مواضيع اليوم

أنتزعُ الحمامةَ من فزعي .. وأطيرُ إليكْ !

عنود عبيد الروضان

2010-05-10 18:26:38

0

 

 

 

نُشِرَ النص في : جريدة أوان الكويتية - مارس 2010 م .

«معهُ في ذاتي.. أو إليه (والِـدي) ؛

عندما نخرجُ معاً إلى جهةٍ ما وأتتبعُ خطاهُ نحو قلبي .

لم أكتب بعدُ .. أنا أفكرُ في ذلك فقط »

 

 

 

 

أنت لا تُخطئُ في حبكَ كما يفعلُ آخرون ؛

ولا تسترجعُ أحلامَكَ الليليةَ من وسادتي بعد ردْحٍ من الـبراءةِ ..

ولا تنظرُ إلى أطيافِ الدمعةِ إلا حين أكونُ وحدي ولا يراني أحد !

حين ترفعُ يدَكَ إلى أفقٍ أزرقَ ..

أقبِّلُ - دون حراكٍ - أخمصَ قدميك ..

 

وحينَ نتآلفُ في حُزنٍ منفصلٍ يتراجعُ كلُّ شيءٍ .. لتتقدمَ أنت !  

قبل منتصَفِ العُزلةِ .. أكونُ رهنَ جدارٍ أبكَمْ ؛

وأنظرُ إلى مرآةٍ تحتفظُ بصورةٍ «فارقـة» ..

أنظرُ إلى عينينِ تختزنانِ مجرّةً دونَ ضجيجٍ ..

و- كَوْناً - لأشجارِه المتعانقةِ .. رائحتُكَ الخالدةُ ؛

ولخطيئتهِ مخالبُ ؛ كُلَّما انفردَتْ بيَ عــبرةٌ ..

انغرَزَتْ في وريدِ العشقِ « بوخزةٍ راســــخة » !  

 

يُبدِّلُ كلُّ شيءٍ مكانَهُ .. إلا صدركَ الذي وَسِعَ طفولتي ؛

إلا حنينَكَ المُخبَّأُ في جدائلي المضفورةِ .. بالبياض !

تجفُّ الأقنعةُ على وجوهٍ ذابلةٍ

وأنا أتحسَّسُ نعومةَ ملامحي/ عُرْيَ الطيبةِ ؛

أترصَّدُ خشوعَ الموتى

ثم أهربُ إلى غزالةٍ أسْمَيْـتَـني .. بفتنتِها ؛  

.. واكتفيتُ .

 

أنتَ لا تتوعَّدُني حينَ عناقِكَ .. بطعنةٍ نافذة ؛

ولا تكتبُ قصيدةً رصاصيّةً في عيدي .. لتمحوَها غيمةٌ عابرة !

لأنني أحبُّكَ .. لا أكتشفُ سوى أنني لم أفشلْ ؛

أن الحياةَ مدينةٌ مهزومةٌ ..

وأنا في ريفٍ يضَعُ أسلحتهُ حينَ يراني كـ غريبةٍ تطعمُ سرباً في ساحةِ المغيب .

 

أنت من يُحدِّثُـني عنّي .. دونَ هــوادة ؛

ومن يُقسِمُ بأنَّ في جيبي عصفورة نائمة ،

وأنني أسيرُ على حوافِّ حذَري

كي لا أوقظَ حُلْمها .. وتطيرَ الرحمة !

 

أنتَ وحدَكَ من لا يقفُ على احتمالاتِ المسافةِ

من أتبعهُ كنهرٍ طويلٍ يصبُّ في حلمي دون تيهْ !

 

حينَ أخافُ منَ الأجنحةِ المبتورة ..

- مِنَ الريشِ الملطّخِ بالسقوطِ ؛

- من الأقواسِ الشاحبةِ بعد المطرْ؛

أنتزعُ الحمامةَ من فزعي .. وأطيرُ إليكْ !

 

حينَ أتقنُ كلَّ شيءٍ ..

أدري بأنني كأنتَ المهاجرُ الذي خلقَ وطناً ،

وحينَ أغتربُ على افتراضِ النأيِ

أرى الأجسادَ التي صوَّبَت موتَها نحوَ قلبينا .. تمرُّ

وأنت تدفنُ ألماً بمسيركَ ،

وتزرعُ الأثر !

 

أنت من يدري كيف أصنعُ الدُّمى ليتامى الحكاياتِ بِصمتٍ ..

وأخبئُها عن شفَقَةٍ ضارية ؛

وكيف تركضُ - طفلةٌ لا أعرفُها - نحوي في طريقِ غريبٍ

.. وأمشي مشدودةً إلى لونِ ثيابِها !

.. كيف أطهِّرُ سَمَكةً بماءِ فطرتِها ..

وحينَ أستبدلُ رطوبَةَ جلدِها .. أمسكُ بقلبي كي لا تجرفَهُ موجةٌ خاطفة !  

 

أنت من أبقى للفرحِ ظلاًّ .. بعد أن حَزِنْتُ ؛

ونظرَ إلى ابتسامتي من زاويةِ الجـنّة ..

ومن يُخلِفُ وعدي مع كائــناتِ الوحشة

..

لا تعرفُني ( متأخراً ) بعد أن ينضجَ ألمي ؛

لا تسرحُ بي .. ثم تتركُني في مدى نسيانِكَ وتعود !

تحلمُ بعاشقٍ يضمُّني ولا أرتجفُ من الخيبةِ ؛

وأفترضُ لاكتمالي عاشقاً لا يخجلُ من مرآته ..

ولا يختلطُ بالضبابِ ؛

لكنهُ لن يأتيَ ؛ لن يأتيَ إلا ليغيب !

 

تسألُني كيف أقلّمُ أظافرَ من أُحبُّ ؛

كيف أسندُ رأسَهُ إلى قصيدةٍ .. بعد أن تهبطَ الشمسُ في غرفةٍ نائية !؟

كيفَ أقلِعُ عن سهوِ النــساءِ علانــيةً

وأنحرُ اشتهاءَ العابرينَ بعزةِ عشقه !؟

كيف أدهنُ نعليهِ بالصعودِ ؛

وكيفَ أمدُّ جسدي على مائدَةِ ضوئِه .  

 

تسألُني أنتَ .. الـ تعرفُني ؛

وأبكي ..

أبكي ؟ .. هكذا الآنَ تراني !

،،




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !