هل سيُحكم هؤلاء كما حُكم أباؤهم ؟
كان هذا تعليقاً لأحد مقدّمي الأخبار في إذاعة لندن وهو يتناول خبراً خلفيته أصوات طلاب في مدرسة ومضمونه اليوم الوطني لإحدى الدول العربية ..
كان هذا السؤال قبل سنوات بعيدة ولم يبرح الذاكرة , واليوم يجيب الواقع عن هذا السؤال أخباراً متواصلة عن ثورات تشتد نيرانها يوماً بعد يوم
هي الثورات وهم الشباب يرفضون أن يحكمهم من لا ينتمي لزمنهم , يطالبون بإسقاط أنظمة تجاوزها الزمن حين الزمن نهر دائم الجريان لا يتوقف ولا يعود للوراء .
يظن الكثير أن الشاب بو عزيزي هو من أشعل هذه الثورات والحقيقة تقول أنه فقط القشة التي قصمت ظهر البعير , ذاك البعير الذي حُمّل من الظلم والتهميش والتنكيل أثقالا ثم سقط على أرض التغيير حين أُضيف للأثقال رماد جثة ضعيفة اشتعلت فيها نيران القهر والاحتجاج ..
سقط البعير على الساحة ليتناطح ضدان :
شباب يُضيء في أعينهم زمنهم بصحوة فجره ومعطيات نهاره الحضارية , يتقلدون أسلحة تندفع من فوهتها كلمات وصور لا تُزهق أرواحاً ولا تنتهك أعراضا .. أسلحة لا تنطلق قذائفها من قواعد عسكرية ولكن من مواقع تواصل اجتماعية
وفي المقابل أنظمة تنكفيء على زمنٍ تولّى .. زمنٍ عتمته تكتنف عقليات محنطة وأيادٍ مازالت ترى الحل في هراواتٍ تهشم جمجمة الحرية وبنادق تغتال عصافير الأحلام ........
مازالت النار متقدة والسؤال مشتعل :
هل الأنظمة تحارب الشباب .. أم تحارب الزمن في الشباب ؟
يوسف الحربي
التعليقات (0)