انفلونزا التلاميذ
كنت أتابع برنامجا حواريا عن انفلونزا الخنازير .
و سمعت الرعب الذى دب فى أوصال المتحاورين . لسببين :
أولاهما : أن فصل الخريف قد بدأ . و فيه ينشط فيروس الانفلونزا كأخصب فترة فى العام .
ثانيا : ان كل الرعب من سوء حالة النظافة فى المدارس .
و قد أخترت سوء حالة النظافة عوضا عن كلمة القذارة و هى أقل ما توصف به المدارس - الحكومية على الاقل - الآن .
الاتربة و الغبار تملأ جنبات المكاتب و الفصول .
العنكبوت يعشش فى الأسقف و الأركان .
الأفنية مليئة بالمخلفات و الأوراق الممزقة .
الفصول و المقاعد عليها أتربة تكفى لبناء مدرسة .
المسطحات الخضراء و بقايا أشجار تنتظر فصل الشتاء لغسل أوراقها و أغصانها .
و عن دورات المياه . فحدث و لا حرج .
المجارى تطفح فى كل دورات المياه . و يفيض بعضها الى السلالم و الطرقات .
السباكة و الصرف – لا أدرى من أسماه الصرف الصحى – بحاجة الى صرف للرائحة قبل الماء .
المحابس و الأحواض التى يشرب منها التلاميذ و يغسلون أيديهم و وجوههم بعد الانكفاء عدة مرات فى الأحواش الرملية .
المسئول الحوارى فى البرنامج المتحاورى – يختلف عن الحمارى – أعلن أن نظافة المدارس تحتاج 300 مليون جنيه فى العام .
هل هى مقشات و زعافات و مساحات و خراطيم و جرادل و فينيك و كلور و صابون سائل و معطر للجو ؟
أم تكلفة اصلاح الحنفيات و مواسير الصرف الصحى و احلال دورات المياه ؟
لا و الله انه المطلوب لأجور العمال المطلوبين لأعمال النظافة بواقع عدد 2 عامل لكل مدرسة .
تخيلوا :
ننتظر تفشى انفلونزا الخنازير ، لعدم وجود عمال ، فى بلد يشكوا من البطالة ، لعدم وجود 300 مليون جنيه على مدار العام .
أظن أنه بوسع رجل أعمال واحد أو ممثل واحد أو لاعب كرة قدم واحد أن يدبر عمال كل المدارس و لكى لا نثقل عليهم . فماذا لو تبنى كل واحد منهم مدرسة أو ليس فيكى يا مصر 43 ألف رجل أعمال .
أرجو بعد أن تتفشى الانفلونزا بين التلاميذ . و ينقلوها الى أهلهم أن يتغير اسمها من أنفلونزا الخنازير الى انفلونزا " معدومى الضمير" . مع أعتذارى الشديد للسادة الخنازير .
التعليقات (0)