:
ويل لهذا التضخم الذي يعتري حروفي النازفة مطرا باتجاهك كلما حل مساء حزين يخلو من تباشير طيفك الراحل .. أنشغل بمداراة تقتل وقتي عنك وتنسيني حمة الشوق للـ هيبك العذب يا شمس الفيوضات والبرودة ..!
اليوم لم تشرق الشمس ولم تهتك العصافير هدوء البهجة .. اليوم لم تسل أنهار حروفك من محبرتي ولم أجد طعما لألوان الغروب .. اليوم لم تشق غدران المطر حدود الأرض ولم تتبلل جذور الأشجار ببقايا ترذرذ الأوراق .. بغيابك عن فضاء روحي يتوقف نبض احساسي وتنام فيَّ الرغبة في الحياة ..!
يبقى الليل يسكن ظلك معي يا واهبة النجوم بياض الدهشة ولمعان الخلود المستترة خلف كثيف السحاب ،، خذيني في فضاء عينيك حلما ًوفي مساءاتك طفلا عابثا بالفجر إلى سماء خدك الريفي أغرس وردا وسنابل .. على عزف موسيقى الأشجار أخلق عصفورا وفراشة تحول الدنيا ربيعا وَهذيان..!
تذكرين / حين غروب عندما رسمتُ بندى ألوانك قوس قزح خُط كـ ابتسامة شفتيك العذريتين.. ورششتُ من أزهار جنتك حقولا تفضح الشوق تطرز جيدك الشفقي يا ساكنة خلف الغيوم والمطر..!
ليتني هذا المساء الغائم عصفورا يسبح فوق سحابة لم تخترقها أشعتك يا أم الفصول .. سأخلق لك من بقايا وجعي بيتا عشبيا ومن ورقة خريف ضائعة فستانا أخضر .. سـ أسبق اللحظة والأزمنة أرش على خدك الناعم تهاليل الصباح وحقول الشوق والبهجة ..
سينهمر المطر عندما تعصري ضفيرة شعرك الممتد على جسد البحر وستشرق شمس ساحلية تغذي رغبتنا في الطيران والغوص في جسد السحاب ..نسافر معا باتجاه الزرقه والأفق لا نخشى التيه ولا الضياع ،، أهديك روحي تغرسينها نجمة على ساحل أو قمرا في سماء شاطئ .. خذيني باتجاهك يا حدود السماء أسبح في فضاء عينيك وأغني على أوتار عزفك يا قيثارة الوجع البعيد خذيني..
منذ هنا وهي تترنح فوق حروفي هذه " حجارة أو ورقة شجرة أو قطرة ماء" ربما لا أعلم من أين تقاطرت مشاعيل النور وانطق القيوم شعلة الحب ووذر الأرض ينبت ظلاما والليل يرقص في تموجات حزينة آهلة بالوحشة والفقد ..! هذا النذير الصغير ينبع بنض القلب وسعة انفراج الشريان التاجي الجاف من أمد وأثر التشقق واضحة في أثر السريان كـ " نهر يابس "..!
تبكين يا ساحرتي وتعتصران عيناك المتسلطة على شرفة إحساسي وتعلمين بشجوي عندما تعزفين آخر أغنية لنورس فاقد الوعي والوطن .. ترضين عندما تنهبك الكلمة وتتشدق على جسدك قبلات الحنين ،، تبا من ذا الذي خلق المسافة وأقتدم العذر ؟؟ من ذا الذي زعق الفقد والمدى منتشر .. هلوسة بكِ تليق من ناي ضائع على طريق لا يعرف الاتجاه ولم تحدد فيه الأغنية ..!
أنا السيد الطاعن إلى السماء حدود الفلاة وانكساري أنتِ وهمومي سهامك الرقيقة وأزهارك الجافة .. قلبك هامتي وروحك أوان استمراري في حياة الاشتعال والرغبة في مصارعة أبطال الأسئلة وحدود الصمت جسدك العذري ..!
مليء أنا كالبحر والحورية أنتِ !
هل سأعترف لو أبحتُ هنا أنّ قلبي اشتعل بلهيب الشوق ..! أتذكرين يا زهرية الخد كانت لنا أمسيات ليلة وهدير مشنوج ببكاء وأعتراف عندما ينجرف من الأعالي مطر غزير يشبه الدموع والألم .. لماذا غبت عن فضائي قرابة الشهر .؟؟!! أما تعلمين أنني ما زلت أبحث عنك في براءة الأطفال وابتسامة الصباح كل يوم من عمر الكرة الأرضية ..! أما زلت تذكريني ، أنا القروي الغائص حد الحبْ في سماء عينيك الساحلية وجسدك الرملي يا أغنية البحر الحزين وأهزوجة المساء الراحل .. دعيني أعود مرة أخرى وكلي رهينة تغفو على تراب صدرك البارد لأستعيد نبضي وتهجع روحي القلقى من زمن الفراق ..
كل يوم كنتُ أحسبه يمر طيفا ضائعا من عمري وأنت صباحي المكسوف من النور والزرقة .. دعيني بحبك الآن أتزحلق على خضراء حقولك وأبذّ الكثير من الحروف الدافئة كماء أنبعته أحزاني حيث للعودة من جديد نهر جاف آخر ..
ورقة خاصة خطت على صفحات الغيوم على أمل أن تغذيها الرياح .. ولكنها تصاقطت قبل آوانها أحرفا على شكل مطر عندما أحرقتها الشمس ؟!
أشتاق لك ياراحلة من غير موعد ، كم يراودني شعوري اللحظة أنك أكبر من إنسان أو كتلة من طين ..،! كم تغيرت معالم حياتي حيث كنتِ تراقبني من بعيد وتهمسين للنجوم والنهارات بحروفك الأثيرية " بأنك ستصل يوما ما إلى حدود السماء أيها المجنون الخارج عن نطاق الكائنات الآدمية " ..!
لا أعلم ماذا كنتِ ترين فيّ هذا الطفل العابث بالرمل والحصى على شكل لغة يقطنها التعبير والدمع .. هل أنا فعلا كذلك ؟! هل أنا فارسك الذي لون الدهشة في أنفاسك القلقة التي سحرتني كجواز سفر قديم لعبور الكلمات والأمكنة ؟؟ هل أنا من ملك مفاتيح الكون لأهب لكِ الحياة بشكلها المختلف ..؟! هل أنا من أنطق المطر وسير السحاب سبايا تظلك باردة حينما تتغير الفصول ويجف الهواء والحب من أعشاش العصافير ..!
كيف أنتِ الآن ؟؟!!
هل لي أن أقول كلمة دافئة ،
لمَ
/
اذا
" اشتقتُ إليك والرمل والطين وهذيان المطر !؟
.
بقلم : حسن عبدالله
التعليقات (0)