قال لي : أنت أعظم الشعراء وراح يتحدث عني بحماس لم اعهده من قبل او ربما لم اكن اعيره اي نوع من الاهتمام!
اشعل سيجارته واعطاني اخرى وقبل ان يشعلها اعتذرت له في لطف قائلا : لقد أقلعت عن التدخين منذ اسبوع ولعلي
لا أعود مرة أخرى فابتسم صديقي فهو يعرف عني ما لا اعرفه عن نفسي وكان شاهد عيان لفشل محاولاتي المتكرره للانتصار على السيجارة !
نفث دخانه منتشيا واسترسل في كيل المديح والاطراء تارة والعتاب تارة اخرى واتهامي با التقصير في حق نفسي
طلبت سيجارة رغما عني واشعلتها ولم احرمه من شرف الشهادة على الهزيمة الجديدة مع التبغ وقلت له: يا صديقي ربما انا اعظمهم في نظرك
ولكن هل ترى كم تمثل انت من نسبة في هذا الفضاء المليء با الشعر والشعراء والجمهور؟
ان الشعر ليس عرشا ملكيا ولا صهوة جواد لا يحتمل اكثر من ملك او فارس . الشعر احجية كبيرة تختلف فيها الاذواق والتوجهات ولو قدر لك
يا صديقي ان تدخل في كينونة كل شاعر لوجدته هو قيصر الشعر وفارسه وان مجرد محاولة الدخول في معركة التصنيف الشعري
يعتبر امرا من المقامرة الخاسرة. عالم التصنيف الشعري عالم غريب الاطوار فا الرقم واحد قد يصبح في زاوية اخرى
من فضاء الشعر هو الرقم صفر ولا تستغرب لو لم تجد له رقما ايضا!
ان ما يقتلنا ويقتل هذا الروح / الشعر فينا هي لغة الارقام التي ما انزل الله بها من سلطان!
لو قدر لنا ان نكتب دون الالتفات لتراهات العروش وجنون الصولجانات لاخترقنا حاجز الصوت بهذا الكائن المسمى الشعر ولعبرنا جسر العالمية
لكننا يا صديقي ما زلنا نعيش في زمن الاستقسام با الازلام وضرب القداح على من يطلع سهمه اولا ومن يطلع عاشرا . ان ما اريده من الشعر يا صديقي
اكبر مما تريده انت لي وما اريده انا لغيري فهل عرفت الان من هو شاعرك الاعظم!
وابتسمت وابتسم لي واشعلنا السيجارة الثانية سويا على امل اللقاء على ضفاف قصيدة جديدة!
التعليقات (0)