مواضيع اليوم

أنا بطلت أحب الاردن ولا احد من الاردن


اليوم الثلاثاء ، الساعة الحادية عشر صباحا 28/6/2011 ، كنت اتابع احد البرامج الخدمية التي تقدمها قناة الحقيقة الدولية ، وهي من تلك البرامج التي يتواصل بها الجمهور مع المذيع من خلال الاتصالات الهاتفية ، التي على الاغلب في معظم القنوات تدر ربحا ماليا وفيرا على القناة من خلال التعاقد والاتفاق مع احد شركات الاتصالات ...

اتصل مواطن اردني ( محروق دمه ) وقال بحرقة الفقير المحتاج ما ملخصه :
ان والده كان جنديا في القوات المسلحة ، وانه في حرب عام 1967 ( النكسة التي اعقبت النكبة ، جاء خبر استشهاد والده ، فنصبوا له بيت العزاء ، واعتبروه من الذين من الله عليهم بالشهادة في سبيل الله والوطن ، مثل الكثير من ابناء الوطن الذين قضوا على هذه الطريق الطويلة التي لم تصل الى نهايتها بعد .. ويقول : للغرابة انه بعد فترة من الزمن تفاجئوا بعودة الشهيد حيا يرزق ، وان ما كان ؛ كان بسبب اشاعة ليس اكثر ..

يقول المتصل : سألنا والدنا وكنا اكثر من 15 أخ وأخت .. عن الحادثة .. وقضية الشهادة .. والتأخير في العودة .. فقتال لهم ما مفاده انه : خلال الحرب ( وكان هذا الجندي سائق دبابة ) تعرضت دبابته للقصف من قبل قوات البغي والعدوان ( العدو الصهيوني ) مما أعطب جنازير الدبابة ( الدبابة دبابة مجنزرة ) مما اضطره الى محاولة اصلاح الجنازير التي اخذت منه الوقت الكثير .. الى ان تمكن من اصلاح الدبابة .. والعودة بها سالمة الى القاعدة .. ومن ثم جاء الى البيت ...

يتابع ابن الجندي الاتصال ويقول .. بعد سنين يتقاعد والدي ( سائق الدبابة المجنزرة ) ثم يصاب بمرض يدخل على اثره الى المستشفى العسكري .. ثم ينتقل الى رحمة الله في المستشفى العسكري .. وأثناء تجهيز الجثمان يتابع ابنه قائلا ( وكل هذا على الهواء مباشرة وعلى شاشة قناة الحقيقة الدولية ليشاهده الملايين من الأردنيين والعرب والعالم ) أثناء تجهيز الجثمان من تغسيل وتكفين .. وجدوا في محفظة الجندي ( سائق الدبابة المجنزرة )ثمانية دنانير أردنية فقط .. ما يعادل حوالي عشر دولارات فقط ..وصورة لجلالة الملك حسين وأخرى لجلالة الملك عبدا لله ..
يتابع المتصل ابن الجندي :
انا واخوتي ،وابنائي .. وجميعهم من الخريجين الجامعيين في تخصصات مختلفة .. لا احد منا يعمل في سلك الحكومة .. ولم يتعين احد من ابنائي الستة ..وجميعهم امامي في المنزل ..يقتلنا منظرهم وهم امامنا بلا عمل ..
الا يستحق احد من ابناء من خدم الوطن ان يوظف في الحكومة .. الا يحق له ان يعيش بكرامة ... لماذا حارب والدنا ولماذا خدم الوطن ..

يتابع المتصل بحرقة .. تدمي القلب : انا بسبب الفقر والحاجة ( الجوع كافر ) بطلت أحب الأردن ولا احد بالأردن ..
الى هنا وانتهى الاتصال .

للحق ان المذيع قد صبر على المتصل حتى يكمل اتصاله وينهي كلامه وفي هذا دلالة : ان المذيع متعاطف مع المتصل ، ويتبنى قضيته ، وانه يريد للعالم ان يسمع ، وربما يريد له ان يعبر عن رأيه في هذا الاتصال ، ولا يعد هذا من نوع نشر الغسيل على أسطح الجيران .

ومن هنا نقول : كيف نبني الولاء وننمي الانتماء للوطن في نفوس ابنائه الجائعين المحتاجين ، على الوطن ان يكون منتمي لنا أولا لننتمي له ثانيا ..ولن نقول كما يقول البعض .. وطني حيث اعلق قبعتي ...ولكن نقول ، من حارب واستشهد وقتل واسر وعذب ، من عمل وزرع وبنى وعمر الوطن يجوع ، ومن جاء من خلفنا ينعم ويرفه ويرفع ، ومن سلب وسرق ونهب يكرم .
إنهم يقتلون الوطن على مذبح أنانيتهم ، ومصالحهم الآنية الضيقة .
الأردن يبنى بسواعد الفقراء .. وينموا بعرقهم وكدهم وجهدهم ..
وسلام على القابضين على جمر الانتماء الى اليوم .

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !