات . والمغولُ يرفعون جماجمَ النعنع شِعاراً لسيارات المرسيدس . فيا أصدقائي لصوصَ الوطن ، أَرْشِدوا راقصاتِ الباليه إلى ضريحي لكي يحتفل خفرُ السواحل بذكرى ميلاد العشاق الفاشلين أو الملوكِ المهرِّجين .
أنا الوحيدةُ التي تنتظرُ في محطة القطارات، وأولُ من تنتحر على سكة الحديد . هذه أنَّا كارنينا تبيع البطيخَ في دوائر المخابرات . أنا ليلى، فتعالَ إلي أيها الذئب . أقضي في مقابر الملوك المخلوعين شهرَ العسل، وأجمع ذكرياتِ الموؤدات في أكياس الإسمنت . والصحاري القرمزيةُ تملأ فراغي العاطفي بالنفط الخام . دخلتُ في دهشة حيطان الاغتصاب ، ولم يأتِ صناديدُ قُرَيْشٍ لكي يدافعوا عني .
كأنني أرعى قطيع القلوب الكسيرة في شِعاب المطر . لا معنى للرومانسية ومَلَكُ الموت قادمٌ . أنا الحزنُ الصحراوي الممتد من نشيد الغسق حتى وجع أهرامات الدمع . ليست بلاداً هذه التفاحات المنثورة في سرطان الثدي . ليس شكلاً للدمع هذا الليلُ الذي يجتاح ضفائري . ليس برتقالاً هذا الوهمُ المتقمِّص قناعَ الوطن .
أنا مملكةُ الجروح المشتعِلة . لم أعد أشعر بالألم من كثرة الألم . ونزيفي يُغطِّي الشوارعَ صقيعاً أخضر تَسْبح فيه نمورُ الشفق . أُصيب الاكتئاب بالاكتئاب وتَقَاعَدَ الطبيبُ النفسي ، وبقي المرضى ينتظرون على سطوح القطارات الكهربائية .
أُخِيطُ ثوبَ عُرس الضجر في وطن يُحتضَر . فكوني جاريةً فارسية ، سأجد لكِ خليفةً عباسياً يشتريكِ . إن زهرةَ الأضرحة بندقيةُ البحر . والليلُ شمعٌ يَذوب في عَرَق المنفيين . يا وجهاً ضائعاً في مسامير المرايا . هذا اللحمُ المحترق في الشفق طهارةُ الشجر في حزن البحيرات . رمزاً للوطنُ الضائع كانت ضفائرُ الصاعقة . والمطرُ يتناول علبةَ سردين على العَشاء. احْتَرِموا غربةَ الأغصان يا كلَّ الحطابين في نخاعي الشوكي . واسمُ مَرَضي تفاحةُ القاتل كرزُ المنافي . أُصمِّم رِجْلاً اصطناعيةً للمنفى ليصبح وطناً للحمَام المشنوق بين بكاءِ الشجر ومواسمِ حَيْض الأدغال .
ومشيتَ على البلاط زنزانةً من النعنع البري ، وبقيتَ وَحْدَكَ . أنتَ وحيدٌ يا ضوء جباه المراهِقات في الجنازات . فَأَنْشِئْ إمبراطوريةَ الرايات البيضاء _ يا قيصرَ اللصوص _ في عظام الشعب المتسول .
صريحاً كشهوة البغايا كان حبلُ الإعدام . ضفائرُ السجانة ومضةٌ ، وأنا سجانة الذاكرة . الذكرياتُ اختراقٌ أمني ، فلا تتجسس على ملح دموعي يا وجعي القصديري . زواجي إطلاقُ رصاصة الرحمة على السنونو .
أيها السلطانُ المخلوع ، سَلِّمْ زَوْجتكَ للنَّخاس الدبلوماسي ، وامْنَحْ جدائلَ بناتكَ للسَّبي . مدنُ السبايا اسمُ رموشي في مقلاة النعنع المشنوق . ذلكَ جسدي دولةٌ منهارة . انقلبتُ عليها ، وشَرَّدْتُ كرياتِ دمي ، وقتلتُ شعوبَ رئتي . أَصعدُ منصةَ الإعدام بدون دعمٍ لوجستي . لا أقدر أن أقتحم ليلةَ الدخلة بدون إسناد من الطائرات الحربية .
عِشْنا مع الجرذان تحت الأرض ، لكن القططَ احترمتْ مشاعرَ قيودنا ونحن نتشمس في وهج المقصلة. أُفكِّكُ عُقدي النفسية بالرشاشات الثقيلة ، وأضعُ جمجمةَ أمي في حقيبتي الوزارية .
يا تاريخ الخِيام المنسية في دماء الأناناس المكتئب ، عَلِّمْني جغرافيةَ الفجر الكاذب لأكتشف خرائطَ الحِنَّاء في أيدي السبايا . يا مصلوبين على الغيوم ، هذا الصليبُ المصلوب يَصْلُبُ فراشاتي فتسيل الأضرحةُ في مساءات خروج ليلة الدخلة من جسد العوانس إلى جسد السبايا .
أَتيتُ من عَرَقِ البرتقالِ دماءِ الليمونِ أَحمل جثةَ تاريخي على ظَهْري ، ورميتُ في صداع الأسيرات قيودي. اكتئابي تاجرُ أسلحةٍ باع سكاكينَ المطبخ فلم أتناولْ على العَشاء غيرَ أكفاني . وهناكَ على ضفة السعال ، قرب سقوط الشمس في معدة البحر ، تتحول القبورُ إلى أرقام ، وتصير الذكرياتُ عُلبَ سَرْدين ، وتصبح مضاداتُ الاكتئاب ماركةً مُسَجَّلةً باسم دموع العشاق الفاشلين . قد زرعنا الرجالَ في المقابر الجماعية وذهبنا نلعب التنسَ مع الصربيات . واحتفل السَّجان بالسجان ، وبقينا يا وطني في نفس القفص نلعب الشطرنجَ ، ونزرع الأناشيدَ الوطنية في أجفان الجيوش المهزومة . فيا حُرَّاسي الشخصيِّين الذين يحرسون أعدائي ويبصقون عليَّ ، خُذوا مرآتي تذكاراً لانتصار العوانس على الستائر الرمادية .
يا زبدُ ، ادْخُل السجنَ واثقاً من نقاء الحديد ، واذكرْ أَوَّلَ امرأة أحبَّها النهرُ قبل اغتياله في غابة الأجفان . البحرُ توأمان ، والشاطئُ منفصمُ الشخصية ، وقضبانُ الزنزانة مشطُ الأسيرة . افرحنَ يا سيدات المجتمع المخملي ، لقد قَتَلْنا المرأةَ وَحَرَسْنا المكياجَ .
خُوذة البحيرةُ ، ومنديلُ النعنع ، والقتلى الذين ينتظرون استلامَ الراتب ، والأراملُ على طوابير الخبز يشترون موتَ الأنهار . أنا الراقصة الحافية في أعراس خفر السواحل ، وضابطُ المخابرات يتزوج راقصةَ الباليه . لن يقضيَ على عُزلتي سوى مَلَكِ الموت .
أكتبُ ذكرياتِ احتضاري كما يذهب النرجسُ إلى دوامه الرسمي . لا وقت للرومانسية يا قاتلي البنفسجي في وطن اللصوص المقدَّسين . إن المذابحَ طلاءُ أظافرنا . ومَلَكُ الموت لا يحتاج مرشداً ليعرف مكانَ هياكلنا . أنا الهيكلُ العظمي الدائر في صحراء الضفائر السجينة ، والمبيداتُ الحشرية مُزيلُ عَرَقٍ للجواري . دَمُكِ يا أمي الموؤدة يخلع بواباتِ منامي ، وصوتُ البحَّارة الغرقى يَطلع من مساءات المشنقة .
أنا من هُواة جمع الجماجم ، واكتئابي من هواة جمع الطوابع ، وقاتلي من هواة جمع السبايا . فكيف سنلتقي في وطن اللصوص على إسفلتٍ يحرق خطواتِنا ؟! . ولا يحتفل بعيد وأدي إلا خفر السواحل . وَحْدَهم المشنوقون من يحتفلون بعيد ميلادي . الصراصيرُ الكريستالية تقضم صلبانَ الرمل . هذه عقاربُ الساعة لَدَغَتْني فرميتُ عمودي الفقري في ركام وقتي فتسمَّمتُ بالفراغ العاطفي . ذلك الغريبُ المنتحِر قفصي الصدري أكواخُ العناكب . وعِظامي المسحوقةُ هي سُكَّرٌ لقهوة المجازر جماجمُ الأسماك المنفية في ماء عيوني . بيعوا الأندلسَ لكي تتفرغوا للرومانسية .
برتقالاً كالأسلاك الشائكة كان ضوءُ الرياح . وقفتُ على صخرات رئتي الخامسة تاريخاً لأيتام الفيضان ، والحزنُ برقوقُ الضحايا مسدساتُ شروق الدماء في اليانسون البري . وَحْدَكَ أيها المشنوق على الأوسمة العسكرية الصدئة بعد انتحار الجنود ، سيمشي في جنازتكَ ضباطُ المخابرات وراقصاتُ الباليه . والمخبِرون يرقصون في حفل إعدامكَ . زواجُ الشطآن من قفصكَ الصدري . وفي عيوني لمعانُ فؤوس حفاري القبور . أَنتَ وَحْدَكَ يا صديق الجثث من ستمشي في درب الفراشات العمياء . والريح تلدني كلما تآمرتْ كرياتُ دمنا البيضاء على الحمراء ، لكنَّ الرايةَ مُنكَّسةٌ .
الشمسُ تَرِثُ عِظامَ الشفق . وأصحابُ الدماء الزرقاء يستثمرون جثامينَ الفقراء في صناديق الاقتراع . إن وطني صالةُ قِمار ، والسلطانُ مُهرِّجٌ . قد تَعادلتْ أنوثتي مع المشنقة فانتصر حبلُ الغسيل . ومَلَكُ الموت سَيُنْهي مسيرتي الرومانسية ، وسيذهب العشاقُ إلى الديسكو أثناء جنازتي . والخناجرُ القرمزية تصقل ضوءَ أظافري . أين وردةُ الميناء تحت بساطير الجنود ؟ . جسداً من الأسلاك الشائكة صار تفاحُ الإبادة . والعشقُ في مجزرة السوسنِ مهنةُ العاطلين عن العمل .
سلاطين لصوصٌ على مسارح عارضات الأزياء لكني أَعرض جمجمتي في قاعة السينما دستوراً للعناكب اليتيمة . اكتشفنا مقصلةً كهرمانية تُولَد من أظافر الراهبات . خُذوا دمعَ الكواكب تذكاراً للفشل العاطفي في جسد البحر . إن الخناجرَ ضوءُ الجنازات البعيد . والأرضُ احتفالٌ بالجثث بلا عيد . كأن حياتي حفنةُ عشاق تائهين وكثيرٌ من الانقلابات العسكرية . هذه المجازرُ حبالي الصوتية لأن براويز انكسار الحلم تأخذ الجواري طوابع بريد . فيا كلَّ الزوجاتِ الخائناتِ العائداتِ من المنافي الذاهباتِ إلى خِيام الإماء ، لم يبق بعد انتحار تاريخ الصدمات العاطفية سوى ومض يتبخَّر لأن العشبَ قطارٌ بُخاري يَحُجُّ إلى أرصفة اليتامى . فلم تجد الصحراءُ صدراً تبكي عليه في موسم البيات الشتوي لقهوة الإبادة . هناكَ ، على شُرفة الزفير امرأةٌ تخلع زوجَها ، وفي عِظام العواصف مَلِكٌ يَخلع نفسَه .
وكان العشاق يحفظون في جنازتي الفصلَ الأخير من مسرحية الرومانسية . لا حُلمٌ أمام جثة أُمِّكَ سوى جثة أبيكَ ، ولا ضوءٌ على أظافر الموؤدة غير بحيرة تكتب استقالتها. أرمي كرياتِ دمي في مقلاة الدمع لأخدعَ الدلافين ، فيخدعني تاريخُ الذباب الدبلوماسي . ومواعيدُ انتحاري مَوْلِدُ عشب المبيدات الحشرية بين أصابع الشفق . وبعد اغتيالي ستطالب الخادماتُ بدمعي ، فلا تتركْ دمي يتفرق بين قبائل النيازك . هذه الأرضُ العطشى تشرب ماءَ عيوني .
أخاف أن أصل إلى بيتي . ولا بيتٌ لي في دموع السناجب غير سعالي ، ولا حواجبُ لدُمْيتي الذبيحة سوى بندقيتي. أخاف من خَوْفي ، فلا تَخَفْ على مُسدَّسي من بنات آوى. إن وجهَ الشفق مطرُ الذكريات ، فلا تجمع مناديلَ الزوجات الخائنات في محطات القطار . يا كلَّ مواعيد ولادة السنابل على جثامين البحَّارة ، لم يبكِ الليلُ في نشيد العاصفة لأن وجهي تفاحةٌ بين السيوف . يا وطناً يَغيب ولا يَغيب . من شرايين الريح تُولَد الفراشاتُ القُرْمزية . والترابُ اسمُ الهواء حينما يَلْمع فأسُ حفار القبور في الزمهرير. أيها الوطنُ القادمُ من المجزرة الذاهبُ إلى المذبحة ، متى أنتظركَ لكي نشربَ الزنجبيلَ المخلوطَ بدم الطوفان مع البحيرات المنفية ؟ .
والضحايا ارْتَدوا أقنعةَ الجلادين . فلم يعد الرعدُ يُميِّز بين السجين وسجَّانه . ما جنسيةُ البريق الخارج من عيون العوانس وراء الستائر الرمادية ؟ . سلاماً ، أيها الفارسُ الآتي من قمر القوقاز ، تفرض الحجابَ على كاترين العظمى . من فرط الصدمات العاطفية في حياتي صِرْتُ أحبُّ ضباطَ المخابرات وخفرَ السواحل ، وأُفكِّر في مصادقة المخبِرين . قد أَعقدُ هدنةً عاطفيةً بين تجار الأسلحة وتجارِ المخدرات . حيث زجاجاتُ الويسكي تقفز على جماجم النساء المغتصَبات .
في آخر الليل ، حيث تُولَد أبجديةُ المجرات ، وتذهب الفيضاناتُ إلى البيات الشتوي ، تبقى في دماء العواصف شيشانيةٌ تُنظِّف بندقيةَ زوجها . والسلطانُ المهزومُ يريد فياغرا مع خدمة التوصيل المجاني. خرجت الأسماكُ من ماء عيوني لتَزور قبرَ الفراشة. إن اكتئابي أعظمُ من الأهرامات . والفقراء يتزوجون الفقيراتِ في مساءٍ خريفي ، حيث لحومُ البشر تتساقط عن الأغصان . في ذلك الضوء الباهت التقى الحزينُ بالحزينة ، واكتأبت مضاداتُ الاكتئاب .
أنا ممزَّقةٌ يا موسيقى احتضار الثلوج. قد أستأجر عُمَّالاً يَحْزنون عليَّ بعد وفاتي. لمحتُ بصماتِ سعال البحَّارة الغارقين خلف الضباب. ركضت الأشجارُ وراء السراب. الحزنُ بوصلةُ الضفادع ، وأظافري قطاراتٌ تنقل المحكومين بالإعدام . إن رموشي سككُ حديد مع أن وجهي نحاسيٌّ .
مشت الجوارحُ إلى ضريحي . إن جوارحي تاريخُ الطيور الجارحة ، فلا تَكْسِرْني لأني مكسورة كإبريق الفخَّار في ساعة السَّحَر . والغاباتُ تركض إلى تابوتي. انطفاءُ الروحِ في طين الجسد . أدعو جثماني إلى عَشاء على ضوء الشموع ، والكهرمانُ مقصلةُ العوانس على أكتاف البجع . هذا جسدي سجاجيدُ زواج بنات آوى ، لكنَّ المخبِرين يبحثون عن قلبي .
هذه العيون الخائفة وراء الستائر القرمزية الجارحة هي أنوثةُ السنابل . أَخرج من بياتي الشتوي كحشرةٍ تَحْمل على ظهرها مصافي النفط المحترقة وصحاري الإبادة الجليدية. والضبابُ الذي أَكلته ثيابُ الحِداد . هذه الشوارعُ الموبوءة لها مذاق الكوليرا المنقوعة في عصير البرتقال . ودمي عصيرُ الليمون البنفسجي .
في حُضن أُمِّي أشعرُ بالغربة ، وأُنظِّف زجاجَ المنافي بدمي الموزَّع بين دمع السنابل . وأُرْشِدُ سككَ الحديد إلى أوردتي الكريستالية في مساءات مرسوم الشنق . فأصدري الحكمَ بالإعدام على قطط الأزقة القذرة يا كل براويز المنفى . مَن اليتيمةُ التي تنتظر في محطة القطارات ؟ . وَحْدَهُ الزَّمهرير مَن سيتزوَّج دهشةَ العيونِ الوحيدةِ المدفونةِ في حقائب المشنوقين . يا بلادي المجروحة الجارحة ، إن انتحاري موعدُ هجرة الطيور الجارحة . انطفأت جدائلُ الأحزان في كاتدرائية الصدمات العاطفية .
انتصارُ السبايا على النَّخاس . بصمةُ الشفق على سيوف الطهارة . أتحرك في مجرات العزلة ، والرصاصاتُ تتشمس بين فقرات ظَهْري ، والبارودُ يَرْصُفُ أمعائي ، والديناميتُ رخامُ عمودي الفقري . أَفرشُ على طاولة المطبخ ذكرياتِ الإوز المنفي بين رصاصتَيْن . أنا الضحيةُ القاتلة عَبَرْتُ جسورَ الدمع أصنعُ من ضفائري مصاعدَ لناطحات الغبار ، وأبني من أمعائي المنثورة في الشوارع قلاعاً للعابرين في مساء أحكام الإعدام. وطناً للزبد كانت شطآنُ رئتي . والضحايا صاروا قاتِلين . دَعْني أتعلَّم طَلْي أظافر الغيوم بالدموع لكي أتذكر بنكرياسي المعلّق على الشفق كساعة الحائط . هذا الصليبُ الزئبقي لمعان الأكذوبة ، والذكرياتُ بطيخةٌ تتقاسمها خناجرُ البابونج .
دبلوماسيةُ المشانق . لا وقت للوقت كي نَشنق على جبين المنفى ساعةَ الحائط . انتهى وقتُ الرومانسية وجاء وقتُ الكفاح المسلَّح . أيها الوطنُ الأعمى الموزَّع بالتساوي بين تجار الأسلحة وتجار المخدرات، ارفعْ عن حلقومي سيفَ الذكريات. من نخاع السجين يُولَد ضوءٌ يحرق الزنزانةَ ، وذلك جيشُ العاهرات يدخل في أبجدية القرميد .
لا بد أن أتعذب بالحب لأعرف معناه . أُحِبُّ ولا أتزوج. أخافُ من ليلة الدُّخلة . وأمشي ولا أَصِلُ ، أخاف من برودة البيت . كأن الشوقَ إلى الرَّجل أجملُ من لقاء الرَّجل . كأن جثةَ راقصة الباليه ممدَّدةٌ على عِظام البيانو . إنني أعيش في حقيبة السَّفر . فلا تقتلني يا وطناً منقوعاً في سعال الأطفال المتسولين على إشارات المرور . تركض أدغالُ الحِبر إلى تابوت المطر ، والغاباتُ تمشي إلى كوخي . والليلُ الذي يسير على أظافر الفيضان هو اسمٌ للشفق ، ولا أجد مَن يُشْفِقُ عليَّ في هذه الشوارع المزروعة بالشحاذين والنساءِ المسحوقات . أشرب عصيرَ الحزن في كؤوس من جماجم السيول القرمزية . إن وطني ينتحر في أحضاني ، فَخُذْ دموعي فراشاتٍ لقوانين الطوارئ . ذهب الحاكمُ إلى الانتحار، وذهب المحكومُ إلى الانتحار ، وذهب الوطنُ إلى الانتحار . وبقيت القططُ الشريدة تتجول في القصور الإمبراطورية الفارغة .
هجرةُ شباب الديسكو من المخابرات إلى الاستخبارات العسكرية . كأن الانقلابَ على تراث الريح مُسدَّسٌ يتزوج إسفلتَ الآلام . وصيادُ السمك يتزوج راقصةَ الفلامنغو في جنازة الوطن الرومانسي ، والملكاتُ يبكين فَرَحاً في عُرس عامل النظافة .
http://ibrahimabuawwad.blogspot.com/
التعليقات (0)