منذ عام تقريبا و أنا أمارس التّدوين على مدونات إيلاف... أحيانا تنصحني
والدتي أن لا أجلس أمام هذا الصّندوق وأتحدث إلى نفسي كما تظنّ هي ... تقول لي دائما.لا أدري ماذا يشدّك إلى شاشة سوداء مليئة بأحرف- فرنسية-ستفقدين بصرك بعد عام إذا أتممت هكذا –ولأنها تحبّ الخياطة بأنواعها فأنا أفتح على صفحة التّصاميم لفساتين جزائرية تقليدية فتفرح و تضع نظّاراتها و هي تحاول أخذ فكرة عنها ... و لم أخبرها أنّني ذات يوم انشغلت- برمّانة الأستاذة جيجيكة لساعات فشممت رائحة احتراق طعام فقلت في نفسي / هذه الجارة رغم أنّها ربّة بيت إلاّ أنّها تحرق عشاءها باستمرار و الحمد لله أنا عاملة و رغم ذلك أوفّق بين البيت و عملي ---أكيد جارتي ستلجأ إلي لتطلب منّي قليلا من طبق –البرّانية - حمص مع باذنجان – لا بأس فأنا أطبخ دائما عملا بتطبيق قانون والدتي --- كلّ سيّدة في بيتنا عليها أن تحسب حساب ضيف محتمل ---مثل عادات جدّاتنا --- ربّما يمرّ على الدّيار عابر سبيل و عليه أن يجد ما يأكله ---
عموما أنا باستمرار أحسب حساب ضيفين أو أكثر لأنّ جارتي المحترمة قليلا ما يسلم عشاؤها من لهيب النّار ....
و ها أنا قد أنهيت قراءتي لكلّ التّعليقات الخاصّة بأوّل قطرة من الرّمّانة و علي أن أسرع إلى المطبخ لتحضير الأطباق و دعوة الجميع لطبقي المفضّل .... و يا للهول ....
المطبخ يعجّ برائحة الحمّص و الباذنجان المشوي و رائحة الإحتراق عمّت المكان و لحسن حظّي أنّ الجميع كانوا مشغولين بمقابلة شبيبة القبائل مع الأهلي المصري .....
و يا مدوّنات إيلاف لو تعرفين كم سررت بطبق جارتي المسكينة و هي تنقذني من الفضيحة الـّتي أوقعتني فيها......
و حمدت الله أنّ الشّبيبة فازت و لم يتفطّن أحد منهم أنّ العشاء تغيّر فجأة و صار شربة إلاّ في اليوم الموالي و حين سألوني كيف اختفت-- البرّانية – ادّعيت المرض و أشرت إلى حلقي أي أنّني مصابة بالتهاب اللّوزتين لا أستطيع الكلام و كلّ من يقربني يصاب بالعدوى ..........
بعد ذلك بمدّة غرقت في قراءتي لموضوع كان للأخ محّمد شحاتة هنا في إيلاف و كان حول وفاة والده رحمه الله ---صراحة كنت أفتح على الموضوع يومياّ و أبكي بصمت حتّى لا يسمعني أولادي --- تأثّرت كثيرا لوفاته و شعرت بحرقة في قلبي على رحيله خاصّة أنّه لم يكن أبا عاديّا ...حزنت عليه و تخيّلت حزن أخينا المدوّن محمّد شحاتة و هو يواجه هذا المصاب ....في إحدى المرّات و أنا أقرأ تلك المرثية المؤثّرة اتّصلت بي زوجة أخي تخبرني أنّ أختي الكبرى نقلت إلى المستشفى إثر هبوط حاد في الضّغط لكنّ هاتفي كان في مكان لا يراه أحد و لا أنا ....و طبعا لم أعرف شيئا عن الأمر لأنّني في الصّباح غادرت إلى عملي و نسيت هاتفي و لم أعرف أنّ مدوّنات إيلاف أوقعتني في ورطة أخرى إلاّ عندما جاءني أخي يخبرني بنفسه أنّ أختي مريضة جدّا و أنّهم قلقون بشأني و هاتفي بلا مجيب ....
فهل عرفت يا مدونات إيلاف كم كنت قاسية معي ؟؟؟؟؟؟
ماعدا ذلك فما أحلى الغرق في هذه الصّفحات الجميلة و كتابات الإخوة المدوّنين الهادفة و الّتي تطلعنا على الجديد و المفيد دائما فتحيّة للجميع دون استثناء....
أختكم ليلى عامر .... 2010-10-25
التعليقات (0)