أنــــا رأيي هو: "لاَ يَهُمُّنِي...."
"He will come! Fear not, Ernest; the man will come"
Nathaniel Hawthorne
ما رأي قارئ هذه الأسطر أن يتخيّل أنه مقطوع الصلة من العالم، أنه غير مرغوب فيه من الجميع، أنه لا يترك أثرا في مجتمعه عند اختفائه، و هو بهذا منبوذ من الوجود؟
احساس ليس بمخيف، و إنما هو أكثر من ذلك، لأنه الرعب بوجهه الواضح، و أنيابه اللامعة، يجدان كل اللذة في افتراس البشر على حين غرّة.
فأيّ عودة إلى مخلفات التفكير تجعل من الألقاب و الأسماء مجرّدة أرقام، و على هذا يدلّ على الفرق بين المخلّفات على أنه شاسعا في الترجمة إلى معان مزيفة، فما فائدة الأمل؟
الأمل خرافة تدفع إلى النجاح، إنها مجرد خرافة تُفرح الإنسان، و تصنع منه رجلا مقداما، يشق الصعاب و لا يهتم بالثمن المدفوع في سبيل ذلك، و لهذا كان الأمل أجمل و أعذب خرافة تُساق إلى البشر.
فالإنسان منذ ولادته و هو يلعب القمار، ليس من أجل الكسب المادي كما هو معروف في لعب كهذه، و إنما من أجل كسب نوع آخر من المقدرات، و من هنا تطلّ علينا اللغة الغير مفهومة من الرأس، لتختفي بين اجزاء الكتمان، فالمقامرة بالحياة هي أخطر اللعب، خصوصا عند الشعور بالتعب، و القيام بالبحث عن استراحة تحت القبب.
لكن القضية أكبر و أعظم من الإنسان، أشدّ قسوة من الزمان، و أعظم قدرا من الايمان، لأنها لا تحترم الرجحان، و لا تعترف بقواعد الضمان، إنها أكبر و أجلّ من البرهان، الذي يصنعه العقل، و يصرّح به اللسان.
إنها اشكالية فرد من البشر، لم يعد يشبه البشر، لأنه تعلم أن يكون قادرا على الصناعة، و غير ملتزم بغير هذا من العادة، فكرهه أبناء جنسه، و لم يجدوا له سوى التناسي، ليضعونه على طريق النسيان. هذه هي قصة الإنسان الذي أحب البيان، فتحوّل إلى شيطان.
فما رأيكم؟ أن تكونوا مشردي الفكر و الرأي، أن تكونوا غير موجودين، أن تكونوا متألمين لمجرد اقترافكم جريمة التفكير !!!!
أيها البشر! أنا أفكّر، فإن اعجبكم فذلك منّي، و إن لم يعجبكم فذلك منكم، و أنــا لعدم اعجابكم غير مهتم، لدى أنــــا لا يهمني إقصائي، و لا يهمني إن كان سببه اني مفكّر في حقول أنتم وحدكم حرمتم التفكير فيها، فـأنا أعيدها و أكررها: "لا يهمني.... " .
السيّد: مــــزوار محمد سعيد
التعليقات (0)