مواضيع اليوم

أنزلوا عن ظهورنا ايها الظالمون

عبدالكريم صالح

2011-12-21 23:52:23

0

في الساعه الحاديه عشره من يوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر عام 1918م تم تنفيذ وقف اطلاق النار بين الحلفاء والمانيا وغارت من سماء أوربا غيوم الحرب الشعواء المتلبده التي احرقت جيلاَ بالكامل ، عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى لم تكن بريطانيا أسيره العواطف عندما قام المحللون والخبراء الاستراتيجيون السياسيون في  مناقشة حالة الامبراطورية العثمانية والاخطار المحتمله والتي ستنتج من انضمامها الى المانيا في الحرب ضدهم وتوصلوا الى نتيجة مهمه وهي ان الامبراطوريه العثمانية يجب ان تبقى خارج الحرب مهما كلف الثمن والحقيقه ان الاسباب التي اسست عليها بريطانيا هذه الاستراتيجيه وهذا الموقف هي نفس الاسباب التي دفعتها الى مساعدة "الرجل المريض-والمقصود به الامبراطوريه العثمانيه"على البقاء على قيد الحياة طيلة السنوات الستين السابقه لكن هنا لابد ان انوه الى فضل الامبراطورية العثمانيه على بريطانيا كان كبيره عندما ساعدتها على تفادي كارثه كبيره كانت ستؤدي الى مصرع كل بريطاني في الهند خلال ثورتي العام 1957- 1958م وربما كادت ان تؤدي بزوال سيطرة بريطانيا على "جوهرة التاج البريطاني "ومنذ تلك الفترة وبريطانيا تعترض اي ازمه يمكن ان تقوض الامبراطوريه العثمانيه ،لقد كانت مجرد كتله اثيرية تتوسط واحدة من اهم المناطق الاستراتيجية في العالم وكان انهيارها فيما لو انهارت خلال تلك الحقبه سيخلق فراغاَ هائلاَ وستندفع كل القوى العظمى من مختلف المستويات لشغل ذلك الفراغ وستنفتح كل المصاريع الموصده على الهند ونفط فارس وبلاد العرب ذات التجمعات السكانية المهمه وبالتاكيد فان بريطانيا لن تستطيع من اغلاق تلك الابواب بسهوله خصوصاَ وهي تعيش حالة حرب مع المانيا وحتى بعد انتهاء الحرب فان بريطانيا تحتاج وقت طويل من اجل استعادة بناء قوتها التي استنفذت في الحرب.

توفى عثمان الاول "عثمان بن ارطغل"في العام 1326م مؤسس الدولة العثمانية حيث صادف يوم ولادته في العام 1258م غزو المغول بقيادة هولاكو لبغداد وسقوط دولة العباسيين ولم يكن يتوقع ان هذه الدوله التي اسسها ستكون امبراطوريه كبيره وسيستمر حكمها طيلة هذه الفتره الطويله لكن افولها وتمزقها الى أشلاء متناثره حال دون ان تستمر في تمددها وتضخمها وهذه هي سنن الحياة.
بريطانيا وفرنسا حذرت "انور باشا Enver Paşa " من دخول الحرب لكنه تجاهلهم وابرم معاهدة سرية مع المانيا واتبعها اعلانه التعبئه العامه في كل اراضي الامبراطورية ومن ثم اعلن الحرب على الحلفاء مما استدعى بريطانيا ان تقرر ان الوقت قد حان لموت الرجل المريض الذي رقد على فراش المرض اكثر من مائة عام وقد اعتبرت ان وقوفها مع العثمانيين في حرب القرم التي قامت بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية في 4 تشرين الاول/أكتوبر 1853م ،كافيه على مكافئتهم لمساندتها في الهند وبعد ذلك تتم معالجة الاشلاء الجغرافيه لتلك الامبراطورية بشكل متتابع،عموماَ سقطت الامبراطورية العثمانية .

مات اخر سلاطين العثمانيين محمد السادس"وحيد الدين محمد بن الخليفة عبد المجيد " في العام 1926م ودفن في مسجد صلاح الدين الايوبي في دمشق حيث رفع كمال اتاتورك راية الجمهورية الوليده وينهي عمر الامبراطورية العثمانية وغير خافي كما كرنا ان بريطانيا تعتقد ان وجود خليفة للمسلمين في تركيا سيضر بوضعها في الهند من خلال استقطاب المسلمين الهنود وفي بلاد العرب فكان لابد من الغاء هذه الخلافه لكن ليس بشكل علني لان ذلك سيزيد من نقمة المسلمين ضد بريطانيا لذلك تحركت على محورين مهمين وهما من خلال فتوى خرج بها بعض رجال الدين في الحجاز عندما كان الشريف حسين ملكاَ في العام 1916م حيث اتهمت تلك الفتوى الاتراك بالخروج عن الاسلام وان ليس من حقهم خلافة المسلمين واحلتها لآل قريش طبعاَ المقصود ضمناَ الشريف حسين فنودي به في العام 1924م خليفه مما جعل عبدالعزيز آل سعود يتحرك ويسيطر على الحجاز مما دعى الشريف حسين الانتقال الى قبرص ثم الى عمان بعدما صار ابنه عبدالله ملكاَ ومات هناك في العام 1931م ودفن في الحرم الشريف، انتهت فترة السيطره العثمانيه على الوطن العربي وبدأت مراحل جديده ليست اقل سوءاَ من سابقتها.

اتفقت بريطانيا وفرنسا على تقاسم بلاد الشام والعراق في معاهدة "سايكس - بيكو "في العام 1916م  وهي بصراحه ليست معاهده بمعناها العام انما هي تفاهم سري بين دبلوماسين ليسوا رفيعي المستوى وهم من الوزن الخفيف الاول هو مارك سايكس وهو مستشار دبلوماسي ورحاله يعرف بلاد العرب اما الثاني فهو الدبلوماسي الفرنسي جورج بيكو انها مذكرة التفاهم اجهل مكان توقيعها  ثم اكد مؤتمر "سان ريمو"على مضامينها في العام 1920م فخضعت العراق وفلسطين وشرق الاردن لسيطرة بريطانيا فيما خضعت سوريه ولبنان للسيطره الفرنسيه بعد ان اقر مجلس عصبة الامم وثائق الانتداب على تلك المناطق في العام 1922م .

في العام 1830م احتل الجيش الفرنسي مدينة الجزائر ويبدوا ان السبب من وراء ذلك كان رغبة تجار مرسيليا في الحصول على موقع تجاري مهم على الساحل الجزائري والربح هو الذي اغراهم للتوسع داخل البلاد وهكذا راحو يحتلون المزيد من المناطق الداخلية التي وفرت بدورها لجيشهم مواقع اكثر أمناَ من الساحل وفي العام 1847م اكمل الفرنسيون احتلال الجزائر وقد هزموا القوى التي قاومت احتلالهم بقيادة عبدالقادر الجزائري والذي تم نفيه الى دمشق وبدأوا بمصادرة الاراضي وكثر المهاجرون المستعمرين الفرنسيين حتى بلغ عددهم في العام 1860م نحو 200 الف فرنسي مقابل مليونين ونصف المليون جزائري وازدادت المستعمرات الفرنسيه داخل الجزائر حتى وصل الحال لأقرار تحويل الججزائر الى بلاد فرنسيه تحت ذريعه انه"لم يعد هناك شعب عربي بل يوجد اشخاص يتكلمون لغه اخرى غير لغتنا"
تمكن الفرنسيون في العام 1877م من ابعاد الوزير الاول خير الدين التونسي الذي سعى لمقاومة النفوذ الفرنسي في تونس من خلال تنفيذ اصلاحات في التعليم والضرائب والتقرب من الباب العالي في اسطنبول وبحجة تجاوز جماعات تونسيه على الاراضي الجزائريه جهزت فرنسا حمله على مدينة تونس في العام 1881م وحاصرتها حتى وقعت مع الباي محمد الصادق "معاهدة باردو"التي اعترف فيها بالاحتلال الفرنسي لبلاده ثن الزمه التوقيع على مرسوم اعتبر "ممثل فرنسا الوحيد الرسمي لممارسة العلاقات المتبادله بين تونس والدول الاخرى ،سعى الاستعمار الفرنسي لأخماد الثورات التي قامت ضده في مختلف المدن التونسيه وبخاصة صفاقس والقيروان وفي العام 1883م وقعت فرنسا مع الباي "اتفاقية المرسى"التي نصت على اعتبار تونس"محميه"والزمت الباي"بالشروع بتحقيق الاصلاحات الاداريه والقانونيه والماليه التي ترتأي الحكومه الفرنسيه انها مجديه.

وباستخدام حجه مشابهة هي الحفاظ على مصالح الرعايا الاجانب وتحصيل الديون المستحقه قامت بريطانيا باحتلال مصر في العام 1882م بعد ان نزل جيشها في الاسكندريه وهزم جيش القائد المصري"احمدعرابي"في معركة "التل الكبير"،الغت بريطانيا الدستور المصري وحلت مجلس النواب وعملت على رسم سياسة مصر الاقتصادية فجعلتها سوقاَ لبضائعها ومجالاَ لأقامة صناعاتها ،محققه بذلك مشروعاَ اوربياَ قديماَ في السيطره على مصر نظراَ لموقعها الاستراتيجي بالنسبه لطرق التجاره وامتد الاستعمار البريطاني الى السودان بحجة مواجهة الحركه الدينيه الساعيه لأقامة دوله اسلاميه التي بدأها محمد احمد المهدي بعد خروج الجيش المصري من السودان بطلب من بريطانيا في العام 1884م وعلى اساس الحكم الثنائي المصري البريطاني فكانت بريطانيا هي الحاكم الفعلي للسودان.
على ضوء اتفاق بريطانيا وفرنسا وايطاليا على تقاسم بعض المناطق في حوض المتوسط في مؤتمر برلين الذي انعقد في العام 1878م"قبرص لبريطانيا وتونس لفرنسا وليبيا لأيطاليا"ارسلت ايطاليا اسطولها البحري الى طرابلس الغرب في العام 1911م بحجة تحقيق الامن لها فاحتلتها ومعها بنغازي وطبرق وتخلى"الباب العالي"عن طرابلس في معاهدة "أوشي"التي ابرمتها الدوله العثمانية مع ايطاليا في العام 1912م لكن الليبيين واصلوا مقاومة الاستعمار الايطالي وبرزت قيادة عمر المختار التي جعلت المقاومه عنيده وصلبه حتى لجأت الى تنفيذ مجازر جماعيه على مدى 14 عاماَ اعقبت نهاية الحرب العالمية الاولى واعدمت المختار ليتم لها اخضاع البلاد في العام 1932م وبعد مؤتمر" الجزيره الخضراء "الذي عقد في اسبانيا في العام 1906م بحضور 12 دوله اوربيه ابرزها فرنسا وبريطانيا وايطاليا والمانيا واسبانيا وممثلين عن الاسره العلويه الحاكمه في المغرب بحضور الرئيس الامريكي"ثيودور روزفلت"كوسيط بهدف تقرير مصير المغرب وتنظيم الوضع المالي فيها ،احتلت فرنسا في العام 1907م الدار البيضلء بحجة قيام اعمال شغب قد تؤثر على الاوضاع المالية وامتد احتلالها الى فاس ومكناس في العام 1911م ثم اعلنت نظام الحماية على المغرب في العام 1912م قامت ثورات في مختلف المناطق المغربية ضد الاستعمار الفرنسي اهمها التي انطلقت من الريف بقيادة عبدالكريم الخطابي ماجعل الحرب الاستعمارية تمتد لنحو 20عاماَ في مواجهة المقاومة حتى تمكنت فرنسا من اخضاع كامل البلاد.
احتلت فرنسا موريتانيا على اساس الحمايه منذ العام 1902م في سياق مساعيها للسيطره على مناطق غرب افريقيا ،بعد ان كانت الحقت أجزاءاَ منها بمستعمرتها في مالي منذ العام 1898م،اما الخليج العربي فخضع للحمايه والاستعمار الاوربي مبكراَ نتيجة سعي الدول الاوربية وبخاصة بريطانيا لحماية مصالحها التجارية عقدت بريطانيا عدة اتفاقيات مع مناطق الخليج تارة بحجة حمايتها من القرصنه واخرى بحجة منع تجار الرقيق منها معاهدات مسقط في الاعوام 1822م و1873مو1891م ومع البحرين في الاعوام 1820م و1880م و1892م  ومع الكويت في العام 1899م ومع الشارقه "بعد مواجهه عسكريه" ، في الاعوام 1820م و1835م و1853م ومع قطر في الاعوام 1820م و1835م و1867م ،وفي العام 1839م احتلت بريطانيا عدن ثم احتلت المكلا في العام 1870م .
ثم جاءت مرحله أخرى اكثر قسوه من سابقاتها أسست فيها دول عربية بعدما انتهت مرحلة الاحتلال والانتداب - والانتداب هو نظام سياسي استحدث بعد الحرب العالمية الاولى وتعزى فكرة الانتداب الى الجنرال "سمطس Summits "رئيس وزراء جنوب افريقيا والى الرئيس" ودروولسن  Wilson " وبموجب نظام الانتداب وضع العراق وفلسطين تحت النفوذ البريطاني وسوريا ولبنان تحت النفوذ الفرنسي وقد صدر صك الانتداب على سوريا ولبنان في 24 تموز/يوليو 1922م وتعهدت الدول المنتدبة بموجبه بان تضع خلال ثلاث سنوات نظاماً للحكم في كل من سوريا ولبنان - والتي رسمت حدود لتلك الدول العربيه وفق مصالحها فرسمت المناطق المحايده التي لا أعرف لها معنى سوى انها قنابل موقوته زرعت من اجل يتم تحريكها في حال دعت الحاجه لذلك اي من اجل اشعال خلافات حدوديه كل شيء مدروس وليس وليد صدفه وكذلك التشاطيء والمنافذ التي تم وضعها بشكل مدروس بحيث يمكن لها ان تثير خلافات بين الدول التي رسموها كلما احتاجوا الى ذلك قامت الدول العربية الحديثة بعد فترة من الاحتلال الأجنبي أو ضمن امتدادات الدولة العثمانية مع الهيمنة الغربية القريبة من الاحتلال، وفي حالات قليلة لم يكن ثمة احتلال أجنبي مباشر وإن كان تأثيره قويا، وساهمت هذه الحالة في تشكيل الدول العربية وفي أنظمة تولي الحكم وانتقال السلطة، ويسهل القول إجمالا أن تداول السلطة في الوطن العربي قائم على حكم عائلي أو فردي، حيث حكم الأسر والعائلات هو السائد المتبع في الدول العربية وما زال هذا الوضع قائما في ثمانية دول عربية هي دول الخليج الست "السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان" والأردن والمغرب، وكان نظام الحكم ملكيا في مصر حتى عام 1952 م وفي ليبيا حتى عام 1969 م وفي العراق حتى عام 1958 م وفي اليمن حتى عام 1962 م وبدأ جمهوريا منذ الاستقلال في سورية ولبنان والجزائر وتونس والسودان وموريتانيا والصومال وجيبوتي.
وهي المرحله التي اعتبرت "مرحلة نيل الاستقلال " اي استقلال الدول العربيه بالرغم من أن كثيرين فندوا موضوع مصطلح "الاستقلال" ووصفوا ما بعد خروج الجيوش المستعمرة من البلاد العربية بمرحلة "جععل"،إلا أننا اليوم وبعد اكثر من نصف قرن تقريبا على وجود أنظمة الثورة وورثتها نحتاج لإعادة قراءة وتحليل معمق للثورات وهل كانت ثورات حقيقية أم مساومات مع المستعمر،وهل التزمت الثورة عندما تحولت لأنظمة بروح الثورة وكانت أمينة على أرواح الشهداء، ونفس الأمر ينطبق على الجيش وقادته الذين انقلبوا على النظم الملكية أو الرئاسية التي كانت سابقة لهم  وسنناقشه بنتفاصيل اكثر فيما سيأتي من هذا البحث.

وهنا وددت ان اضيف ملاحظة مهمه هي ان وعود بريطانيا باستهداف استقلال الاقطار العربية التي كانت جزءا من الدولة العثمانية تلك الوعود التي جاءت في مراسلات السير هنري مكماهون المعتمد السامي البريطاني في مصر مع الشريف البريطاني في مصر مع الشريف حسين بن علي في مكة "1915م-1916 "مالحمله على اعلان الثورة على الدولة العثمانية طلبا لاستقلال العرب في حين كانت هناك في الجهة الثانية اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية 1916م وهي تقسم الاقطار العربية التي كانت جزءا من الدولة العثمانية بين بريطانيا وفرنسا وتعطي روسيا مدينة القسطنطينية "استانبول" ومناطق في شرق الاناضول. كشف هذه الاتفاقية النظام الجديد في روسيا اثر الثورة وكان هناك وعد بلفور 1917 م وهو يقيم وطنا قوميا لليهود في فلسطين وكان هناك بيان الجنرال مود في 19 اذار/مارس 1917 يخاطب به اهل بغداد اثر فتحه لها فيقول لهم فيه "ان جيوشنا لم تدخل مدنكم وأراضيكم بمنزلة قاهرين بل بمنزلة محررين " هذا البيان الذي يمكن وضعه في باب "النفاق السياسي" لانه شعار كل المستعمرين على مدى التاريخ لغرض تهدئة الشعوب والحصول على المكاسب باقل الكلف .

أما الانقلابات العسكرية والتي تعتبر شكلا عنيفا من أشكال الاستيلاء على السلطة في الوطن العربي، فقد عرفت الانقلابات في الوطن العربي أول مرة عام 1949م في سورية على يد حسني الزعيم الذي كان رئيس أركان الجيش السوري ثم توالت الانقلابات في سورية والدول العربية الأخرى، فقد وقع انقلاب في مصر عام 1952م أنهى حكم أسرة محمد علي الذي بدأ عام 1805م، وفي العراق أنهى انقلاب عسكري عام 1958م حكم الهاشميين الذي بدأ في العراق منذ عام 1918م وفي اليمن عام 1962م الذي أنهى حكم الأئمة الزيديين بعد أكثر من أربعمائة وخمسين عاما من الحكم ولنتعرف ببساطه على تلك انتقلابات في الجزائر انقلب أحمد بن بيلا في العام 1963م على فرحات عباس وانقلب هواري بو مدين في العام 1965م على أحمد بن بيلا  وفي العراق انقلب عبد الكريم قاسم في العام 1958م على الملك فيصل الثاني وتحول العراق من حكم ملكي الى حكم جمهوري وانقلب عبد السلام عارف في العام 1963م على عبد الكريم قاسم وتوالت الاحداث الدراميه بسلسله من الانقلابات والثورات التي سميت بيضاء وهي ليست بيضاء في الحقيقه لانها في النتيجة جلبت حمامات من الدماء بالرغم من انها قامت دون اراقة الدماء وفي سوريا انقلب مأمون الكزبري في العام 1954م على أديب الشيشكلي  وانقلب شكري القوتلي في العام 1955م على هاشم الأتاسي  وانقلب لؤي الأتاسي في العام 1963م على ناظم الأتاسي وفي نفس العام بعد أربعة اشهر انقلب محمد أمين الحافظ في العام 1963م على لؤي الأتاسي وفي العام 1966م انقلب نور الدين مصطفى الأتاسي على محمد أمين الحافظ وفي العام 1970م انقلب سيد أحمد الحسن الخطيب على نور الدين مصطفى الأتاسي وفي العام 1971م انقلب حافظ الأسد على سيد أحمد الحسن الخطيب في لبنان حدث الانقلاب الاول لفؤاد شهاب في العام 1952م على بشارة الخوري  والانقلاب الثاني لفؤاد شهاب حدث في العام 1958م على كميل شمعون وانقلب إلياس سركيس في العام 1976م على سليمان فرنجيه وفي مصر انقلب محمد نجيب في العام 1952م على الملك فاروق وفي العام 1956م انقلب جمال عبد الناصر على محمد نجيب وفي السودان انقلب إبراهيم عبود في العام 1958م على إسماعيل الأزهري وانقلب جعفر النميري في العام 1969م على الصادق المهدي وفي العام 1958م انقلب عبد الرحمن سوار الذهب على جعفر النميري وانقلب عمر البشير في العام 1986م على الصادق المهدي وفي ليبيا انقلب معمر القذافي في العام 1969م على محمد إدريس السونسي في موريتانيا انقلب مصطفى ولد السالك في العام 1978م على المختار ولد داده  وانقلب محمد ولد لولي في العام 1979م على مصطفى ولد السالك وانقلب محمد خونه ولد هيداله في العام 1980م على محمد ولد لولي وفي العام 1984م انقلب معاوية ولد سيدي أحمد طايع على محمد خونه ولد هيداله وفي اليمن انقلب عبد الله السلال في العام 1962م على محمد البدر وفي العام 1967م انقلب عبد الكريم الإرياني على عبد الله السلال وانقلب إبراهيم الحمدي في العام 1974م على عبد الكريم الإرياني وانقلب أحمد الغشمي في العام 1977م على إبراهيم الحمدي وفي اليمن الجنوبي السابق انقلب علي ناصر محمد في العام 1978م على سالم ربيع علي وفي الصومال انقلب محمد سياد بري في العام 1969م على شيخ مختار محمد حسين بعد اغتيال الرئيس عبد الرشيد شرمايكه وفي جزر القمر انقلب أحمد عبد الله في العام 1978م على علي صويلح وفي العام 1979م انقلب محمد جوهر على أحمد عبد الله وفي العام 1995م انقلب بوب دينارد "مرتزق فرنسي" على محمد جوهر، واصبح الاحتكام للقوة هو ديدن المتنافسين في السياسه وخصوصاَ في الدول التي حكمها حزب واحد كما في العراق وسورية واليمن الجنوبي "1967م ـ 1990 م ومصر وتونس لعبت الصراعات الداخلية بين مراكز القوى في الحزب أو مؤسسات الحكم دورا في انتقال السلطة أو التوازن بين مراكز القوى، ولكن الأحزاب تحولت أيضا إلى مؤسسة فرد واحد وانتهى صراع مراكز القوى لأنها لم تعد موجودة، حدث هذا في مصر أوائل السبعينيات، وفي العراق أواخر السبعينيات، وفي سورية أوائل السبعينيات، ولم تعد الأحزاب القائمة حتى وهي أحزاب حاكمة تؤدي دورا حقيقيا في تنظيم انتقال السلطة. وإذا بقيت هذه الحالة قائمة في دول الحزب والجمهوريات فإنها ستؤسس لعائلات حاكمة تتحول إلى ملكية، وهكذا فإن الدول العربية تتجه إلى الحالة السابقة للجمهوريات لتعود ملكية من جديد، والواقع أن تجربة الجمهوريات في تطبيقها الفعلي في الدول العربية جعلت تهمة الرجعية والاستبداد التي كانت تطلق على الدول الملكية تبدو مضحكة وغير واقعية.

ان هذه الانظمه التي بنيت على الانقلابات والثورات الانقلابية وتلك على قامت على اساس الحكم العائلي الملكي الفردي كلاهما قد بني على اساس الارتباط المباشر او الغير المباشر مع الغرب لكنهم مع هذا الارتباط لم يأخذوا من الغرب وسياساته سوى  ولعل مجيد خدوري قد اوجز لك بقوله "ان بعض الزعماء العرب الذين تعاونوا مع الدول الغربية لم يحاولوا البته ان يوفقوا بين المفاهيم الاوربيه وبين المفاهيم التقليدية المرتبطه بالمصالح المنتفعه من الاوضاع القائمه وهكذا فشلت الديمقراطيه منذ البدايه في الفوز باحترام الشعب ،فأنحى باللائمه على المؤسسات الديمقراطيه واتهمها بأنها عجزت عن اصلاح الحال،ولكن الاستنتاج القائل بحصر المسؤوليه في الدول الاوربيه والزعماء العرب عن فشل الديمقراطيه قد ينطوي على اغفال الدور الذي لعبته القوى المتاصله في المجتمع في حياة الانظمه السياسيه" انها من دون شك دول استبداديه وانظمه دكتاتورية مستبده سواءاَ كانت جمهورية ام ملكيه وهم يحاولون ان يظهروا الدوله الاستبداديه التي يتزعمونها والتي تبدوا انها قويه للمراقبين من خارج تلك الدول هي في الواقع دول ضعيفه من الداخل لاتجروء على الخيار الديمقراطي وعلى حمل جنين الديمقراطيه في رحمها المريض والضعيف وان تلك الدول لم تكن في يوم من الايام مكتملة النمو  ،ان الدول التي حصلت على استقلالها بعد الاستعمار بالمطلق هي دول بنيت على اسا العنف وتكميم الافواه وخنق الحريات وملاحقة رواد الفكر المتنورين من ابناء الشعب وان الضرب بيد من حديد هو شعارهم المفضل والدائم لضمان بقاء كراسيهم ومناصبهم يتمتع رئيس الجمهورية في الأنظمة العربية بحرية التصرف من فوق القوانين الوضعية ودستور الدوله إن وجد ، ويتشبث بكل وسيلة تمكنه البقاء على الكرسي مدى الحياة ، وباعتباره المطلق وهو صاحب الكلمه العليا السريعة التنفيذ والقبول من الجميع ومن موقع حكمه الدكتاتوري الشمولي او الإنفرادي ، يسهل له التلاعب باموال الشعب ، كما هو مبين في كشوفات لمبالغ الأرصده الهائلة التي عدت بمئات المليارات لزين العابدين وحسني مبارك والقذافي  وغيرهم  ،ان هذه الانظمه المتفسخه والمبنية على الزيف والقمع والاستبداد لقد سقط فوق الامه من الطائشين والجاهلين والمتخشبين وتلاميذ هتلر وموسوليني ارذل الخلق واقدرهم على الظلم وصنع التخلف وفعل الشر والفجيعه ،المواطن يقول لأنظمة القمع نريد حريه فيبنون لهم اكبر السجون ،هذه الانظمه التي اعتبر نفسها انها وطنيه هي في الحقيقه لاتملك من الوطنيه شبء وهي بحق انظمة الظلم الوطنيه .

امتنا هذه الامه التي كرمها الله حين جعلها امة الرساله ولغتها هي لغة القرآن الكريم يستبد بها ارلهم بلاشرعيه اولئك الذين يحكمون بالباطل هذه الامه التي حررت شعوب العالم القديم من ظلم الرومان والمغول والقوط تستعبدها انظمه ظالمه قمعيه مستبده متحالفه مع الغرب الظالم وشرعيتها كل شرعيتها تستمدها منه كما تستمد المال والسلاح من اجل اغتصاب الحقوق وظلم الناس كلاهما واحد وكلاهما ظالم وكلاهما يضرب معارضيه ومنتقديه والذين يقفون في طريق ظغيانه زهيمنته فالأثنان يديمان حكمهما بالخوف والارهاب ،السياسه الخارجيه الامريكيه قد نصرت تلك الانظمه على الامه فنصرتها الانظمه على قضايا الامه حتى جاءت صرخة الشباب العربي وشعل شمعة ولم يلعن الظلام بل انتصر لنفسه وامته فطردوا الخوف من اعماقهم وحرروا شوارعهم من احتلال انظمتهم وصرخ الجميع وبصوت واحد "الشعب يريد اسقاط النظام " نحن نتحدث هنا عن الشباب البريء الناصع الوطني بكا ماتعني الكلمه من معنى ولسنا نتحدث عم اولئك المرتبطين بالغرب وبامريكا وبع ان سقطت انظمة القمع في تونس ومصر وتهاوى عرش حاكم ليبيا نلاحظ ان الغرب تخلى بشكل سريع عن تلك الانظمه رغم كل ماقدمت تلك الانظمه للغرب وامريكا من خدمات فقد قلبت المصالح والضروره الصديق عدواَ والعدو صديقاَ بين تطور واخر وبين يوم ويوم،فالمصالح قد البت الكاثوليكي على الكاثوليكي"فرنسا على اسبانيا"والكاثوليكي على البروتستانتي"اسبانيا على المانيا وهولندا"والبروتستانتي على البروتستانتي الاخر"المانيا على انكلترا"والملكية على الجمهورية"بريطانيا على فرنسا"وهذا مايؤكد القول بانه لاتوجد صداقات دائمه او عداوات دائمه انما هناك مصالح دائمه فكيف يمكن للغرب وامريكا ان يقف مع تلك الانظمه وهو يرى ان المصالح قد انقلبت وان الكفه اليوم تميل نحو الشعوب وصمودها ، فقد آن الوقت ان ينزل الاثنان معاَ من على ظهورنا انظمة الظلم والفساد والدكتاتورية والاستبداد ملكيه وجمهورية والغرب وامريكا ومؤامراتهم.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !