:
«أمين جدة يوقع اتفاقية إنشاء حديقة»، كان هذا آخر ظهور إعلامي مصور للمهندس عادل فقيه غرة شهر ذي الحجة الجاري. أزاح الأمين هواجس أهالي جدة مع الخدمات الأساسية والبنى التحتية وملفاتها المتشابكة من رأسه ولو بشكل مؤقت، لتحقيق خدمة ترفيهية قد لا يستمتع بها سوى نزر يسير منهم. حضر أمين جدة أمس في حوار صحافي غير مصور، ليضع نقاط أمانته على حروف الحالة الاستثنائية للمدينة التي سقط فيها رأسه في العام 1379 هـ، وتعيش اليوم كارثة إنسانية بيئية بكل المعايير، لكنه غاب عن الوقوف ميدانيا على الحدث ومعايشة المنكوبين مأساتهم والتخفيف عنهم، ويبدو أنه لا يجد وقتا للقيام بجولة على المناطق المتضررة، يرسل بها صورة حية، كما فعل محافظ جدة الأمير عبد العزيز بن ماجد. وحتى حين خرج الأمين صاحب العضويات المتعددة في مجالس إدارات الشركات، أمس متحدثا عن موقف أمانة جدة من تداعيات مطر الأربعاء، لم يصل بالمتابعين للهم الكبير إلى أرض جافة لا تغرق معها منازلهم، سوى تقديم ضماناته بعدم انهيار سد بحيرة الصرف الترابي، في وقت يشعر من يقف على «مسك جدة» أن مجرد وجودها على بعد أميال من الأحياء السكنية، كارثة في حد ذاتها.
واصل المهندس الصناعي -خريج جامعة الملك عبد العزيز- الرسم بمثلث الحسابات، مؤكدا حاجة المحافظة إلى 7 مليارات ريال لتنفيذ مشاريع تعنى بتحقيق جوانب هامة للخطة الاستراتيجية لتطوير المحافظة، ليكرر ما صرح به في شهر نوفمبر المنصرم، ويبدو أن مسألة الاحتياج باتت لزمة على لسان الأمين ومسؤولي الأمانة، فقد أكد وكيله للخدمات والمشاريع أمس في أعقاب كارثة المطر، عن الحاجة لـ 3 مليارات ريال لمشاريع تصريف مياه، فيما أعلن هو قبل ذلك عن حاجة الأمانة لأكثر من 20 مليارا لتحسين أعمال النظافة.
فقيه الرجل الأول للخدمات البلدية في ثاني أكبر مدينة في المملكة، استلم أمانته من المهندس عبد الله المعلمي في شهر صفر من العام 1425هـ وجدد له في نفس الشهر من العام الهجري الحالي، يتكئ اليوم على خطة استراتيجية لتطوير محافظته، جعل منها روزنامة لأعماله. فحين تتحدث مع مسؤولي الأمانة عن مستقبل العروس الغامض لن يجدوا حرجا في إحالتك إلى الخطة.
ورغم جدية العمل على الخطة وتنوع أهدافها، إلا أن موعد نتائجها النهائية في العام 1450هـ يجعل منها ضربا من الافتراض، في وقت تترنح فيه المدينة، بين إشكالات بيئية وتخطيطية وخدماتية. وفي حال سألت أحد رجال الأمانة عن البنية التحتية -معضلة جدة الأولى- سيأتي الجواب معلبا، «أنها التراكمات» أو «الصرف الصحي ليس من اختصاصنا».
المهندس فقيه ووكلاؤه كان من المفترض أن يدافعوا عن دور أمانتهم أمس في مؤتمر صحافي، غير أن المؤتمر لم يتم لأسباب غير معلومة، لكن مراقبيون وعارفين بما يكون خلف الأكمة، يجزمون بمعرفة التبريرات والتفاصيل سلفا، وآخرون أكثر تفاؤلا، يعتقدون أن شماعة الأمانات السابقة ستكون حاضرة فيما لو تم المؤتمر، في كل الأحوال، لا يحتاج أهالي جدة إلى تطمينات مسؤولي الأمانة بقدر حاجتهم إلى تحرك فعلي يكسر حدة الموقف العصيب، بدعوات أن لا يفيض مطر جدة من باطن أرضها في المرات المقبلة.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20091129/Con20091129318077.htm
التعليقات (0)