نُشِرَ النص في : جريدة أوان الكويتية - مارس 2010 م .
«معهُ في ذاتي.. أو إليه (والِـدي) ؛
عندما نخرجُ معاً إلى جهةٍ ما وأتتبعُ خطاهُ نحو قلبي .
لم أكتب بعدُ .. أنا أفكرُ في ذلك فقط »
أنت لا تُخطئُ في حبكَ كما يفعلُ آخرون ؛
ولا تسترجعُ أحلامَكَ الليليةَ من وسادتي بعد ردْحٍ من الـبراءةِ ..
ولا تنظرُ إلى أطيافِ الدمعةِ إلا حين أكونُ وحدي ولا يراني أحد !
حين ترفعُ يدَكَ إلى أفقٍ أزرقَ ..
أقبِّلُ - دون حراكٍ - أخمصَ قدميك ..
وحينَ نتآلفُ في حُزنٍ منفصلٍ يتراجعُ كلُّ شيءٍ .. لتتقدمَ أنت !
قبل منتصَفِ العُزلةِ .. أكونُ رهنَ جدارٍ أبكَمْ ؛
وأنظرُ إلى مرآةٍ تحتفظُ بصورةٍ «فارقـة» ..
أنظرُ إلى عينينِ تختزنانِ مجرّةً دونَ ضجيجٍ ..
و- كَوْناً - لأشجارِه المتعانقةِ .. رائحتُكَ الخالدةُ ؛
ولخطيئتهِ مخالبُ ؛ كُلَّما انفردَتْ بيَ عــبرةٌ ..
انغرَزَتْ في وريدِ العشقِ « بوخزةٍ راســــخة » !
يُبدِّلُ كلُّ شيءٍ مكانَهُ .. إلا صدركَ الذي وَسِعَ طفولتي ؛
إلا حنينَكَ المُخبَّأُ في جدائلي المضفورةِ .. بالبياض !
تجفُّ الأقنعةُ على وجوهٍ ذابلةٍ
وأنا أتحسَّسُ نعومةَ ملامحي/ عُرْيَ الطيبةِ ؛
أترصَّدُ خشوعَ الموتى
ثم أهربُ إلى غزالةٍ أسْمَيْـتَـني .. بفتنتِها ؛
.. واكتفيتُ .
أنتَ لا تتوعَّدُني حينَ عناقِكَ .. بطعنةٍ نافذة ؛
ولا تكتبُ قصيدةً رصاصيّةً في عيدي .. لتمحوَها غيمةٌ عابرة !
لأنني أحبُّكَ .. لا أكتشفُ سوى أنني لم أفشلْ ؛
أن الحياةَ مدينةٌ مهزومةٌ ..
وأنا في ريفٍ يضَعُ أسلحتهُ حينَ يراني كـ غريبةٍ تطعمُ سرباً في ساحةِ المغيب .
أنت من يُحدِّثُـني عنّي .. دونَ هــوادة ؛
ومن يُقسِمُ بأنَّ في جيبي عصفورة نائمة ،
وأنني أسيرُ على حوافِّ حذَري
كي لا أوقظَ حُلْمها .. وتطيرَ الرحمة !
أنتَ وحدَكَ من لا يقفُ على احتمالاتِ المسافةِ
من أتبعهُ كنهرٍ طويلٍ يصبُّ في حلمي دون تيهْ !
حينَ أخافُ منَ الأجنحةِ المبتورة ..
- مِنَ الريشِ الملطّخِ بالسقوطِ ؛
- من الأقواسِ الشاحبةِ بعد المطرْ؛
أنتزعُ الحمامةَ من فزعي .. وأطيرُ إليكْ !
حينَ أتقنُ كلَّ شيءٍ ..
أدري بأنني كأنتَ المهاجرُ الذي خلقَ وطناً ،
وحينَ أغتربُ على افتراضِ النأيِ
أرى الأجسادَ التي صوَّبَت موتَها نحوَ قلبينا .. تمرُّ
وأنت تدفنُ ألماً بمسيركَ ،
وتزرعُ الأثر !
أنت من يدري كيف أصنعُ الدُّمى ليتامى الحكاياتِ بِصمتٍ ..
وأخبئُها عن شفَقَةٍ ضارية ؛
وكيف تركضُ - طفلةٌ لا أعرفُها - نحوي في طريقِ غريبٍ
.. وأمشي مشدودةً إلى لونِ ثيابِها !
.. كيف أطهِّرُ سَمَكةً بماءِ فطرتِها ..
وحينَ أستبدلُ رطوبَةَ جلدِها .. أمسكُ بقلبي كي لا تجرفَهُ موجةٌ خاطفة !
أنت من أبقى للفرحِ ظلاًّ .. بعد أن حَزِنْتُ ؛
ونظرَ إلى ابتسامتي من زاويةِ الجـنّة ..
ومن يُخلِفُ وعدي مع كائــناتِ الوحشة
..
لا تعرفُني ( متأخراً ) بعد أن ينضجَ ألمي ؛
لا تسرحُ بي .. ثم تتركُني في مدى نسيانِكَ وتعود !
تحلمُ بعاشقٍ يضمُّني ولا أرتجفُ من الخيبةِ ؛
وأفترضُ لاكتمالي عاشقاً لا يخجلُ من مرآته ..
ولا يختلطُ بالضبابِ ؛
لكنهُ لن يأتيَ ؛ لن يأتيَ إلا ليغيب !
تسألُني كيف أقلّمُ أظافرَ من أُحبُّ ؛
كيف أسندُ رأسَهُ إلى قصيدةٍ .. بعد أن تهبطَ الشمسُ في غرفةٍ نائية !؟
كيفَ أقلِعُ عن سهوِ النــساءِ علانــيةً
وأنحرُ اشتهاءَ العابرينَ بعزةِ عشقه !؟
كيف أدهنُ نعليهِ بالصعودِ ؛
وكيفَ أمدُّ جسدي على مائدَةِ ضوئِه .
تسألُني أنتَ .. الـ تعرفُني ؛
وأبكي ..
أبكي ؟ .. هكذا الآنَ تراني !
،،
التعليقات (0)