منذ أن أطلق عدد من الشيوخ في الكونجرس ومجلس النواب الأمريكي ، وعلى رأسهم بيلين وبيتر كنج ، صرخاتهم المطالبة "بأصطياد جوليان آسانج مؤسس ويكيليس كما لو كان طريدة من الوحوش الكاسرة . وجميع الأجهزة الغربية بدأت بتنفيذ الأوامر الأمريكية على قدم وساق ، وها هي هذه الأجهزة تبدأ الخطوة الأولى في محاولة تصفية الرجل .
بعد أن ذهب آسانغ طواعية الى احد مراكز الشرطة في لندن . قامت الشرطة البريطانية على الفور بأدخاله المعتقل ، ورفض إطلاق سراحه بكفالة ، بحجة وجود طلب من محكمة سويدية تنظر في جرائم جنسية مزعومة ضده . حيث أن محكمة ستوكهولم الجنائية قد أصدرت في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت مذكرة اعتقال دولية بـ"سبب محتمل" أن أسانج مشتبه به في جرائم اغتصاب، وتحرش جنسي والاستخدام غير المشروع للقوة في وقائع حدثت في أغسطس/آب.
الرجل عمره قارب الأربعين سنة ، وبحسب المتوفر من المعلومات فأن آسانغ لم يدان بأي جنحة قبل نوفمبر الفائت . فلماذا تحول هذا الآسانج فجأة الى ذئب بشري يعتدي على النساء ؟؟!.
مايثير السخرية هو التفسير القانوني السويدي لمفهوم الأعتداء الجنسي اللذي قام به آسانج . فلقد قرأت في بعض الصحف الغربية (الروابط) ، أن الأدعاء اللذي قدمته المرأة السويدية ضد آسانج "واللتي أتضح بأنها كانت على علاقة حميمة معه قبل وبعد توقيت الحادثة المزعومة "، قد تركز حول نقطة تمزق الواقي الذكري اللذي كان يرتديه آسانج عن عمد (كما تدعي المرأة) . أو عن غير عمد (كما يدعي آسانج) ؟!.
تصوروا أن مؤسس موقع ويكي ليكس سيذهب الى المعتقل ، "وربما الأعدام أذا ما سلم الى الولايات المتحدة اللتي تدرس محاكمته بتهم الأرهاب والتسبب بمقتل عدد من مواطنيها وعملائها في العالم " ، بسبب تمزق الواقي الذكري ؟؟!!.
خاصة وأن السويد كانت أحدى الدول اللتي أنكشف دورها في تسهيل عمليات خطف وترحيل آلاف المشتبه بهم"واللذين أتضح برآءة المئات منهم لاحقا ليطلق سراحهم" ، من اللتي قامت بها الولايات المتحدة مستخدمة أراضي ومطارات وسجون سرية في عدة دول في اوربا وآسيا وافريقيا والوطن العربي . مع أن القانون والدستور السويدي يجرم ويحرم ذلك .
هذه القضية تسلط الضوء على دور الأعلام سواء المحترف أو الهاوي في كشف الحقائق امام الراي العام ، وخاصة في دول تدعي كفالة حرية الرأي . فهل يعتبر أي صحفي أو صاحب موقع ألكتروني أو مدون مجرما أذا ما نشر وثائق تكشف جرائم حكومات او منظمات اوأ شخاص ، خاصة وأن الفاعل لم ينفي التهم المنشورة في الوثائق ؟ .
في سوابق من هذا النوع أعتبر أشخاص مثل أحمد الجلبي أبطالا أنتخبهم الكثير من العراقيين ليدخلوهم البرلمان بسبب دورهم في كشف وثائق تدين نظام صدام بأرتكاب جرائم كثيرة . فكشف الجرائم عمل بطولي لا يقبل التجريم .
كتب آسان في مقالة بصحيفة استرالية نشرت بعد القاء القبض عليه ، أن الإعلام يساعد على إبقاء الحكومات نزيهة، مشيراً إلى أن "ويكيليكس" يخدم غرضا حيويا ، وهو "نشر حقائق بحاجة لكشفها إلى الجمهور بلا خوف." مبررا ذلك بإن المجتمعات الديمقراطية بحاجة لوسائل إعلام قوية ، وأن موقعه الإلكتروني جزء من الإعلام .
أذا كان الغرب لم ينفي أبدا ما جاء في الوثائق المليون وربع اللتي نشرها ويكي ليكس فلماذا يحاول قتل الرسول أذا بدلا من الرد والتعامل مع ما جاء في الرسالة ؟.
http://arabic.cnn.com/2010/world/12/8/assange.publishing/index.html
التعليقات (0)