جاكسون .... مات ...رحل الملك ... غادرت ايقونة البوب .. عناوين كثيرة طالعتنا بها وسائل الاعلام بمختلف اتجاهاتها وانتماءاتها ..: منذ اسبوع تقريبا كلما طالعت صحيفة او استمعت الى نشرة للاخبار لابد وان يبادرني خبر عن رحيل مايكل جاكسون...
عجيب امر الناس في زماننا ، هل بات كل ما يهمنا هو موت جاكسون ، هل اصبح موته هو الترنيمة التي نجتمع على نغماتها ، هل اختزلنا كل ما نمر به من ازمات ومعارك في موته ، ام هذا هو ما نسميه الهروب ، هل نحن فعلا نهرب من مواجهة ما نمر به من ازمات وصراعات بالتطبيل والتهليل لمثل هذا الخبر ..
انا اخاطب المجتمع العربي ... المجتمع المسلم ..هل بات جاكسون اهم لدينا مما تمر به المنطقة العربية من ازمات .. هل بات موت جاكسون اهم مما يجري من احداث في ايران ...
لقد تساءلت وانا لست من هواة الاستماع الى الموسيقى عما يمثله جاكسون لاهل الغرب فاذا به يكاد يطال هامة كبرائهم وعظمائهم بل تتضاءل الى جانبه هامات الكثير منهم سواء كانوا ساسة او علماء او كتابا .. فقلت لنفسي هذا شأنهم .. لكن ما شأن اهل جلدتي وابناء عمومتي من العرب واخواني من المسلمين ..
سؤال لم اجد له جوابا الا في اننا افتقدنا القدوة الصالحة واصبحنا نبحث عن قدوتنا خارج معتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا .. تشبثنا بقدوتهم ونسينا قدوتنا ...وتذكرت قول طه حسين حين قال ان علينا ان نقلد الغرب في كل شيء حتى في الفضلات التي يخرجونها الكلام بمعناه وليس نصا - فهل نحن الان ننفذ وصية طه حسين ؟! لعلنا تركنا كل ما ابدع وتمسكنا بهذه ..كعادتنا نتمسك بما لا يجب ان نتمسك به .. ونبحث عما هو غريب عنا ..
ذكرني موقفنا هذا من جاكسون بعم ابراهيم العربجي { سائق العربة الكارو}في بلدتنا الصغيرة وموقفه من حماره الذي دأب على ان يشركه دوما في كل ما يشغل باله متخذا اياه خليلا وجليسا .. بل مثلا يحتذي به في كثير من الاحيان .. وما تلقاه مرة الا ويتمثل بافعال حماره ويحدثك عن جميل صنيعه معه وهذا لا يعني التقليل من شأن الحمار.. ولكن المقصود هو اتخاذه قدوة ومثلا فيما لا يمكن ان يقوم فيه بمثل هذا الدور ومن غريب ما سمعته منه يوما عندما دق الحب بابه ..وانعم عليه القدر بصحبة محبوبته صحبها على ظهر عربته وعندما اهتزت مشاعره وفاضت بمعاني الحب والهيام على وقع خطوات حماره الراقصة .. صاح فرحا يغني ....انا والحمار وهواك ...
التعليقات (0)