مواضيع اليوم

أنتشار الأسلام وحلاوة الأيمان

زين الدين الكعبي

2009-10-11 12:47:56

0

 

                                         ديامس اتجهت للدين بعد تعرضها لأزمات اجتماعية  

 

                        المطربة الفرنسية دياماس

 

علاقة عكسية يمكن أستنتاجها بسهولة أذا ما نظرنا الى التقرير اللذي نشرته أيلاف الجريدة وعدة مواقع أخبارية أخرى عن دراسة ديموغرافية لمسلمي العالم . فبالرغم من أن الدراسة توضح تزايد عدد المسلمين بين سكان العالم , ألا أن أحوالهم وقوتهم وتأثيرهم يتراجع بأضطراد  كما نرى .

وبحسب الدراسة، التي جاءت بعنوان "خريطة المسلمين في العالم" وهي من إعداد "منتدى بيو حول الدين والحياة العامة" , فأن نحو ربع سكان الكرة الأرضية تقريباً مسلمون، وهم موجودون في مناطق ربما لا تخطر على بال أحد . وكان فريق الدراسة قد قضى حوالي ثلاث سنوات في إعدادها وتحليل نتائجها، واعتمدت على بيانات من 232 دولة وإقليم في العالم، كما أفاد القائمون عليها . وهدفت الدراسة إلى الحصول على أشمل صورة ممكنة عن السكان المسلمين في العالم، معتمدين على بيانات وإحصائيات سكانية والتوقعات المتعلقة بذلك، ليخرج الفريق بما وصفوه "أكبر مشروع من نوعه حتى الآن."

وأظهرت الدراسة أن الهند، التي تقطنها غالبية هندوسية تضم من المسلمين أكثر من أي دولة إسلامية باستثناء إندونيسيا وباكستان، بل تضم ضعفي عدد المسلمين في مصر، التي تعد أكبر دولة عربية. كذلك أوضحت الدراسة أن عدد المسلمين في الصين يفوق عددهم في سوريا، وفي ألمانيا مسلمون أكثر من عدد المسلمين في لبنان . ويفوق عدد المسلمين في روسيا عددهم في الأردن وليبيا مجتمعتين . وأشارت الدراسة إلى أن حوالي ثلثي المسلمين موجودون في آسيا، وينتشرون في منطقة تمتد من تركيا غرباً حتى إندونيسيا شرقاً. أما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيوجد مسلم من أصل خمسة مسلمين في العالم. وبحسب الدراسة، يبلغ عدد المسلمين في العالم حوالي 1.57 مليار مسلم، ويشكلون نحو 23 في المائة من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 6.8 مليار نسمة. وبالمقابل، يبلغ عدد المسيحيين في العالم 2.23 مليار مسيحي، بحسب بيانات الأديان في العالم الصادرة في العام  2005 .

يدهشنا هذا التقرير ببعض الأرقام اللتي نشرها . هذه الأرقام اللتي تذكرنا بأن الأسلام وعلى عكس مايروج أعدائه قد وصل الى أماكن لم تطأها أقدام أي جندي مسلم . مما يؤكد بوضوح بان الأسلام قابل للأنتشار بأفكاره وتعاليمه العظيمة . دون أي حاجة للسيف .

نعم . لايمكن أنكار اثر دخول جيوش المسلمين الى المناطق اللتي وصلت أليها في أنتشار الأسلام . ألا أن دراسة علمية محايدة للتأريخ ستؤكد أن سكان هذه المناطق لم يغيروا دينهم في ليلة وضحاها بحد السيف . بل أنهم تحولوا ألى الأسلام رويدا رويدا بعد أن عاشروا المسلمين لمدة كافية عرفتهم على قيم الأسلام . وحتى الجزية اللتي كانت أقل بكثير مما كان يدفعه السكان لملوكهم كضرائب لم تكن مفروضة على من لايستطيع دفعها  . وهذا ما يفسر بقاء معظم المسلمين في دول مثل روسيا والهند على دينهم حتى بعد زوال جيوش المسلمين عنها بقرون . قول يدعمه بقاء اسبانيا والبرتغال على مسيحيتها بعد ستة قرون من حكم المسلمين . وتحول أندونيسيا الى اكبر دولة مسلمة في العالم ولم تطأها أقدام جندي مسلم واحد .

وهذه الحقائق أدهشت حتى الباحثين الأجانب اللذين أطلعوا على نتائج التقرير اللذي خرجت به الدراسة . إذ يقول آلان كوبرمان، المدير المساعد في المنتدى "هناك دول لم نعتقد أنها إسلامية على الإطلاق، وتبين أنها تتضمن عدداً كبيراً من المسلمين" مثل الهند وروسيا والصين وأوضح أن خمس المسلمين يعيشون في دول يشكل المسلمون فيها أقلية. وأشار إلى أنه فيما يعتقد كثير من الناس أن المسلمين في أوروبا هم في غالبيتهم من المهاجرين، فهذا ينطبق فقط على أوروبا الغربية في حين أنهم في مناطق أوروبية أخرى مثل روسيا وألبانيا وكوسوفو، فإن المسلمين هم من السكان الأصليين، موضحاً أن "أكثر من نصف المسلمين في أوروبا هم من السكان الأصليين." ولعل من المفارقات أن المسلمين في دول جنوب الصحراء الكبرى يشكلون أقلية، إذ لا تضم تلك المنطقة سوى 240 مليون مسلم، أي حوالي 15 في المائة من إجمالي المسلمين في العالم. وكشفت الدراسة أن 9 من كل 10 مسلمين هم من السنة، في حين أن الباقين هم من المسلمين الشيعة، ويعيش في إيران ثلث الشيعة في العالم، كما أن إيران واحدة من أربع دول يشكل الشيعة أغلبية بين السكان، إلى جانب العراق وأذربيجان والبحرين. وأكد القائمون على الدراسة أن هذه الأرقام لا تعكس مدى تدين الناس، وإنما هويتهم الدينية. أما أكبر التجمعات الإسلامية في العالم بحسب الدراسة فجاءت على النحو التالي .

إندونيسيا وتضم 202867000 مليون مسلم ويشكلون 88.2 في المائة من السكان.

باكستان وتضم 174082000 مليون مسلم ويشكلون 96.3 في المائة من السكان.
3. 
الهند وتضم 160945000 مليون مسلم ويشكلون 13.4 في المائة من السكان.
4. 
بنغلاديش وتضم 145312000 مليون مسلم ويشكلون 89.6 في المائة من السكان.
5. 
مصر وتضم 78513000 مليون مسلم ويشكلون 94.6 في المائة من السكان.
6. 
نيجيريا وتضم 78056000 مليون مسلم ويشكلون 50.4 في المائة من السكان.
7. 
إيران وتضم 73777000 مليون مسلم ويشكلون 99.4 في المائة من السكان.
8. 
تركيا وتضم 73619000 مليون مسلم ويشكلون 98 في المائة من السكان.
9. 
الجزائر وتضم 34199000 مليون مسلم ويشكلون 98 في المائة من السكان.
10. 
المغرب وتضم 31993000 مليون مسلم ويشكلون 99 في المائة من السكان.

حتى الآن لازال الناس يدخلون الى الأسلام في كل يوم وفي كل مكان كما نسمع ونرى ونقرأ في وسائل الأعلام . بالرغم من أن حال المسلمين لا تسر عدوا ولا حبيب . وبالرغم من كل التخرصات اللتي تربطه بالأرهاب , واللتي يتسبب في بعضها للأسف بعض من يحسبون على المسلمين والأسلام منهم براء . كما أن الكثير (وليس الكل) من دولنا ذات الأغلبية المسلمة ( ولا أقول الأسلامية لأنها ليست كذلك ) تعتبر دولا متخلفة وبعضها يعتبر الأكثر تخلفا في العالم . ألا أن هذا لم يثني الكثير من سكان العالم بما فيهم الأوربيين والأميركان أصحاب الحضارة الأكثر تطورا في التاريخ من أعتناق الأسلام . فهؤلاء وبالرغم من الدعاية الصهيونية الهائلة الموجهة ضد الأسلام كدين وليس الى المسلمين فقط كما يدعي البعض , ألا أنهم آمنوا بالأسلام عندما لامسوا جوهره وحقيقته وعظمة أفكاره . وبعضهم ترك شهرة واسعة وجاه ومال في سبيل التحول الى الأسلام والتمتع بحلاوة الأيمان بالله سبحانه وتعالى .

وأن كنت أطلت في الموضوع ألا أني أود أن أورد مثلا هنا ربما يلقي ضوءا بسيطا على ما أقول .

ذكرت تقارير صحفية قبل يومين أن المغنية "ديامس" التي تعد أشهر مطربات الراي في فرنسا قررت ارتداء الحجاب، ورفضت مصافحة وتقبيل أصدقائها بعد الأنباء التي ترددت مؤخرا عن دخولها الإسلام . ونقلت صحيفة الخبر الجزائرية عن مجلة "باري ماتش" الفرنسية الجمعة الـ9 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري أن المغنية "أصبحت تؤدي الصلاة في مسجد جانفيلييه، المعروف بميله لإسلام متسامح . وأضافت المجلة أن ديامس رفضت الإدلاء بأي تصريح بخصوص المسألة، وأرجعت المجلة ذاتها أسباب التغير الحاصل في حياة المغنية الفرنسية إلى زواجها منذ شهرين من شاب مسلم يدعى عزيز . ولم ترد تفاصيل عن أسباب إسلام "ديامس"، ونقلت صحيفة "هسبريس" المغربية عن مجلة "كالا" في عددها الأخير بالقول إن "ديامس" قد عانت في الفترة الأخيرة من ضغوطات كثيرة نتيجة شهرتها ونجاحها الكبير، وهو ما أدى بها إلى العزلة والبحث عن بدائل حقيقية لحياتها .

ونقل عن "ديامس" قولها "لم أجد الحل لوضعي ونفسيتي عند الأطباء ولكنني وجدته في الدين"، وذكرت المجلة الطفولة الصعبة لـ"ديامس"، خاصة نتيجة طلاق والديها الكاثوليكيين، ومحاولتها الانتحار في سن الـ15 سنة، وقالت إن "الشهرة والمال لم تمنحها ما تريد فوجدت في الإسلام الحل . وأرجعت "هسبريس" إسلام ديامس إلى قربها من العديد من الفنانين الفرنسيين من أصول مهاجرة، خاصة صداقتها الكبيرة للفنانة الفرنسية من أصل مغربي "أمال بنت"، والممثل الكوميدي "جمال دبوز" الذي كان لها سندا كبيرا في مسيرتها الفنية.

يذكر أن "ميلاني جورجياديز" الشهيرة بـ"ديامس" -29 سنة- قد ولدت من أم فرنسية وأب يوناني في العاصمة اليونانية أثينا قبل أن تغادرها وعمرها أربع سنوات للعيش مع والدتها في إحدى ضواحي العاصمة باريس وبدأت "ديامس" امتهانها لأغاني الراب منذ سنة 1994 في صفوف إحدى الفرق الشبابية في باريس قبل أن تتحول إلى واحدة من أبرز فنانات الراب بفرنسا .

وليس دياماس هي القصة الوحيدة اللتي تروي أقتناع الغربيين المتحضرين بالأسلام . ولعل قصة المطرب العالمي البريطاني "كات ستيفنس" واللذي أصبح أسمه يوسف أسلام بعد أسلامه , أصبحت معروفة للجميع . فما اللذ يغري أمثال هؤلاء بالدخول الى الأسلام ؟ .

لا أعتقد أن أجابة غير عظمة الأسلام وتعاليمه وقيمه الأنسانية العالية , واللتي تنفع كل البشر بجميع أعراقهم وألوانهم في كل مكان وزمان , ستكون صحيحة .

وبينما يتحول هؤلاء المتنعمين بالحضارة الى الأسلام بعد أن يتذوقوا حلاوة الأيمان , نرى للأسف من المسلمين عندنا من يحاول أن يقول بأن الأسلام ما كان لينتشر ألا بحد السيف , وأنه دين قد عفا عليه الزمن . !!!

(( فّإنَّهّا لا تّعًمّى الأّبًصّارٍ ولّكٌن تّعًمّى القٍلٍوبٍ التٌي فٌي الصٍَدٍورٌ ))

 

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2009/10/491481.htm

http://arabic.cnn.com/2009/world/10/8/worl.muslims/index.html

 

www.mbc.net/portal/site/mbc/menuitem.cec41c4faec6734497b11b101f10a0a0/




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات