عندما تنجح وتنتصر لا تدع أحدا يسرق منك النصر ، هذا هو شعار المرحلة الذي عمل به مبارك في هذه الأيام العصيبة التي تمر فيها الدولة المصرية .
فلقد استطاع مبارك أن يلقن الحاقدين والمتأسلمين وأصحاب الأجندة الأمريكية أمثال " البرادعي " درسا في وقت قاتــل بحنكته السياسية و أن يحفر ويدون اسمه بالتاريخ سيتدارسه الجميع في وقت لاحق من الزمن.
فلم يدرك المتأسلمون والمنتفعون وطماعي المناصب والكراسي وبعض المصريون الذين غيبتهم الحقيقة ولهثوا وراء هؤلاء بسبب عدم إدراكهم ولو لجزء بسيط عن السياسات الداخلية والخارجية لبلدهم التي تقع أمام مطامع بعض الدول ، فأصبحوا الآن لا يعرفون ما يردون أصلا فلقد قدموا مطالبهم بيوم مشهود في25 يناير وطالبوا بتحقيقها كلها ، وبصدر رحب قبلها مبارك ولباها غير منقوصة ....
فلماذا يجلس البعض الآن بميدان التحرير ويرفضون العودة لمنازلهم ولمصلحة من هذه الفوضى والتخريب ؟ وما الذي يريدونه بعد أن وافق مبارك وبدأ فعلا بتنفيذ مطالبهم؟
فهل هي قضية نفوس ضعيفة اشتراها البرادعي وأمثاله من أصحاب الأجندة الخارجية " بوجبة من مطعم " كنتاكي " الأمريكي وكرت موبايل و 100 جنيه ولهذا جلس البعض في التحرير ورفض العودة ، أم لعلهم يردون أن يأتيهم رئيس مصري على ظهر دبابة إيرانية تأتيهم من الشرق أو دبابة أمريكية تأتي من الغرب كالتي حملت حكام العراق ، ظنا منهم بحال أفضل لبلادهم ، فهذا الرئيس الذي رفض الخروج والتسليم وقالها بكل وضوح " أنا مش حسيب البلد وهي والعة لشوية مرتزقة " لا يستحق منهم هذا ، لا يستحق أن يقول الصغار لصحاب البيت " اخرج بره " " والطيارة بتستناك" بهذه الطريقة المهينة ، والله اخجل كعربي عندما أطالع منجزات مبارك طوال ثلاثة عقود من الزمن .
ثلاثون عاما حافظ على مصر شعبا وبلدا بعيدا عن الحروب والدمار ، فمصر من البلاد القليلة التي ظلت ثلاثين عاما ينعم شعبها بالأمن والاستقرار بعد نصر أكتوبر المجيد التي شارك بها هذا القائد صاحب الضربة الجوية الأولي .
فلماذا كل هذا الغباء ..... أليس مبارك من رفض القواعد العسكرية في مصر في وقت قبله أمراء " دويلة قطـر " ، أفيقوا يا مصريون وآن الأوان أن يتوقف هذا الانزلاق الفكري نحو الهاوية وأن يعرف مختلف أطياف الشعب المصري من عدوه الجديد ، فعدوكم ليس إسرائيل فحسب ، بل أصحاب الضربات والأيدي الخفية الذين أشعلوا ثورة مصر بمشاركة قناتهم الحقيرة التي كان لها الباع الكبير في تهييج مشاعر الشعب المصري وتأجيج الخلافات ، بواسطة انتقاء المتحدثين عبر شاشتها وبث سموم الأخبار الكاذبة ، فذلك العدو الجديد طامح لزعامة الأمة العربية بدويلته القطرية الصغيرة وعمالة أمرائــــه.
فمصر الآن تمر بكارثة بكل المقاييس ، فهناك قوي إقليمية مضادة تلتفٌ على مصلحة الدولــة المصريــة التي عاش مبارك طوال ثلاثين عاما في خدمتها ورفعتها وجلب الأمن والأمان لمواطنيها .
فالأهداف النبيلة التي طالب بها الشرفاء وخرجوا بمظاهرات سلمية ومطالبها التغيير أصبحت اليوم مظاهرات عكسية يتحكم بها البلطجية وأصحاب المصالح والأجندة الخارجية .
التعليقات (0)