أنا الهارب مني وإليك
إلى أخي وصديقي ورفيقي الشاعر الأديب المبدع (حسين المنجور)
ها أنا الهاربُ مني وإليك
ها أنا المبحر في نصٍ إليك
أيها الهارب قف بي
فوق شطآنِ جمالٍ
بين لفظٍ
بين نصٍ
بين زمارٍةٍ سحرٍ
بين قيثارٍ يدوي
في ثنايا شفتيك
يا بن منجور فهيا
خذني مني وإليك.
أيها الهارب مني
أنت مني وألي
أيها الهاربُ يكفيك
التواري في سحاب الرمزِ
في لفظِ الهروب
أيها الهارب ما ضاقت
لا ولا سُدت بوجهٍ
النبضِ
أفاقُ الدروب
أيها الباحث
خلف النص
في تقليب لفظِ
من تناصِ
في عهود الغابر المجهولِ
يكفيك القلق
أيها الشاردُ من نفسٍ
و من شكٍ
من الأوهام
من ليلِ الأرقْ
أنت يا ديوانُ
تدوينٍ به الشعرُ
اندفق
قف تمهل يا صديقي
يا رفيق الحرف
في ليل الغسق
قف تمهل
فالمدى ما زال يُمضيك
ويمضي
في مدى الأزمانِ
يكفيك فِرارٌ وهروبْ
فأمامَ البصرِ الحاذقِ
مما في وراء الشمسِ
من خلفِ السحابِ الثرِ
في انتعاشاتٍ حروفٍ
باغترابات معانٍ
ألفُ ألافٍ من الأحلامِ
من الأوهامِ
ما زالت تغني وتؤوب
موغلاًُ لا زلت بحثاً
في وراء الشيء
و اللا شيٍ
بالتدقيق والتحقيق
تشتار من النزفِ
يسيلُ القلم المعطاءُ نصاً
من خيوط الشمس
عرشاً من جمالٍ
ورسوماً ذات كولاج
من النبت
ومن نقشٍ
من الأمال و الأحلام
في عذوبٍ من عذوبٌ
أنت لا زلت كما قد كنتَ
حيثُ لا ظلٌ و لا ماءٌ
ولا خيمةُ تأوي من
من شديد الحر
من لهيب الشمسِ
من لفح الخطوب
غير ديوانٍ من الألفاظِ
في سبكِ اغترابٍ
حيث فوق الوطنِ التابوتِ
حذاءُ القبرٍ
الآلافُ الفراشاتِ
في ذهابٍ أو تجوب
وجموع من جنازاتِ معانٍ
أثقلت ظهر انتكاساتٍ
بفيضٍ من مراسيمٍ بكاءٍ
و جراحٍ تهملُ الدمعَ السكوب
أنت مني وألي
في تواشيحٍ وإنشادٍ
عاشقٌ آيةَ حرفٍ
هو قرآن من الأفكار
سِفرُ الشعرِ
يأبى أن يدانيه النضوب
التعليقات (0)