مواضيع اليوم

أميتنا الرقمية .أمية أي أمية ؟؟

اخبار المكلا

2009-11-01 19:59:23

0

أميتنا الرقمية ... أمية و أي أمية ؟؟  

من الشائع والمعروف أن الأمية في حد ذاتها المسؤولة عن إعاقة تقــدم الدول وخـصوصا منها النامية , وهي أيضا الــسد المنيـع الذي يــقف حاجزا للحــيلولة دون مواكبة العصر والتقدم , وخير شاهد على ذلك فلا يوجد أفــضل ما يناقش في الموضوع أكثر أهمـية من التجربة الطويلة التي تمر منها قوميتنا العربية وعلى وجه الخصوص بلدنا العزيز المغرب الرامية إلى تحرير التواصل , وتلك الجهود للسيرورة قــدما إلى جانب الدول المتقدمة .

ها نحن نساير مطلع القرن الحادي والعـــشرين من الألفية الثـــــالثة , عصر العولمة والتحديات , أو كما يسـمى العصر الرقمي... بينما نعمل جاهذين منهكين في محاربة إصلاح مخلفات الإستعمار ونتائجه السلبية المتمثلة بالخصوص في الأمية ,وقبل التمكن من محـوها تماما داهمتنا ثورة جديدة تدعى ثورة المعلومات , التي فاجأتنا واستغلت قلة معارفنا وإنعدام مكاسبنا لتسقطنا ضحية العصر , فوجدنا أنفـسنا نــتصارع مع الزمان للتصدي لهذا الغول الجديد , وأصبحنا نواجه أميتين : الأولى هي الأمية القديمة أو الهجائية ,وأمـية أخرى هي الأمـــية الرقمية والمعلوماتية والتي هي نتاج عصر السرعة , ويبدو أن الثانية أشد عــرقلة وصعوبة من الأولى لأنها مرتبطة بمبادئها ولأن فــكرها فكر مؤسسي ولــيس فردي , مما جـعل الثقل يزداد على كاهلنا وتتراكم علينا المصاعب وتتضاعف , وأصـبحنا واقفين عاجزين رافعــين أيادي الإستسلام لعظمة هذا الجبروت.

فإذا كانت الأمية الأولى قد كلفتنا الجزء الكبير من ثروة بلادنا , والــوقوف على المساعدات الأجنبية , والعمل على القرض من الخارج , كما أدت أيضا إلى إبعاد شريحة واسـعة من أبناء مجتمعنا عن التنمية , وأدت إلى التبعية الكلية للخارج . فإن الأخيرة تجــعلنا مضـطرين إلى صـرف ثروة بلادنا كاملة كما هي مسؤولة عن تاخير التطور الجدي وربما إفــلاسه,وإفشال مشاريع التنمية مهما كانت مصــادر الدخل والمســــاعدات قوية وكثيرة والمواد الأولية غزيرة ...والفضاعة أنها تستعمل أو عملت على تعميق الهوة بيننا وبين الدول المتقدمة .

وذلك كله راجع إلى أن العصر الحالي الذي نعيشه قد صار عصر معلوميات أما أن نــشارك في إنتاجها وتداولها أو نفشل في جوانب تطورها المختلفة ونبقى كما كنا عليه بالأمس وكـما نحن عليه اليوم مستهلك لما ينتجه الآخر.

فلا نستطيع العمل على ابتكار أو على الأقل المشاركة في إنجازها ...

ولتفادي هذه المشاكل المؤدية للإنهيار لا محالة ,قد رأى بعـض المحللين الإعـــلاميين أن الحل المـــناسب لذلك هوالعمل على سد الفجوة الرقمية , وذلك يكون عبر إرساء المحيط الملائم لتركيزمجتمع المعلومات من خلال توفير سبل الإستفادة من الخدمات الرقــمية لمختلف شرائح المجتمع كيفما كان توجههم أو مكانتهم , كما أن القيام بمضاعفة الجهود الهادفة إلى تطوير وتعزيز نسق الإستثمار في المعرفة والتــشجيع على التجديد التكـنولوجي.

وأضف إلى ذلك تطوير آليات التعليموالتكوين لتنمية القدرات والموارد البشرية وضمان تحكمها في التكــنولوجيا الحديثة , والواقع المعلوماتي يقول أن تطوير البنية التحتية للإتصالات وتوفير الحواسيب ليست وحدها كافية للإنظمام إلى مجتمع المعلومات , بل يجب أولا وقـبل كل شيء محو الأمية الرقمية لأنها الخطوة الثابتة واللمهمة كما أنها عنصر أساسي لسد الفجوة الـرقمية , وتطبيقات تكنلوجيا الإتــــصال والمعلومات تستوجب أن يـكون الأفراد والجــماعات والمؤسسات ..مؤهلين تأهيلا تقنيا وتكتيكيا ومؤطرين تأطيرا كافيا حتى يتسنى لهم اســتيعاب واستخدام هذه التكنولوجيات .

وأعود مؤكدا على أن ما سبق ذكره لم يكن زيادة في التـشاءم , وإنما مجرد مشاركة لتشخيص بعض ملامــح الواقع المغربي والعربي في العقل والفكر المعــــلوماتي ,وبيد أنه مجرد بحث واجتهاد ,قابل للمناقشة والقبول أو الرفض.
 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !