غريب أمر أهل الحضارات المزعومة هذه الأيام و خاصة إمبراطورية الإحتلال الأمريكاني فهم يفصلون الحرية و الديموقراطية علي هواهم و تبعاً للمصلحة .. فمثلاً تجدهم يتشدقون بالدفاع عن الحريات في بلاد الطواغيت كما يدعون .. أما إذا جاء ذكر الكيان الصهيوني و أفعاله المخزية في أرض فلسطين المحتلة تجدهم يناورون و يتملصون بل تصل بهم البجاحة إلي حد إستخدام ما هو مسموحٌ لهم من سلطان لتعطيل أى تحرك دولي يسعي لمعاقبة هؤلاء الغزاة الطغاة .. بل يسعون لتعطيل أى تحرك لإعطاء فلسطين أقل حقوقها ..و الأفدح من هذا أن يسعي جميع مرشحي الرئاسة الأمريكية لنيل الرضا الصهيوني لضمان الفوز بكرسي العرش الأمريكاني .. و تجدهم يسعون جاهدين لمساعدة نشطائهم و مجموعاتهم النائمة و الكامنة ممن باعوا بلادهم بالبخس من أجل تحطيم كل صور الشرعية و القانون في هذه البلاد بإسم الحرية المزعومة .. في حين يغضون الطرف عما يفعله أردوغان الأتراك مع الشعب الكوردى من إبادة و ترويع .. بل ويزودونه لوجستياً من أجل القضاء علي أى نشاط لهؤلاء المقهورين منذ عهود .. و الكثير و الكثير من سياسة النفاق الأمريكي ضد الإنسانية .. و لعل موقف دعاة الحرية من الأمريكان و الأوروبيين من قضية الإساءة لخير البشر( صلي الله عليه و سلم) لخير دليل علي كفر هؤلاء المدعين بالجوهر الأساسي للحرية .. فعندما يساء إلي كل ما هو مقدس في الإديان الثلاثة بلا تفرقة تجدهم يتشدقون بالحرية و ضرورة إطلاق العنان لها بلا قيود وليس ببعيد أنتاجهم لفيلم يسيء( للمسيح عليه الصلاة و السلام) منذ سنوات .. أما إذا ألمح أحدٌ ما في مكان ٍ ما علي وجه البسيطة مجرد تلميح لتكذيب إسطورة المحرقة النازية .. و أكاذيب الصهاينة التي يبتزون بها الغرب حتي الأن .. فسيجد نفسه مجرماً طريد العدالة بسبب إهانته للسامية الصهيونية المزعومة .. و في الوقت الذى يملئون فيه الدنيا تحريضاً علي نظام الأسد ويصفونه بالطاغية سفاك الدماء لسعيه للحفاظ علي شرعية نظامه ضد عصابات مسلحة .. توجهها قوى عربية و غربية كلٌ حسب مبتغاة من عروس الشام ( لا أرى في بشار سوى حاكم غبي سيطرت عليه شهوة السلطة و نجح أعداء سوريا في إستدراجه لبحر من الدماء السورية البريئة ).. تجدهم يرفعون إسم سفاح بورما من القائمة السوداء .. متناسيين ما جرى علي يديه من سفك لدماء الإبرياء من المسلمين في بورما و أخرها منذ أسابيع عندما سفك جيشه دماء ما يقرب من 50 ألف شخص و أحرق ما يقرب من ألفي منزل .. و القائمة تحوى الكثير من أوجه النفاق الأمريكي و الغربي ضد الإنسانية .. قبح الله حريتكم و نفاقكم .. و أخيراً و ليس بأخر رًسل الله و أنبياؤه لهم العصمة أحياءً و أمواتا .. عصمةً تدفع عنهم حقد الحاقدين و تفاهة التافهين من أتباع بني صهيون الذين لم يسلم من ألسنتهم أو حروفهم بل و أيديهم نبي أو رسول .. و يكفينا قوله تعالي
(فإن أمنوا بمثل ما أمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)
[البقرة -137] ..و للحاقدين و مريدى الفتنة موتوا بغيظكم
التعليقات (0)