أم سلك ؟

أم سلك ؟

الضبابية التي تٌحيط بالمٌنكر جعلت البعض يعيش حالة انكار دائم , أيضاً تغيير المٌنكر باليد جعلت البعض يرى نفسه وصياً على الناس وحارساً للفضائل وممثلاً لله في ارضه , تلك هي المشكلة الحقيقية التي يعيشها المجتمع السعودي منذ ما يسمى بالصحوة التي لم تكن صحوة بل غفوة وغيبوبة جماعية جعلت من المٌباحات مٌحرمات ومن المرأة والمشاركة الشعبية والحقوق والحريات شياطين وكٌفرٌ بواح !

المرأة التي أنكرت ما ليس بمنكر في أحد المنتزهات ليست الوحيدة في عالم النسوة وليست آتيه من كوكب أخر بل هي من أبناء هذا الوطن قادها الفكر المتطرف الرافض لمظاهر الحياة والفرح لممارسة التسلط فنزعت سلك السماعة تقرباً لله وتحقيقاً لخيرية هذه الأمة كما تعتقد هي ومن يؤيدها من رجال ونساء , تجاوز تلك المرأة لحدودها كفرد ودخولها لمنطقة السلطة يعود لسبب واحد وهو الجهل الذي تعيش فيه فلو أنها تعلم حدودها كفرد وتؤمن بالاختلاف الفقهي في قضايا الموسيقى وغيرها وتؤمن بحريات الأفراد وحقوقهم وتؤمن بالمٌثل والقيم الانسانية ما كنت لتتجاوز وتدخل منطقة ليست مؤهلة لدخولها أصلاً , لكنها كما تعلمت وتربت تعيش حالة انفصام عقلي وتعيش حالة تخبط فهي تؤمن بالقول الواحد وتؤمن بأن تطبيق ما تؤمن به على أرض الواقع يجلب الحسنات ويٌحقق رضى الله عليها وعلى مجتمعها فهي ضحية لمنظومة فكرية موغلة في الجهل والتجهيل والتطرف وضحية لذاتها المضطربة أيضاً .

تلك المرأة  كان بالإمكان أن تكون امرأة واعية متزنة معتدلة تعرف حدودها جيداً لكنها نشئت نشئه غير سوية فهي  بحاجة لجرعات وعي ومناصحة فكرية شفافة لتعود لرشدها التائه في غياهب الظلام , هي ليست الوحيدة في مجتمعنا فهناك الكثير منها رجالاً ونساءً والمجتمع بحاجة لجرعات فكرية تٌزيل اللبس وتٌحرق يرقات التطرف والظلام , أم سلك ظاهرة بحاجة لدراسة فتلك الظاهرة تبدأ صغيرة وتكبر مع مرور الأيام وما الاحتساب في الأماكن العامة وعلى الفعاليات والتظاهرات الفكرية والثقافية والفنية والاقتصادية الا وسيلة يستخدمها الظلاميون لتسويق أفكارهم فيقع الضحايا في وحل المزايدات والتطرف دون وعي وادراك منهم بخطورة ما يمارسونه وما يدعون إليه من تطرف نهايته العودة لعصور الظلام باسم إقامة شريعة الله في أرضه وتحقيق خيرية الأمة  !