أنا ميت وأنتظركِ كي تحييني / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
صحيفة قاب قوسين الإلكترونية 24/1/2014
......................................
القططُ التائهة في ممالك الصقيع
يستأجرُ الليلكُ مشاعري في حفلة الحزن
وكان الزبدُ بندقيةً مأجورةً
يا جُرحاً باعه العشاق في المزاد العلني
زيِّني حقيبةَ السَّفر يا زوجة الخريف
وارحلي باتجاه غِناء الطيورِ
التي تظلل جثماني الخامس
ضوءُ الأحزان يُقشِّر جمجمتي
كالبرتقال النازف هديلاً للغرباءِ
وظلالاً للعشاق الجدد
فكن واثقاً بالذكرياتِ
لتصبح شاعراً بين حدودِ اليمام وحدِّ السِّكين
ولا تبكِ أمام قبر أُمِّكَ
سَيُولَد الموتى من جروحِ السنبلة
فَعِشْ في قلب الإعصارِ
ليرحمكَ الإعصار حين يحرق ذكرياتكَ
على قرميدِ الأكواخ
العصافيرُ ترمي عَرَقها في عِطْرِ الجنون
الزمانُ والمكانُ سجنان
والموتُ يحرِّرنا من أنفسنا وقهوةِ المساء
كلنا متعادلون كنظرياتِ الكيمياء
نتساوى في الموت العادل
تتمردُ أبجديتي على قصيدتي
والليلُ يَنسخ قصائدي
على رصاصةٍ مطاطية
نذوِّبُ رفاتَ البحيرة في إبريقِ الشَّاي
لكي نَهْربَ مِن الصور التذكارية
كُن صديقي يا ضبابَ القصيدة
واحمل نعشي تحت قمر المدن الغريبة
وسجِّل قلبكَ ضد مجهول
وابكِ على الذين ماتوا
يحملونَ جنسيةَ الأعشاب
ليست أشلائي ذهباً لكنها تَلمع
والذكرياتُ دبابيس من برتقالٍ
ستولد دموعُ التفاح في ليل الشتاء
سأنتخب حزني قبل رحيل المطر
إلى ظلالِ السيوف
وحين تحترقُ رمالُ قلوبنا بالحبِّ
سيكتبُ الموجُ على الحطبِ البارد أسماءَ العشاق
وحين يدسُّ القمرُ السمَّ في ذكرياتي تموتُ فراشاتي
فأولدُ شمساً تصقلُ أضرحةَ الكريستال
أيتها الغريبةُ التي تصبُّ دموعَها
في أباريقِ الفخَّار
وتسكب دماءها في كوب العصير
اختفت ملامحي
لأن الضبابَ زرع الليمون في جسدي
سيخونكَ أسمنتُ الذاكرة
في ممرات الكهرمان
فلا تعشق غير حزنكَ المعدني .
التعليقات (0)