أنا ديكتاتور
قرار أتخذته هذا اليوم ... قررت أن أتوقف عن الكتابة ... ليس لأنه لا أحد يقرأ كلامي الفارغ ... لكن لسبب خطير جدا ... هو أن قلمي تمرد علي وأقسم علي بمداده أن لن يكتب حتى أستجيب لمطالبه ... قلمي اتهمني بأنني أمارس عليه الفكر القذافي والفكر الصالحي والفكر البشاري ... ربما أصيب بأنفلونزا الإطاحة بالرؤساء .. لكنني لست رئيسا لماذا يريد الإطاحة بي ؟؟ هل فعلا أمارس عليه الديكتاتورية ؟؟ ... لكن القلم خلق ليكون بين الأصابع ولينفذ الإملاءات وليشتغل بمنطق التعليمات ... - تعليمات الأفكار أقصد - ... هل أنا ديكتاتور ؟؟؟ أنا ديكتاتور؟؟ ... أنا ديكتاتور ... يا سلام ... إحساس جميل ... عزيزي القارئ ... قل في نفسك : أنا ديكتاتور ... بماذا تحس ؟؟ ... لو قلتها مائة مرة ستصبح بالفعل ديكتاتورا ... ستلتصق بعقلك الباطن وسيؤمن بها عقلك الظاهر وستصبح ديكتاتورا في 5 دقائق ... ستقولها مائة مرة وستصبح ديكتاتورا إذن لماذا تلوم من عاشها لسنوات ؟؟ ... .
سآخذ الفكر القذافي كنموذج لأكمل به الأسطر المتبقية في هذا المقال كي لا يقال أنني لا أفهم في السياسة الدولية ... في الحقيقة ما أكتب عنه لا يدخل في علم السياسة الدولية .. وإنما في علم النفس ... لا ...بل في مجال الأدب الساخر ... .
أستحضر هنا مقولة ( للمرحوم ) جون بول سارتر:" الجحيم هو الآخر" ، التي طردني الأستاذ من القسم لأنني أعطيته رأيا مخالفا أو معارضا وقلت له بأن سارتر يمارس نوعا من الديكتاتورية الفكرية في قولته ، لكن الأستاذ أغاضه الأمر ولم يرد أن أتكلم عن سارتر بتلك الوقاحة ( في نظره ) ... لم أكن أعلم أنه أخوه في الرضاعة ...... الفكرية .
الفكر القذافي ينشر خيوطه حتى بمنزلنا ... أبي يريد الأخبار وأمي تريد المسلسل ..وأختي تريد سطار أكاديمي وأنا أريد أن أرتاح من أصواتهم المزعجة ... يرفع أبي صوته على الجميع ويهددهم بإزالة موصل الكهرباء ويأمر أختي بأن تذهب لتحفظ دروسها ... ليتمكن من الحفاظ على رئاسته المنزلية ... ليس لأبي رد فعل معي لأنني بكل بساطة أوافقه الآراء ولا أعارضه ... أنا دائم الصمت ..لذلك يحبني أبي بفكره القذافي ..
الفكر القذافي عشش في أدمغتنا فأصبح كل واحد منا رئيسا لجمهورية نفسه يحاول أن يمارس ديكتاتوريته الخاصة على الآخر ...
سأقف عن الكتابة هنا ولن أكمل المقال ..لا تعارضني ... لا تسألني لماذا ؟؟؟ لأنني ...
كاتب ديكتاتور
التعليقات (0)