أنا احب امي
دخل المكتب بخطوات خجولة، نظر حوله بتوجس، تعانقت نظراتنا، تقدم مني مبتسما كما لو انه عثر على وجه استانس له ،ادخلته غرفة المكتب رغم انني كنت مغادرة، حيٌاني بأدب استلطفت حضوره ،لم يكن يتجاوز الثانبة عشرة عاما، البسمة المرسومة على وجهه البريئ ، استشفت نفسي منها ألما نائما في روحه
سيدتي،،، ادري هكذا يجب ان نقول امي ربتني جيدا تحبني ، تحبني كثيرا ،عصبية سريعة النرفزة لكنها حنونة، انا ادري اشعر انها تحبني لكن لكن ،،،،، و صمت فجأة انحدرت من عيناه التي تتقد ذكاءا دمعة ،كم تالمت لها شعرت ان ثمة الم كبير يفوق احساس الطفل
فهمت اسمك منير اليس كذلك؟؟
كيف عرفتي ؟؟ ادري انتم تعرفون كل شيئ لهذا اتيت اليك
عرفت من اسمك المكتوب على محفظتك ،ما بها عزيزي امك هل هي مريضة ؟؟
لا لا لكن ،ربما يمكن ان نقول ذلك ،مسكينة تعمل طول اليوم نحن نرهقها و اخوتي
لكن ماذا يمكنني ان افعل لك عزيزي؟؟؟
انا ،، انا لا اريد ان اشتكي منها لكنني ،،،ليختنق من جديد بالبكاء
ماذا تقول في كأس عصير؟؟ ،اهدأ قليلا لا تخشى شيئا
سيدتي ،،،انها تضربنا ضربا مبرحا ،انظري يدي و ظهري ،ما عدت احتمل انني لا ،،،و اجهش بالبكاء مجددا
هل تريد ان نخبر احدا والدك مثلا ؟؟
والدي مات ، ذهبنا عند جدي طردنا ، ليس له الا غرفة و مطبخ يسكن معه اعمامي
لكن ،،، تمالك نفسه ليردف من جديد
امي تشقى من اجلنا و متعبة و لكن ما عدت احتمل ضربها
هل تريد ان اطلب احدا من اقاربك عزيزي
لا لا رجاءا ،سيأحذونا و امي ستموت حزنا بدوننا
و لكن الا تريد حلا؟؟
نعم لكن عندي فكرة ، تذهبين عند امي قولي لها اذا لم تتوقف عن ضربنا سوف تأخذينا منها ستخاف و لن تضربنا ابدا
لكنه ليس حلا عزيزي لابد ان اخبر المساعدة الاجتماعية
لا لا اريد ،انا احبها امي و هي تحبنا، اريد فقط ان تخيفيها ثم انني سأبقى احبها لكن هي متعبة من العمل لهذا هي عصبية لكن ألم تكن هي كذلك صغيرة الا تدري انه موجع الضرب؟؟ و اجهش بالبكاء مجددا
ابقى هنا سأعود ،لحظة
غادرت غرفة المكتب لاعود بكأس العصير، لكنه كان قد غادر المكان ، و الاكيد خشية على امه ، ما اسفني انه لم يكن رغم كل ما كان ممكنا ان احميه من الظلم الواقع عليه ،لا مراكز و لا تشريع يكفل له حقه و غيره من الاطفال، ليعيش في امان كانسان و كم من منير ضل الطريق مازال يبحث عن يد رحيمة ترفع عنه عنفا نفسيا وماديا واقعا على جسده الصغير سيتبعه لاخر يوم في حياته ؟؟؟؟
لا نستغرب اذا ان شب و غيره كثيرون على العنف و الاحساس بفراغ عاطفي و كبت نفسي متى نعامل هذا الطفل كانسان كامل الحقوق ،ليس دمية بين ايادينا أو بئرا نرمي فيه ماَسينا نحن الكبار، ولد للحب و من الحب كل امله ان يعطينا بكل ما في روحه من جمال ، فلما نقتل حب الحياة فيه صغيرا فيشب مكسورا الوجدان كبيرا
التعليقات (0)