قبل ثلاثة أيام سمعنا صوت احدى الأمهات على شاشة الجزيرة كشاهدة عيان تقول ان الجنود الاسرائيليين يتجولون الأن تحت العمارة التي تسكن بها في حي تل الهوى في مدينة غزة. أراد المذيع عبثا أن يخفف من هول الخبر الذي قالته السيدة فسألها: هل تسكنين في أطراف تل الهوى؟ فردت عليه اني أسكن في أحد الابراج السكنية في قلب تل الهوى، وقبل أن تكمل كلامها أغلق المخرج الخط الهاتفي بالترافق مع كلمات المذيع التي غطت على آخر كلمات تلك السيدة
بالأمس كنَا على موعد وعلى ذات القناة مع السيدة أم علي كشاهدة عيان من شقتها في الطابق السادس في أحد الابراج السكنية تستغيث وتطلب النجدة..حاولت مذيعة القناة أن تسألها أسئلة تجعلها تجيب بما يتناسب مع توجه القناة التي فتحت جبهة أخرى لها علاقة بكل شيء إلا بحقيقة ما يحصل في غزة
أم علي أخذت راحتها في الحديث واختصرت ببضع جمل حال غزة الأن، ولا أدري كيف أن المخرج لم يقطع الخط الهاتفي..أظن ان خللا ما قد حصل لا بل اني متأكد من ذلك جدا، لأن كلمات أم علي ألقت بكل عنتريات الاسلاميان خالد مشعل ورمضان شلح وزملائهما، ومعهما اليساريان نايف حواتمة وماهر الطاهر، والقوميان أحمد جبريل وربيبه أنور رجا الى حيث تلقى النفايات التي لا قيمة لها، وقبل هذا كله فقد فضحت أم على لا مهنية القناة والقائمين عليها حول اصرارهم على مقاومة وصمود لاوجود له
أول ما طلبته أم علي عبر الجزيرة ان ينقذوها هي وابنائها من خطر الموت الذي يحدق بها، وطالبت القناة أن تهتم بحالتها قليلا وقالت في الصباح وحين قُتل سعيد صيام أقمتم الدنيا ولم تقعدوها، فلماذا لا تعطوني وأولادي قليلا من ذلك الاهتمام
تابعت أم علي في الحديث عن المقاومة، انه لا يوجد مقاومة، فقط بين فترة وأخرى يطل أحدهم من بين المساكن ويطلق رصاصة ويختفي، وطلبت بعدها أم علي من أبو مازن وسلام فياض أن يأخذاها الى رام الله، وقبل أن تنهي كلامها "كفرت" بفلسطين وطالبت ممن يسمع مناشدتها أن يساعدها على الخروج من خطر الموت الى أي مكان فلم تعد تريد فلسطين ولا العيش فيها
فندت أم علي كل أكاذيب وتخاريف المحلل الاستراتيجي الذي وجد في مآساة غزة فرصة سانحة لقبض المزيد من المال مقابل تحليلات وهمية يُكذبها وببساطة هزائم الجيش الذي انتمى له المحلل يوما، ومعه كل جيوش العرب
أم علي فضحت مشعل وأكاذيبه عن صمود أهل غزة واصطفافهم وراء المقاومة، فعن أي مقاومة تتحدث يا مشعل، وعن أي اصطفاف شعبي خلفها، فالشعب في واد القتل والجوع والقهر والحرمان كما أم علي وأولادها، ومقاومتك يا مشعل في أنفاق جُهزت بكل ما يحتاجه الانسان ليعيش مرفها، وبعيدا عن الخطر
أي مقاومة يا مشعل تلك التي تتحدث عنها، وأي اصطفاف شعبي خلفها، وكل الشعب قد أخذتموه رهينة لأجندتكم وأجندة أسيادكم في دمشق وطهران، فلا أحد ينتصر بدون شعبه، وحال غزة اليوم تحت سطوة عصابتك، كحال بغداد عندما كانت أسيرة في قبضة الديكتاتور النافق صدام حسين، فهل قاومت بغداد حينها يا مشعل؟ حتى تقاوم غزة الأن
لا يقاوم إلا الحر والحر فقط يا مشعل، وغزة أسيرة منذ زمن تريد الخلاص منكم لا أكثر ولا أقل من هذا، وأستطيع القول واستنادا الى كلام أم علي وغيرها العشرات من أبناء غزة ممن أتحدث اليهم يوميا، بأن دماء الأبرياء التي سالت في غزة لن تذهب هدرا إلا في حالة واحدة فقط، وهي ان تكون نتيجة الحرب على غزة هو الخلاص منك ومن قادة عصابتك الذين أصدروا تعميما لكل عناصرهم بأن يقتلوا وعلى الفور كل من يُبدي شماتة بقتل سعيد صيام، فقل لي "بربك" ماذا يعني هذا التعميم؟
نعم يا مشعل..فعنترياتك الجوفاء، وجرائم أفراد عصابتك بحق شعب غزة، وقهرهم لشعب غزة في كل شيء، واذلالهم له، لن يأتي بغير هذه النتيجة، فمن يزرع شوكا لن يحصد إلا الشوك، وظلم ذوي القربى أشد مرارة يا مشعل، وانتظر يا مشعل فيما لو سمحت الظروف على الأرض بانهاء سيطرة أفراد عصابتك على الأوضاع في غزة، كيف سيرمي شعب غزة زملائك في غزة بالأحذية حالهم حال أبناء بغداد مع ديكتاتور العراق حين نالت بغداد حريتها، هذا اذا لم يكن السحل في شوارع غزة مصير كل أفراد عصابتك، تماما كما سحلوا هم أبناء غزة ومازالوا، فكما تدين تدان، ولذلك تجدهم يخشون شعب غزة أكثر بمليون مرة مما يخشون اسرائيل
فضحت أم علي أيضا كل الدجل الفضائي، وكل الارتزاق باسم التحليل
العسكري والاستراتيجي، وأوضحت أم علي لكل العالم بمن فيهم كل اؤلئك الذين نقدر مشاعرهم جيدا وتظاهروا لنجدة غزة، دون أن يعلموا أن المطلوب أولا وقبل كل شيء نجدة غزة وشعبها من عصابات القسام وما يتفرع عنها من أذرع مافيويةلست فتحاويا، ولا أتشرف نهائيا بفتح وفسادها، وأعتبر أبو مازن رئيسا فاقدا للشرعية بعد انتهاء مدة رئاسته القانونية، وفشله في انجاز أي شيء لشعبه، ولذلك فاني ومن كل ما قالته أم علي اعتبر طلبها من أبو مازن وسلام فياض أن ينقلاها وأبنائها الى رام الله طلبا في غير محله، بسبب العجز الكامل الذي يعتري أبو مازن ورئيس حكومته سلام فياض، أما فيما تبقى من حديث أم علي فانه أكثر من كاف حتى يصمت الجميع
التعليقات (0)