إننا لو نمعن بالقليل من النظر في حال المرأة الغربية ، فسوف يتباهى لنا بؤس الملكة إليزابيث ومارغريت وبياتريكس في ساحات السلطة والقدرة على القيادة ، ولو ندقق في النظر أكثر لتبيّن لنا حزنُ وزيرة الخارجية الأمريكية والفرنسية ووزيرة الداخلية البريطانية والنمساوية ووزيرة الدفاع الأسبانيّة والفرنسية أيضاً وهذا على ساحات السياسة بالتأكيد ، ولو أننا استطعنا أن ندقق في النظر - أكثر من قبل - لأتضحت لنا صورة وزيرة الإقتصاد الفرنسية وصورة وزيرة المالية البريطانية أيضاً وقد أكتسيتا بالتعاسة في ساحات الإقتصاد والأموال بطبيعة الحال ، وعلى أيّة حال ، ما الذي ذكرته قبل قليل إلا غيضٌ من فيضٍ بالطبع ؛ أما الآن فجاوبني أيها المجتمع الغربي - الفاسد المتفسّخ - أوَصل بك إمتهان المرأة وسلبها حقوقها إلى هذه الدرجة !! أم أنّك لا تعلم أنَّ الراديكالية في مجتمعنا أعطت المرأة كافّة حقوقها وكامل حريتها ؟! حتى أنها قد أراحتها من العناء ، فجعلتها تَقرّ في بيتها ، لا تجيد سوى الطبخ والنفخ والتنظيف وجلي الصحون فهذا أطهر لها وأحفظ ؛ وجاوبني أيضاً أيها المجتمع الغربي - لو أردنا التحدث بأحد القضايا - كيف لكَ أن تسمح للمرأة بقيادة المركبات ، وأنت تعلم بأنَّ الأصولية التقليدية لدينا قد أراحتها من هذا التعب وكرّمتها ، ولم تنسَ أنَّ لديها أبٌ أو أخٌ أو زوجٌ أو حتى سائقٌ - إن صعبُ الأمر - يأتِ بها ويذهب ، متى شاء ، وحيثما شاء في بعض الأحيان ، ويعنّفها ويكيل إليها الشتائم عند التأخير صاباًّ جامَّ غضبه اللامبرر ، أو الذي لا ذنب لها به في كثيرٍ من الأحيان !! ؛ فأخبرني الآن أيها المجتمع الغربيّ ، لماذا تصرُّ على إمتهان المرأة وسلبها حقوقها بهذه الشناعة ؟! وأنتَ تعلم بذلك وأكثر ، نظراً لشتّى الدراسات والتجارب التي قد أقمتها على مثل هذه القضايا وغيرها من القضايا من قبل ؛ وأنت أيضاً أيها العلمانيّ - الفاجر - أخبرني فقط ، لِمَ تطالب بتفسخ المرأة وانحلالها تقليداً للغرب - كما نزعم - !! وحتى أنت أيها الليبراليّ - المتمرد - ، لست خارج الإطار ، فإنه لدي عليك الكثير من العتب في هذه القضيّة .
على العموم ، إن ما تحدثت به أعلاه لا يمكن له إلا أن يكون قلباً للحقائق والوقائع طبعاً ، ولكننا مهما تفنّنا في تقليب الواقع لن يكون لنا مناصٌ للهروب منه ، وسنُصفع به عاجلاً أم آجلاً ، لأننا وكأيّ بشرٍ على هذا الوجود ، وُلدنا مجردين من التمييز ، ولكننا تلقنّاه من دون البشر تقريباً ، فلا نعلم إلا الرذائل التي قالوا لنا بأنها الرذائل ، والفضائل - وأقصد الفضائل والرذائل الفكرية لا الأخلاقية - التي سمعنا أنها كذلك ، ولم نتعلم القبول بالتغيير !! فكيف لنا أن نستطيع التغيير والإصلاح وننادي به ؟! ونحن لم نحاول إصلاح الجذور أولاً ، قافزين محاولين أن نصلح السطح ، وهل هذا يعتبر من المنطق أيها الأعزاء ؟! لا قطعاً فإنه وعلى ما أعتقد لا تغيير في السطح إلا بتغيير الجذر أولاً ، فعلى هذا أودّ المناشدة لإعادة النظر في الأفكار ومراجعة الذهنيات ، بدءاً من الآن ؛ واسمحوا لي أيضاً بأن أُعيد صرخةَ المفكر عبدالله القصيميّ - رحمه الله - وهو يقول مناشداً بكلِّ أسى: (( يا شعوباً أنهكها البحث عن الفضيلة ! جربي البحث عن الرذيلة – فقد تجدين بها ما تفتقدين من فضائل )) ، وأنا أعتقد بذلك أيضاً ، لأنه لو بقيت الرذيلة هي الرذيلة ، والفضيلة هي الفضيلة ، لن نستطيع التغيير ، فإلى متى أيها المولود ؟! تنظرُ إلى مستقبلٍ موؤود ؟! أسرع أيها الإنسان .. فليس في الدنيا خلود ..! [ إنتهى ] .
أما الآن
فأترككم معَ ملائكيّة فيروز وهي تشدو بغناءها
http://www.youtube.com/watch?v=MgvQ-rOSy2M
محمد الفديغي - الجبيل الصناعية
التعليقات (0)