مواضيع اليوم

أنا من ضيع في المفاوضات عمره!

مالك الحزين

2010-08-25 02:04:54

0

أنا من ضيع في المفاوضات عمره!

قال رفيق النتشة ممثل الرئيس الفلسطيني: قد بات معروفا لدى الجميع أن فلسطين لن تدخل في المفاوضات المباشرة إلا بعد وقف إسرائيل لاستيطانها، ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات من هذه النقطة غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعمل بعد دقائق من بدء هذه المفاوضات علي إعلانه لموقف آخر كما هو معروف عنه وهذا ما سيجعل وضع هذه المفاوضات غير مريح حيث ستعمل إسرائيل علي إفشالها من أجل تحقيق مطالبها عبر قوة السلاح التي تستخدمه، مؤكدًا على قدرة الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الدولية علي الضغط علي إسرائيل من أجل وقف استيطانها إن هم رغبوا في ذلك.
بهذه الكلمات يدخل المفاوض الفلسطيني معركة بدأت منذ أكثر من 18 عاما ولم تنته، وقد كنت في صغري أسمع الأخبار عن تلك المأساة التي تسمى المفاوضات، وكنا في وقت من الأوقات نستريح إلى تلك الكلمة، التي كان من الممكن أن تؤتي ثمارها لو أننا كنا نعقل تلك العقلية التي أمامنا، ولكن نظرا لأن حكامنا كانوا يخدعون بالكلمات المعسولة من جانب "ماما أمريكا" فقد منوا أنفسهم بأن المفاوضات هي الطريق الأسلم لنيل المطالب الشرعية للشعب الفلسطيني، زاد من ذلك اليقين لدى صانعي القرار العرب أن مصر أخذت أرضها عبر المفاوضات، ويا ليت شعري، هل يفهمون أن مصر ضحت بأكثر من 68 ألف من خيرة شبابها من أجل الوصول إلى تلك النقطة، ومع ذلك فحتى لو راح ضعف هذا العدد ولم يكن هناك تحرك على الأرض لما تزحزحت إسرائيل قيد أنملة مما احتله.
أقول هذا الآن حتى نكون واعين تماما أنه كلما ضاقت الدنيا بإسرائيل سواء بضغط داخلي من الجبهة الفلسطينية أو بضغط خارجي لتحسين صورتها لجأت للمفاوضات، حتى تأتي حكومة جديدة لتنسف ما سبق من وعود قطعتها على نفسها الحكومة السابقة، ولتقتنص التنازلات التي قدمها المفاوض الفلسطيني.
إن إسرائيل ليست بالدولة الغبية حتى تترك أرض فلسطين لأهلها وقد سلبتها في غفوة من العرب، ولكنها سوف تتبع كل السبل من أجل تضييع الوقت حتى يتم إزاحة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما في أقرب انتخابات مقبلة، ولو تطلب الأمر فإنها سوف تغتاله، وهي أساليب متبعة لدى اليهود والكل يعلمها.
لكن الذكاء الذي يتمتع به المفاوض الإسرائيلي هو أن يترك كرسيا فارغا بجواره يتكئ عليه عن اللزوم، وهو كرسي اليمين الإسرائيلي، بأنه لن يرضى بتلك النتيجة وسوف أكون في موقف حرج أمام شعبي، ويقول للمفاوضين الفلسطينيين: أرجو أن تتزحزحوا قليلا كي لا يتسبب لي حرج في تلك النقطة، ولطيبة قلبنا نتزحزح ونتنازل، فنحن هكذا إناس طيبون، ولمؤاخذة كما يقول المصريون: "ناخد على قفانا بس بمزاجنا".
ما أردت أن استحضره هنا هو أننا من الممكن أن نستفيد من الشقاق الحادث بين فتح وحماس، أو بين ذراع المقاومة وذراع المفاوضة في فلسطين، وهو أن نتذرع مثلهم على الأقل بأن هذا لن يرضى به الشعب.. فهل أخذنا العبرة أم أننا سنظل نضيع عمرنا في مفاوضات لن تنتهي؟!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !