أنثى تُفتِّشُ فراغاً
شاهدٌ من طينها:
[ وضعتْ البطانية على قدميها الباردتين، كانت صورٌ كثيرة ترتجفُ أمامَها كفيلمٍ مُعدٍّ لما دون الأطفالْ، كان الطفلُ فيها مُدرَّباً على تسلُّقِ جبال الخيالِ والدخولِ بقوةٍ جوفَ الكهوف، كان لعينيها سحرٌ يُذيبُ صخورَ العقولِ ويديها كموجٍ يُمشطُ ضبابيّةَ الأشياءْ، حيثُ تعتقدُ أنَّ أشياءها جزءٌ مِن وجودِها.
كانتْ تهتمُّ بتجفيفِ الورودِ بأنواعِها ويصحو قلبُها مبكّراً ليسمع زقزقةَ عصافيرٍ وألواناً وأحلامَ الأضواءِ التي من فوقْ... ]
الأنثى في حالةِ مُكاشفة مع ذاتها:
وحيدةٌ؛ أُحدِّقُ في بوّاباتِ الضوء [ مرآتي عيناي ] بحثاً عن كُرتين بحماسةٍ حمراءْ، عنْ قُبعتينِ من نحاسٍ ساخنْ [ صدري صداي]. ألامسُ سريري المُبلَّل بالشمسِ والكلامِ ككفيفةٍ بحثاً عن فكرةٍ تتكوَّرُ في رحمي وألدها شجرةٌ لللانهايات. أفتّشُ عن ليلٍ يشبهكَ إلا قليلْ، يضيعُ فيهِ نهاري في ليلِكَ، تدخلُ إليه فضاءاتٌ تقودُ الرغبةَ كبرقٍ يرسمُ ساقيّ مُمتلئتين.
كما عرّفتني مرآةُ العزلةِ: [ حالمةْ ]، هل يشتهي الحلمُ معنىً حجرياً؟ أتبعُ ظلّي الذي يعدو إلى لغةِ البانيو، أُغَطِّيْني بماءٍ، أفتِّشُ عني في فقاعاتِ الصابونْ، إشارةٌ تأتيني مُوحيةً بأنَّ الاغتسالَ لونٌ يقرأُ وردهُ المترجرج كريحٍ مسخوطةْ.
عنكَ أحاولُ البحثَ يا صلاتي التي من أنفاسْ، أكتبُ اسمَكَ على دهْشتي؛ أُذوِّبهُ، ينتفضُ جسدي كحروفٍ ابْتكرتْ شاعرَها، ركبتْ جنّاً يخشى قلقَ العاشقْ. أخرجُ مُرتديةً هواجسي. لماذا لا تكسِّر صمتي الخيالاتُ؟
بذئبيّةٍ؛ أعترفُ:
أُموِّهُ نقائضي في امتدادِ بالونةِ اليقظة، أو: أسألُ زجاجَ اللذّةِ عن طُرُقِي المُحتملة!
يجرجرُني الضدُّ إلى شهواتي ليرتوي ظمأي فتنطفئُ شمعة الجسدْ.
وحيدةٌ، يا واحدي:
اجلدني بسوطِ حبِّكَ المُتَفرِّع ليتضحَ برزخاً بينَ صحوي وموتي، ليشلحَ ذهولَهُ سطرٌ لم يُدرك موجتهُ التي تُدركُ رجلَها صورةً تخلقُهُ بالكلمةِ والزعفرانْ، أشربُكَ قهوةً ممزوجةً بالأبديةْ
متى ألقاكَ
لتنزِّل عليَّ من شفتيكَ عِطراً، تأويني في لوحةِ تيهكَ، كأبيض تجرِّدُني، تُشكِّلُني عِنَبةً مصيرها نبيذٌ مُعتقْ!!
التعليقات (0)