مواضيع اليوم

أنظمة س.. افعل

زين الدين الكعبي

2011-04-03 16:37:25

0

 

طوال الأيام الماضية ، تكلمت جميع الأنظمة العربية عن الأصلاح والخير القادم للشعوب ، والتغييرات في رؤساء الحكومات ، والوزراء ، والمجالس النيابية على قدم وساق .

وكلما أستمعت الى الرؤساء والملوك هذه الأيام أتذكر سريعا مسرحية دريد لحام ، " كاسك ياوطن" ، حين يظهر أحد الممثلين في دور مسؤول ويبدأ بعد أنجازات حكومته قائلا .

س.. نبني طرق وجسور ، س.. نبني مصانع ، س.. نوظف الشباب ، س .. نعطي بيت لكل مواطن ، س.. . ، ويظل يقول س .. الى أن يرد اللمثلين اللذين يقومون بدور الشعب في النهاية قائلين ، سا..عيني .

عبدالله الأردن قال ، أن الأردنيين أمامهم فرصة ذهبية لتطوير الأردن ، وبشار الأسد يعلن من قبة برلمان حزب البعث ، أن قيادته تدرس عدة قرارات تتعلق بمكافحة الفساد وزيادة الأجور ، ومن قبلهم أعلن علي صالح بأنه ليس ضد التغيير ، و كذلك بشر بالأصلاح ، البشير في السودان وبوتفليقة في الجزائر .

وأثلج محمد الخامس صدر شعبه ، بعد أن تعهد بألغاء مراسيم تقبيل يده الشريفة ، واللتي من شدة شرفها يعيش ثمانون بالمئة من شعبه تحت خط الفقر بمئات الكيلومترات ! .

 وحتى المالكي وبرهم صالح وعدا بالصلاحات في شمال العراق وجنوبه ، بينما أعلن عبدالله آل سعود عن خطة حكومته لبناء المساكن ، وتوظيف الشباب وتزويجهم ، ورفع الأجور ، وبناء المساجد ، والأكثار من دور الأفتاء ! .

جميل هذا الكلام ، وجميلة هذه الوعود ، ولكن لو أردنا تصديق هؤلاء الزعماء اللذين لا يغادرون الكرسي ألا بالموت أو الثورة ، فعلينا أن نجد أجابة لسؤال بسيط ، وهو .

لماذا لم يعلن الزعماء العرب عن هذه الأصلاحات قبل يوم الجمعة ،17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 ، اليوم اللذي أحرق الشاب التونسي البوعزيزي نفسه فيه لو كانوا صادقين في نيتهم ؟ .

أين كان هؤلاء القتلة والفاسدون عن هذه الوعود الوردية قبل أن تثور شعوبهم عليهم وتطالب بأسقاط أنظمتهم اللتي نخرها الفساد طوال هذه العقود ؟ .

ما فتئ القذافي وعيسى بن حمد وقابوس يوعدون بالأصلاح  في ليبيا والبحرين وعمان ، بينما قواتهم لازالت تعتقل وتقتل وتسجن الآلآف كل يوم .

ولو نظرنا الى الواقع ، فسنجد أن المتظاهرين يسقطون يومياً في شوارع درعا وصنعاء والدار البيضاء والجزائر العاصمة ، وبغداد والسليمانية والجهراء والأحساء وعمّان والضفة الغربية ، بينما لايزال الحكام يوعدون بالخير القادم !.

ولم يتطرق عبدالله آل سعود الى الديموقراطية ، وحقوق المرأة والأقليات في خطبته الأخيرة ، وذلك لأنها رجس من عمل الشيطان ! .

فهل هذه أفعال من يريد التغيير والأصلاح ؟ .

لو تخيلنا للحظة أن تونس كانت ستتخلص من بن علي ، وآل الطرابلسي ، فيما لو صدقه الشعب التونسي حينما قال له لقد فهمتكم ، وعاد الثوار الى بيوتهم ، فنحن أذاً واهمون .

ولو كنا نعتقد أن مصر كانت ستتخلص من آل مبارك ، ، ومن أحمد عز ، وصفوت الشريف ، والعدلي وغيرهم من القتلة ومصاصي الدماء ، فيما لو صدق المعتصمون بميدان التحرير مبارك حين قال ، سأتنحى بعد سبعة أشهر ، فنحن أذاً لانفهم شيئا عن طبيعة البشر .

الطواغيت لاتعرف طوال عمرها ألا لغة القوة والقمع والقهر والظلم ، فكيف يتغير هذا الظالم بين ليلة وضحاها ؟! .

أذا لم تتمسك الشعوب بشعار أسقاط النظام ، وغيرته الى شعار أصلاح النظام ، فأنها بذلك ترتكب خطأً تأريخياً لايغتفر ، فالذئب لايستطيع مقاومة رائحة الدم ، حتى وأن لبس صوفة الحمل الوديع لفترة من الزمن .

وهذه الأنظمة أصبح لا ينفع معها حتى العين الحمراء ، بل القلع من الجذور هو الحل الوحيد والأمثل .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات