مواضيع اليوم

أم الجنيهات الذهب

مهندس سامي عسكر

2011-06-11 18:40:31

0

ظلت أم محمد تكنز جنيهات الذهب في (البوشه) وهي إناء من الفخار يوم أن كان الجنيه الذهبي يساوي 97 قرشا مصريا أي أقل من الجنيه المصري قليلا...كان لأم محمد ولدا وبنتا من زوجها الثاني جاب الله ....كان ابنها محمد مشغولا في تجارته ومتزوجا من أمينة ويسكن في بيت خاص كان في هذه الأيام يسمى السرايه مثل بيوت الأغنياء وهو بيت كبير يقع خلف الجنينة الصغيرة التي تزينها شجرة الياسمين العطرة...كانت أم محمد وبنتها السيده تعيشان في بيت متواضع مبني من الطين اللبن مكون من غرفتين وبينهما طرقة صغيرة تؤدي إلى (الزريبه) وهي سكن الجاموسة الملحق بالبيت القروي في إحدى قرى مصر العليا...في كل جمعة كانت أم محمد تذهب إلى حفرة مخفية في حائط البيت تعرفها السيده وتقومان بغسل الجنيهات الذهبية والاستمتاع بعدها مرة وراء مرة...ظل الحال على ذلك وكل فترة تطول أو تقصر حسب الظروف تزيد الجنيهات واحدا أو أكثر....في أواخر عمر أم محمد ولسبب لا يعلمه أحد إلا الله قامت أم محمد بنقل بوشة الجنيهات إلى مكان آخر لا تعلمه السيدة .....هل خافت أم محمد من ابنتها السيدة وظنت أنها قد تفضي بأمر البوشة إلى عبد العليم افندي فأخفت مكانها عن ابنتها الوحيدة؟ ربما!!!!.....مرت فترة قصيرة قد تكون شهورا أو أعواما معدودة نسيت السيدة فيها أمر البوشة وجنيهاتها في غمرة الخطبة لعبد العليم أفندي المدرس الإلزامي (الابتدائي الآن) وماتت أم محمد ومعها سر البوشة وسر مكانها الجديد....لم يكن محمد يعرف أمر البوشة مثل أخته السيدة ...فكان من السهل عليه أن يبيع البيت ليقسم التركة مع أخته حيث لا يمكن تقسيم البيت لأن مساحته لا تسمح....تقدم محمد أبو بسيوني وهو فلاح معدم ليشتري البيت بعد انتقال السيدة إلى بيت عبد العليم وبقى البيت مهجورا تعلوه العناكب...ومرت أعوام أخرى حتى اكتنز أبو بسيوني من المال ما يكفى ليهدم البيت ويبني مكانه بيتا عصريا فيه ماء وكهرباء وشبابيك حديثة...وأثناء هدم البيت عثر على كنز أم محمد....باءت محاولات السيدة وأخوها محمد لاسترجاع الثروة المخزونة بالفشل لأن إصرار أبو بسيوني على نفي أي علاقة لهما بالكنزحال دون ذلك....صار أبو بسيوني من أغنياء القرية وندمت السيدة على ضعف ذاكرتها وتعجبت كيف نسيت البوشة وباعت البيت ولكن كان السيف قد سبق العذل




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !