________________________________________
إنا والحرية
أنا حُــــر .......كلمة على لسان الجميع الصغير قبل الكبير تقال بمناسبة أو بدون
إشارة إلى رفض القيود أو الانصياع لأي حكم أو نظام والعزم على الانطلاق بما يراد دون إي اعتبار أخر.
والحرية كلمة جميلة ترمز غالبا إلى عدم وجود أسوار أو حواجز، كلمة قامت لأجلها ما لا نهاية له من الحروب والثورات،
ولكن من وفقوا في الحصول عليها هم اقل القليل. والحرمان من الحرية هو ما نعاقب به من ارتكب جرما فيكون له ذلك رادعا ومؤدبا. وهي ذلك الشيء الجميل الذي يجعلك تشعر انك تستطيع أن تفعل ما تشاء ساعة تشاء إي لا حسيب ولا رقيب ولا أنظمة ولا قوانين ولا ضوابط ولا شيء يمنع شيئا أخر.
وقد بحثت كافة شعوب العالم عن الحرية بشتى الطرق فقتلوا وعذبوا وقالوا، فقليلهم من نالها والكثير منهم لا يعرفها إلا بالاسم فقط ، وخير مثال في ذلك الاتحاد السوفيتي الذي قبع عشرات السنين تحت براثن العبودية حتى كان الانفجار الكبير والانهيار الأكبر.
وقد عرف الأمريكان قيمة الحرية فجعلوها لهم هدفا وتحقيقها مطلبا بل وضعوا لها تمثالا على حافة المحيط متوجها إلى الجهة الأخرى من العالم بالشماتة وكأنه يقول لا حرية إلا في أمريكا.
أما نحن العرب فقد تمايلت رؤوسنا طربا عندما سمعنا أم كلثوم تطالب بحريتها منشدة:" أعطني حريتي أطلق يديا"، وكأن هذه الكلمة لامست وجدان كل منا فصرخ بأعلى صوته من الحسرة.
والحرية في حقيقة معناها مرادفة لمعنى القوة، فالقوي دائما هو الحر والضعيف هو غير ذلك، ومن يستطيع أن يسلب الآخر حريته فمعنى ذلك انه تغلب علية وقهره إي انه أقوى منه،
وذلك بالضبط ما تمارسه الحكومات والانضمة الدكتاتورية في شتى أنحاء العالم، فمن يريد أن يثبت وجودة فعلية أن يطلق الأنظمة والأحكام التي يقيد بها الشعب ويسلبهم ما يعيشون لآجلة.
وقد ارتكبت باسم الحرية أبشع الجرائم على مدار التاريخ وامتداد العصور، وليس أشهر من حكاية الحاكم الروماني نيرون الذي احرق روما عاصمة الدنيا والعلم في ذلك الوقت وقال بكل برود أنا حر ،واخذ يعزف على قيثارته ويتغنى بأنه احرق روما دون أن يردعه احد..!!
فهو إذا أكثر الناس حرية في العالم. وما يفعله اليهود أيضا من سلب حريات الغير لكسب حرياتهم هو اكبر جريمة سلب وقهر في جبين التاريخ. وآخر الجرائم باسم الحرية ارتكبها الأمريكان عندما دخلوا ا العراق بجيوشهم واحتلوها بحجة منح شعبها الحرية المزعومة.
والمرأة منذ فجر التاريخ هي أكثر من طالب بحريته من الرجل، وقد حققت في ذلك تقدما كبيرا، ففي بقاع من العالم تفعل المرأة اليوم ما تشاء حتى لو مشت عارية في الشارع أو الأسواق.
وما يزال إخواننا وأخواتنا في مصر يفخرون بأنهم كانوا الرواد في تحرير المرأة في العالم العربي، وجعلوا لذلك ميدانا أسموه ميدان التحرير بل أنهم مجدوا شخصيات ذلك التحرير وجعلوهم من الأبطال القومين فأصبح قاسم أمين وسعد زغلول وهدى شعراوي وغيرهم من الأسماء التي لا تنسى لديهم لاتهم استطاعوا أن يحصلوا للمرأة على حريتها من الرجل.
وكل دول العالم الغربية والشرقية التي تدعي حرصها على مبادئ الحرية في أرضها لم تستطع أبدا أن تأت بنظام أفضل وأتم مما أتى به الإسلام الذي كفل لكل فرد حريته وفق ضوابط تمنعه من إطلاق العنان لشهواته باسم الحرية واستخدام هذا المعنى لفعل ما يشين أو ما قد يضر بالفرد والمجتمع. وليس أدل على منهج الإسلام في ذلك ممن قولة تعالى: (لا إكراه في الدين) وقوله: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ).
وفي التاريخ الإسلامي صفحات وصور كثير في هذا المجال وما إبقاء المسلمين لأهل الذمة في البلاد التي فتحوها دون إكراه لهم أو سلب لأموالهم أو حتى منعهم من ممارسة أديانهم إلا دليل على إيمانهم بمبادئ الحرية والاختيار.
وتجدر الإشارة إلى حرية الفكر كمطلب هام تفتقر إليه الكثير من الشعوب، وما قامت الأمم ونهضت إلا عندما فتحت المجال للعلم والفكر، فهذه أوروبا في العصور الوسطى قبعت قرونا في غياهب الجهل والظلام تحرم الكنيسة كل ما من شأنه التأثير في العقول أو تحريكها والويل كل الويل لمن يأتي بفكرة جديدة أو طريقة مبتكرة أو حتى يؤلف كتابا أو قصيدة. ثم نهضت بعد ذلك بعد أن تحررت من استبداد الكنيسة وأطلقت العنان لعلمائها ومفكريها وكتابها وشعرائها ومبدعيها. وعلى العكس فما بدا المجد الإسلامي في العودة إلى الوراء إلا بعد أن بدا اتهام العلماء بالزندقة والحداثة والليبرالية . كما أتهم الفلاسفة بالإلحاد والمثقفين بالعلمانية حتى تربعنا بجدارة على قمة المؤخرة.
وليست الحرية الفكرية على طريقة سلمان رشدي وكتابه ، فليس ما قاله من الفكر أو العلم في شيء فما كان إلا حاقدا وناقما يكتب لأمر في نفسه (وبالمناسبة فقد كان من الأولى بالعلماء الرد على ما افتراه بدلا من خرافات البعض بإهدار دمه).
وليست الحرية الفكرية هي الإباحية والمجون والخلاعة بل هي حرية العلم وإبداء الرأي وحرية الابتكار والإبداع والنقد الهادف
وأخيرا فالحرية مجال واسع للحديث وهي بالطبع كلمة رخوة ومطاطة يشكلها كل على حسب هواة.
وإن كان البعض قد شعر بأنه قد نال حريته وحصل عليها فهل ما يزال لديك أنت حرية تطلبها وتبتغيها ؟؟؟؟؟!! أتمنى أن أرى الحرية لدى كل بني البشر بما فيهم أنا ,,!!
@@
عجيب ،، من ينادي بحرية ما بعد الإسلام..!!
التعليقات (0)