أنا رجل غير صالح للحبِّ
عبد الوهاب الملوح
مرحبا أيها الموت أحيانا ؛
ننتظر ك دائما تأتي من بأمر وطني
أنت أجمل من الذين تسيل ضحكاتهم من دمائنا
أجمل من أن نكون أحجار دومينو تسّاقط بين يدي كلاب تتآمر على طاولة نهار متعب وتتآمر على تلاميذ لم يصدقوا بداغوجيا سبورة الاملاء ؛
مرحبا يا شتاء 2010
كنت قاسيا
كنت جادورا
كنت باكونينيا
أول مرة يكون فيها الشتاء تونسيا بامتياز؟
جفت الروح من صباحات مائها
الصمت مشجب في الغياب
العبوا أيها الصبيان وشاكسوا النكد اليومي المنظم
العبوا بأعصاب من يشدون أوتار الشارع ؛
على مشارف قهوة الصباح كنت أعد حقيبة للهجرة من دمي
وأخري للعودة بصرخة تروتسكي للدفاتر الأولى ؟
لمراسلات العرجاء مع لينين
المحطة عاطفة تفشل في النسيان كل مر ة
مازلت أتفرغ لحزن غبي
دونما حاجة لنظارات سوداء
دونما حاجة لحيرة هاملت
دونما حاجة لأداء دور الضحية
دونما حاجة لمساندة تظاهرة للبوليس السري يطالبون بنقابة داخلية ؛
لست في حاجة لمن يستعمل منديله من أجل هيبة مفقودة
هل قلت لكم ان اللابتوب يتوقف عن الكتابة حين لا وعي
الوعي في لسان العرب نباح الكلاب وهو أيضا انتفاخ الجرح وازرقاقه
وعَّى الجرح بلغ أشده ؟
أنا رجل لا أصلح للحب
اللقيط من أزمنة الصمت البربري
من أزمنة العهر البري ولا علاقة للأمر بليفي شتراوس
وأنت امرأة تتجدد آمالا
كما تكبر مستحيلا
آخر الليل أنت
هدف الانتصار في الوقت البدل الضائع
دانتيلا شرفات المساء
سؤال العزيز عن يوسف في السجن ؛
كيف أقولك
الممر إليك معابر مفخخة
نقاط تفتيش فيما بين الترقوة و الحواس
في النوايا وافتضاح النخاع الشوكي
تشقين الطريق العام
بسؤالك عني
عن موعد منسي في الصندوق الأسود
عن جمهورية للذكاء كما نؤسسها في حصة الجغرافيا
عن علم تتوسطه عيناك بلون شفتيك
تشقين قلبي إلى أكثر من امرأة
أنت وحدك الأنثى فيهن .
تُسقطين نظاما وتُقيمين فوضى عاطفة لا تنسى ؟
كم يلزم من الحزن المبلل بقبلات لم تكتمل
لينبت عشب الشهوة بين المفاصل في الممر المؤدي إلى حديقة العمر
هل كان يلزم
حكمة سيكزوفرينية
ووطن سريري
لأراك
ذاكرة تعلن العصيان
وتعلن أني رجل لا أصلح للحب
لست دراماتبكبا لهذا الحد
أنسى أحيانا أن أقفل الممر المؤدي إلى ما يشبه رجولتي
لن أستثني يدي من خيانة التراب
هذي أصابعي مورطة
وخطاي مورطة
وصمتي مورط
باستثناء صمتي
كم كنتِ صمتي ؟
بعد الآن سوف أكتفي بك ِ
واكتفي بك حريتي في الغياب
كأن شيئا لم يقع أو كأن ما يقع لا يهُمُّ أحدا إلا فيما ليس يهُمُّ الكل
أو كأنه يجب أن يَهُمَّ ليكتمل فكرة خارج السياق
أو يخترق منظومة دفاع أمني تقوم على تأمين فكرة إن القانون في وجهه السليم هو الحاكم في وجهه الحزبي الواحد الأحد الفرد المستبد العمود
وهو البلاد
وهو الرب
وهو القيامة
وهو الشيوعي الاممي
كان لابد من شارع يدخل الليل من جهة البحر ؛ يترك مفترق الطرقات كأغنية أفلتت من تعاليم إيقاعها ؛
كان لابد من جمرة واحدة توقظ النهر من غرق الماء فيه ؛
تأخذه لقهقهة على ضفتيه وعشب يُعاني الجوع بين المفاصل
هل كان يلزم مجازا باراناوي وسماء تصبُّ جهنم ليلا يُروّج للموت ؟
هل كان لا بدَّ من الموت قدَّام العمر؟
قلنا لهم ليس ثمة ما يدعو أن نُصدّق النوايا؛
سيمشي الحصى معنا لتخرج منها ا لشوارع تدخل البحر من جهة الليل
كان لابد من فوبيا الشعب كي يقع الجنرال أسير ما يراه ؟
كان لابد منك لأدرك إني لا أصلح للحب
وان السعادة غالبا ما تنام وحدها على رصيف ميناء مهجور
هكذا تطير ذراعاك نشيدا أمميا
فيم تفكرين الآن ؟
سنأتي بالبن من مزارع غربتنا
التعليقات (0)