في حديث مع المفكر الإسلامي ....ذكر من أخبار القدامى والأولياء ما يعجز الإنسان عن تذكره ...لم يكن حديثه ممتعا كما يظن ...ولم تكن نصائحه تتجاوز الحنجرة...ولم يكن مقنعا لأنه أراد التميز فقط ولم يكن له هدف أكبر من ذلك...أعترف له بقوة الذاكرة لأنني سمعت منه هذا الحديث الذي كرره مرارا في منابر مختلفه بنفس الألفاظ تقريبا... وكما قال شيخنا الراحل الشيخ الشعراوي (إذا كنت كذوبا فكن ذكورا) ومع أنني لا أريد أن أصف المفكر المذكور بالكذب إلا أنني لا أوافق على كثير مما قص علينا من أخبار بشر لم يكونوا في عصر التدوين والكتابة اليسيرة ولا أجهزة التسجيل التي تسجل ما نقول بالصوت والصورة فكيف أتت إليه أخبار هؤلاء الناس في تلك الأزمان الغابرة وبالتفصيل الذي ذكر؟... إن الاستشهاد بأسماء بشر ماتوا منذ مئات السنين بتفصيل لا يمكن بل يستحيل أن يكون صحيحا ولا معقولا, يدخل المسلمين في مجال الظن وعدم التصديق.... ويدخل غير المسلمين في مجال التكذيب ....وليس هذا في صالح الإسلام ولا المسلمين ...لماذا يلجأ البعض إلى أن يحكي أخبار القدامى الذين رحلوا عن العالم والله أعلم بما قدموا...ونترك الذين بين أيدينا من الطيبين والصالحين ..نجالسهم ونتعلم منهم في سيرتهم الذاتية ونتأسى بهم في أعمالهم وأفكارهم يفسرون لنا ما لا نفهمه من الآيات ويربون فينا رغبة اتباع الأخلاق والمعاملة ...نحن لا يهمنا ما فعل فلان المرحوم منذ عدة قرون ولكن يهمنا الذي يتعامل معنا ونراه ويرانا ...نحن نريد أن نتعلم كيف نحافظ على ديننا من الشك والريبة وعدم التصديق وذلك لا يتحقق إلا بالأسوة الحسنة في التخاطب والمعاملة وحسن الخلق وليس بالقصص البالية التي لا يصدقها عاقل...الأسوة الحسنة هي فيمن يعيش معنا ويحسن إلينا ولا يسبنا ولا يسفه آراءنا ولا يغشنا ولا يسرقنا ...فقط ...ولذلك فأنت يا أخي القارئ مفكر مثل كل إنسان ...فكر فيما يقال ولا تسلم رأسك لشخص يلعب بها كيف يشاء...ثق أنك تستطيع فلا تضيع الفرصة.... وكما يقولون ...العقل زينة
التعليقات (0)