مواضيع اليوم

أمين جمعية الوفاق البحرينية: النظام يتحجج بالطائفية لمنع التحول الديمقراطي.. والحكومة تحاور نفسها

منير مصطفي

2011-07-23 14:57:37

0

المنامة ـ د ب أ: أكد الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية (ائتلاف شيعي يمثل كبري كيانات المعارضة البحرينية) أن الحكومة البحرينية تحاور نفسها لا المعارضة فيما يعرف بحوار التوافق الوطني مشددا علي أن المعارضة تطالب فقط بـتطوير نظام الحكم وتطهيره لا إسقاطه.
وقال سلمان خلال مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف: إن جمعية الوفاق انسحبت من الحوار لعدم جديته لافتا إلى أنه ليس هناك حوار وطني بالبحرين (وإنما) مجرد مجموعات تابعة للحكومة. والأخيرة قامت بدعوتهم إلي الجلوس لطاولة لترديد الرأي الحكومي.
وأضاف بالتالي كل ما يقال أو ينشر ويروج له بالصحف المحلية عما يشهده هذا الحوار من توافق الآراء وإجماعها علي ضرورة تعيين الملك للحكومة.. هو كذب.
وأشار سلمان إلى أن المعارضة تمثل أكثر من 60 بالمئة من الشعب البحريني وهي ترفض الحكومة المعينة، وتطالب بحكومة منتخبة، لكن الحكومة البحرينية تكذب باستمرار وأحيانا تصدق نفسها.
تجدر الإشارة إلى أن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة كان كلف رئيس مجلس النواب خليفة أبن أحمد الظهراني أوائل حزيران/ يونيو الماضي، برئاسة حوار للتوافق الوطني بين كافة التيارات السياسية بالمجتمع، بعد موجة من التظاهرات قادتها الطائفة الشيعية، لمطالبة الأسرة الحاكمةسنية المذهب بإصلاحات ديمقراطية، غير أن جمعية الوفاق الوطني أعلنت انسحابها منه في الثامن عشر من تموز/يوليو الجاري وبعد أسبوعين فحسب من انطلاقه متهمة الحكومة بعدم الجدية حيال التحاور مع المعارضة.
ورفض سلمان ما يطرح من آراء معارضة له عزيت انسحاب الجمعية من الحوار لأدراك الجمعية أنها لا تمثل غير صوتها، وأن وجود حكومة منتخبة قد يجر البلاد لعواقب وخيمة.
وشدد سلمان قائلا فلنجر استفتاء تشرف عليه جهة محايدة كالأمم المتحدة.. ولنسأل الناس فيه هل تريدون حكومة منتخبة أم معينة، مضيفا من جهتنا سنمتثل للنتيجة لأننا ندرك جيدا رغبة مجتمعنا في وجود حكم ديمقراطي وحكومة منتخبة. إنني أتساءل لماذا الحكومة المنتخبة مفيدة في كل دول العالم ولن تكون غير مفيدة لنا.
وقال إن من يتضرر من التحول الديمقراطي هم الذين يفكرون بعقلية استبدادية ومن ترتبط مصالحهم بواقع الفساد القائم. ولفت الأمين العام للوفاق أن جمعيته وافقت علي المشاركة بالحوار من باب إثبات حسن النوايا وذلك رغم وجود إرهاصات من البداية علي عدم جديته موضحا أن الحكومة دعت 300 شخصية من مؤيديها وعشرين شخصية فقط من المعارضة، ومن الطبيعي أن تكون النتيجة الموافقة بالأغلبية علي ما تطرحه من آراء.
وتابع لقد رفعنامن البداية اقتراحا للملك ولرئيس الحوار بأن تكون هناك مناصفة عددية بين ممثلي الحكومة والمعارضة، ولكنهم رفضوا ذلك كما رفضوا محاولتنا لوضع قضايا سياسية أساسية علي طاولة الحوار لمناقشتها، كوضع دستور جديد للبلاد وتشكيل حكومة انتقالية ومناقشة صلاحيات جلالة الملك وعندها أدركنا أن نتائج هذا التجمع لا الحوار كتبت مسبقا، وانسحبنا.
وردا علي تساؤل حول مساعي المعارضة لتغير نظام الحكم ولكن بطريقة ناعمة عبر صناديق الانتخاب والتي قد تتمخض عن تشكيل أغلبية برلمانية وحكومة منتخبة ذات أغلبية شيعية، بدلا من الحكومة المعينة من قبل ملك البلاد والتي تتكون في أغلبيتها من عناصر سنية، أجاب سلمان قائلا: نحن لا نطالب بإسقاط أو تغيير نظام الحكم، مطلبنا هو نظام ديمقراطي ملكي تكون أسرة آل خليفة هي الأسرة الحاكمة فيه. نحن لا نطالب مطلقا أن يكون رئيس الوزراء شيعي مثلا، لكننا نطالب أن تشكل الحكومة من الكتلة صاحبة الأغلبية في البرلمان لتترجم إرادة المجتمع. وإذا فشلت(تلك الحكومة) في حل قضاياه والارتقاء به ترحل وينتخب غيرها دون النظر لطائفة وديانة أعضائها وإذا انتخب الشعب حكومة سنية بأكملها سنرضي.
وأردف نظام الحكم في البحرين..ملكي وراثي ديمقراطي، ولو كنا نريد تغييره لكنا طالبنا بنظام جمهوري، وبالتالي أقول أن مطلبنا بالتحول الديمقراطي وتطوير النظام وتطهيره وتمسكنا بهذا لا يعني أو يهدف لإسقاط النظام.
وألقى سلمان باللائمة في نشوب الأزمة الراهنة بالبحرين على وجود أطراف متشددة في النظام تحاول إبقاء الأوضاع كما هي دون تغير، وقال أعتقد أن الملك لو ترك بدون هذه الاستشارات السيئة. يمكن أن يكون ملكا أكثر إصلاحا.

تمييز غير مقنن

ورفض سلمان تصوير الأزمة علي أنها صراع مذهبي بين السنة والشيعة لكن النظام نجح إعلاميا في الدفع بحجة الطائفية كذريعة لمنع التحول الديمقراطي لافتا في ذات الوقت لوجود تمييز غير مقنن تعاني منه الشيعة بالبحرين.
لفت الأمين العام لـالوفاق أيضا لمواقف بعض علماء الدين الإسلامي الذين للأسف الشديد بنيت مواقفهم في تأييد ثورة وعدم تأييد غيرها علي بعد مذهبي خاص بهم.
ونفى سلمان تلقي المعارضة البحرينية أي دعم من إيران، وقال: حسب قناعة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية.. القضية بالبحرين محلية..لكن إيران تريد أن تستثمر أحداثها، ونحن وبشكل قطعي وانطلاقا من بعد وطني لا نريد أي تدخل لا من إيران ولا من السعودية.. نحن بالبحرين نريد أن نحل مشاكلنا فيما بيننا.
وتابع: طبعا من يريد أن يساهم في إيجاد الحل.. سيكون مرحبا به من قبلنا أما من يريد تأزيم الواقع واستثماره لصالح أجندات خارجية.. فنحن نرفضه بشدة.
كما رفض سلمان اتهام المعارضة بالتأثير علي الاقتصاد البحريني عبر المسيرات والاعتصامات، موضحا : استراتيجيا ، نحن لا نهدف إطلاقا للتأثير علي الاقتصاد ولكن هناك انعكاسات سلبية يحدثها أي حراك أو عمل ثوري في كل مكان دون قصد أو تخطيط من الثوار أو الناشطين.
وتابع لكن يجب الانتباه إلي أن الاقتصاد البحريني كان متأثرا حتي قبل الحركة المطلبية لوجود فساد يعرقل الاستثمار بالداخل والخارج، وهو ما أدي إلي أن تزدهر مراكز أخري بالخليج اقتصاديا كدبي وقطر والكويت حاليا.. وبدون حكومة منتخبة وخاضعة للمساءلة تدار فيها الأمور الاقتصادية بشفافية.. لن نكون قادرين علي المنافسة مع تلك المراكز.
وأردف: لقد حاول ولي عهد البلاد (سلمان بن حمد) القيام بإصلاحات اقتصادية، لكن الحكومة وقفت في وجهه لأنها لا تشجع الاقتصاد، بل تعمل بشكل معاكس وفق نظرات فردية ضيقة ومصالح جزئية.. لذا شاع الفقر في بعض محافظات البحرين رغم كونها دولة نفطية، نتيجة للفساد الذي يلتهم عوائد النفط.. والحكومة حاليا تقدم مساعدات لما يقرب من 30 ألف أسرة غير قادرة علي سداد تكاليف الحياة الضرورية من ناتج عملها سواء بطريق مباشر أو عبر صناديق خيرية تابعة لها.
وحول تقييمه لموقف واشنطن من الأحداث بالبحرين وإمكانية أن تضغط لإحداث إصلاحات ديمقراطية باعتبار البحرين خط الدفاع الأول بالمنطقة لمواجهة المد الإيراني المذهبي والسياسي، قال سلمان ان واشنطن تقوم بهذا الضغط من الآن ولكن علي استحياء وبشكل رخو، فهي تدرك أن من مصلحتها أن يتم هذا التحول، لكنها لا تستخدم وسائل ضغط كافية لهذا الغرض.
وأضاف ان وجود نظام ديمقراطي شفاف غير فاسد بدول المنطقة كلها.. سيقلل من مخاوف المجتمع الدولي تجاه استمرار تدفق مصادر الطاقة الموجودة بها.
وأردف هناك أنظمة مالكة وحاكمة بالمنطقة تتخوف من أن تؤدي أي دعاوى للإصلاح بأي دولة من دول الخليج للمطالبة بإسقاطها فيما بعد، لذا تقف في وجه تلك الدعوات الإصلاحية ، ولكن عليها أن تعي أنها بحاجة لتحولات ديمقراطية جذرية. والتحول لملكيات دستورية لأن ذلك وحده هو ما سيساهم في استقرارها وبقائها.
المعروف أن الاحتجاجات التي شهدتها البحرين، تم احتوائها بمساعدة قوات مجلس التعاون الخليجي المعروفة بـدرع الجزيرة.
وأكد سلمان أن جمعية الوفاق ستستمر في حراكها السلمي بلا توقف حتي تستجيب الحكومة لمطالبها، لافتا لاستعدادهم المشاركة مجددا في أي حوار مع الحكومة شريطة أن يكون جديا.
وشدد سلمان على أن أحداث الحراك وتداعياتها، أثرت علي العلاقات بين السنة والشيعة في المجتمع،وقال: ترك ذلك أثرا سلبيا علي العائلات من الجهتين.. ولكن والحمد لله لم يصل إلى حد الصدام بين المواطنين. ومن جهتنا نحاول تلافي ذلك عبر عقلنة الخطاب والبعد عن الطائفية التي يستثمرها النظام مع الأسف.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !