بعد الغياب عادوا،على هذه الطاولة التي تتمرجح بشعل الشموع ينتظرها ،هذه الليلة ينتظرها بعد ما تقرع ساعة المدينة، تناديهم لتلاقي،يدعون أعباء تعب العمل خلفهم ومحملين بالمشاعر التي تثيرهم لتلاقي، لم يكن الحضور فقط يُكملهم حتى الأسامي تكمل هذا الفيض من المشاعر كالبركان، البدر نُورهُ ولا واو تفصل بينهم،حين التلاقي،
عيناه تُقبل عينياها وحديث الليلة يبتديهُ أني لا أرى من النساء سواك، ترى ماذا فعلتي بي وسرقتني من فتيات قبيلتي ، فأنا لست بصانع كلام ولا شاعر لأشعر بكل أنثى تقع أمام عيني أو رسام يجسد خيال أنثى ويعشه معها ويرميها في المرسم، بل صُنع من أجل أنثى واحدة، وهي أمامي الان .. سيدتي من حسن حضي أنك تحمليني في قلبك،والعرش لي وحده من حسن حضي أهتني بك حتى في المنام ، الغياب حل بي ولا شيء بيدي،بؤس الحياة من دونك عذبتني ولا أحد يروي عطش الغياب سوى رؤيتك هذه الليله، التقينا بعد ما ازداد عمري من الشوق، لم أنساك وكنتِ حاضرة في تفاصيل الدقيقة، بين كتبي وضعتك، وفي قلمي كنتِ له حبر، وفي أرجاء الغرفة أتنفس عطرك، لم تغيبي عن خيالي لم تغيبي ..أراقب تقلبات سلسلة التواريخ وفصول السنة لأنتظر موعد الانتهاء وأعود إليك، كتبتك عنواناً لكل مذكراتي جندي عاشق ولكن..طال الغياب،الحديث يطول عن معك ولن أفي بقدر ما أحمله في صدري لك من مشاعر، أصوات الرصاص كانت تعلوا من مسدسي كل صباح إلا أن ثبت الهدف ولم تقتل ما في داخلي من عشق ناقع،أنا رجل صلب لا اخشى سوى غيابك لا أستحمل هذا الصمت.
حدثيني ماذا حل بك غيابي ، لتثير كل ساكن في جسدي،و تخلدي ما على الأرض رجل سِوي ..
:سيدي أنا لستَ أنا في غيابك ..
مللت الانتظار، وأصبحت حديث عيني ، المتصل بالقلم
كتبت عن عينك التي كنت لها مرآتي ، كتبت عن الحديث الذي لا يستطعم إلا بـ القٌبل
كتبت عنوان غيابك .. مازلت أتذكر وجودك.
كنت أنت السيد المجهول في كل قصة، أجدد لك الدور،ولم يعلم أنك جندي العاشق عبر عبارة الجيش، كنت لا أرى إلا سواك،
ذبلت وأنا في اغضان الزهور، لم يُعد يروني مشاهدة أي رجل، كنت أنتظرك كل شهر عبر نافذة شرفتي انتظر القمر يصبح بدر وأحدثه عنك، أنه الغياب جعلني أتأوه شوقاً، رائحتك كنت اتشنقها كل ما رأيت البدر، تأخذنني إليك كل ما شاهدت القمر مُكتملاً ، إلى أن أكتمل الحضور وأصبح الآن أمام عيني،ويدي تحتضن يديك
ماذا أسقيك الليلة وأرويك عطش الغياب، ترى ما هذا يمتع مسامعك وأعزف لك،
قل لي ..وأنا وكلي تحت معصميك .
حبيبتي ألم تسمعي العزف المنفرد على الأجساد،متعة السمع في الأرض ، أشهد أن الاناث ماتوا في عيني وأشهد أن لا عزف يمتعني سوى العزف على جسدك ،ومشاهدة عينيك، رائحتك عطراً خاص مثير انتشيه، سأمتص كل نسمات التعب والوجع الذي كرسه الغياب..
:يا عشقي الابدي لم أجد متنفس يصلني بك، تخنقني العبرة ولا أعلم هل ستطيل في حسبها حتى ارتميت بك هذه الليلة ..
أعطيك روحي رغم التعب الذي حل بي بعدك والعناء المرصوص على كتفي
أريد أن احتضنك كي لا أفقدك مرة اخرى ..
:أميرتي كيف افقدك وأنتِ في روحي، ارتوي بالتفكير فيك، كل ما في الحقيقة أني
اخشى الضياع من بعدك، لروحك نقية تستحق هذه الوردة ومن أجل قلبك أحببتك
: كيف للورد أن يهدي ورد
أنتِ وردة التي قطفها لي القدر من بساتين العالم، ولن ادعك تذبلين بغيابي.
أحببت شهر فبراير لإهدائي هذا الوردة الجوري،
:إن الورود قبل أن تزهو تميل وتبحث عن مأوى وكيف إن مالت جوانح انثى وكبريائها اتجاه من أروها .
:اعدك لن يمسح هذا الماء من عينيك سوى يدي، أعدك بالبقاء من كل شهر أعدك لن أكون إلا لكِ
: ولن لا أكون أنثى إلا في احتضانك…
هذه الليلة يحتفل كل ما في الكون معي،أنها ساعة الثانية عشر انقلبت اجراس ساعة المدينة إلا موسيقى، لتزف حضورك إلي بعد الشتات، فكلي كان يتحدث عنك وصفحاتي الماضية تنتهي بالاستفهام عنك !
هذه الليلة ولا لليلة من ليالي العشاق لتعيد للبدر نورهُ الضائع،
هل سمعت الجزء المكمل من قصص العشاق القديمة الميتة بلا لقاء.
هذه الليلة كلانا بلا قيود نصمت سويا أو نضحك ،الطقس صحو بلا سحاب ..
انتشي رائحة صدرك الان فكنت ضمن مفقودات التي ضاعت مني وسعدت بعد إن وجدت صوتك يتغلغل في أُذني ويهمس لي أحبك.
:هذه الوردة قطفتها لك وجدتها على قارعة الطريق تشبهك خذيها علها تعجبك
: أحسدها .. كونها كانت يدك تحتويها كما تحتويني الآن ولا مسافات بيينا
باختصار الطويل غياب البدر لا يبرز النجوم .
بقلم / نوره شنار
iglt#
Norashanar@
التعليقات (0)