ولدت طيراً يرفرف لعنان .. يتطلع لغد يفوق الحلم لأجد صورة لم أتمناها .. السيارات تحيط بنا تركنا منذ قليل حلم لم يتحقق .. أصوات المسجل تعلو لتمتزج مع ضجيج الألسنة .
لم يخطر في ذهني بأني سأقف خلف قضبانك بسبب ضعفي .. تخرجت في كلية التربية أنا ورامي .. نقبنا عن أحلامنا لنجد لافتة ليس لك مكان في عالم الأموات والنقود .
أسقطنا أحلامنا في بئر عميق لنبحث عن بدل .. لنصل لحالة من الصمت والكآبة .. أغلقوا الأبواب لتكن مفتوحة لهم .. عبرنا الطريق والسواد يعانق أعيننا .. لم نتجاوز العقد الثالث ولو تطلع لنا أحد لخيل إليه أننا في العقد الخامس .
أوقفنا ما تمناه رامي ليسقط عنه الأعباء .. والده نجار ووالدته ربه منزل ولديه ثلاث أخوات .. في الصباح يعمل ومع هبوط القمر يجتهد ويدرس ليحمل عبء تعليمه عن والده .. تمنوا رأيته أفضل الناس .. لتكن النهاية ليس لم تطلع بل لم يملك صعود درجات السلم بسرعة البرق .
امتزجت دمائه بالطريق .. ليفر شباب يرقصون داخل سيارتهم يستمعوا لأغاني من كل جنس .. لحظات وصعدت روحه لبرقها لتنل الرحمة من مستقبل أسود .. وماضي مرير .. وحاضر مقيد بأغلال الطبقة المتنمي لها .
ــ محمد لا تفكر في صعود درجات السلم .. ليست لنا أخطو خطوات أخري ولا تفعل مثلي .. وقل لأبي تمنيت أكون ذو مكانه لتفتخر بي .. ولكن هذه الأرض لم تعد لنا .
كانت هذه آخر كلماته .. لتخبرني بما أهرب منه .. كنت كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال .. لا أريد رؤية الحقيقة ..أأتركك وأبحث عن آخر ترتقي بي .. حينها سأتنسي قيمي ومبادئ وأسير مع تجار الموت والنسيان .. أم أكون كأبي وأجدادي وأقف عاجز ..لكن من سيرتقي بكي ؟ .. من لديه نفوذ وأقل منا ذكاء وخبرة .. أم أخرون جاءوا كي يسلبوكي .
النهاية أَقتلَ أو أُقتل حينها ستحتضنني رفاتي .. كم أناس في عداد الأحياء ولكنه أموات قلوبهم بنوك ترصد الصادر والوارد .. لكني لن أكون مثلهم .
هيا حطمي قضباني لأطير وأرفرف لعنان الأحلام .. لأنل ما تمنيت ليس هناك من أذكي منا ..ألن تجيبي ستظلي هكذا صماء بكماء ترين ولا تتحركين .. هيا حطمي القضبان وساعد من جرح جناحيه ليطير .. أجيبي قبل فوات الأوان ..هذهأرضنا ونحن من سيبنها.. .. .. .. .. .. .. .
التعليقات (0)