علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
يظن بعض الكتاب ان طريق العظمة لايمكن السير عليه إلا بإستخدام المصطلحات الغربية والتقعر الكلامي والالفاظ الفضفاضة التي يمكن تأويلها ولذا تجد مرجعياتهم ومنهجياتهم بعيدة كل البعد عن آفاقنا المعرفية وسمائنا الثقافية!
لحسن الحظ وجود خدمة التلفزيون ووجود بعض البرامج الثقافية التي تظهر هؤلاء كما هم في الواقع أناساً من لحم ودم وشحم وعظم ولديهم مشاعر ويحبون الوطن أكثر مما يحبه المدرب سعدي توما (قبل طلبه اللجوء التدريبي في أستراليا أثر خسارتنا معهم في التصفيات المؤهلة الى بكين طبعاً!(
قبل أيام ظهر احدهم على شاشة احدى الفضائيات العراقية وهو شاعر (حداثوي) فضلا عن كونه كاتباً وقد تبين ان لديه عواطف وهو يحبّ ويكره كما انه يرتدي قميصاً مخاطاً بماكنة خياطة!
وتبيّن انه يعشق الوطن وأنه إنتظر مدة طويلة نسبياً ليعود الينا حياً عودة نهائية وليس كما يعود فنان كوميدي ختم حياته بمسلسل اساء للعراق أطلق فيه رصاصة الرداءة على حياته الفنية وللإنصاف والأثلاث والأرباع ان هذا الكاتب قد حرص على عدم التخلي عن قناعاته السابقة التي تقترب من درجة اليقين التي يعيبها على كتابنا ويريدهم ان يستخدموا تعبيرات من قبيل (يرجح) و(يظن) و(يمكن)! وحرص ايضاً على ترديد مقولة أن ادباء الداخل يختلفون عن ادباء الخارج ناسياً انه أصبح الآن من أدباء الداخل!
لكنّ اغرب آرائه هو قوله أن الشعراء العراقيين بعد التسعينيات منقطعون عن العالم وأن هناك تفشياًَ للامية الشعرية!
فإذا كانت الريادة الشعرية عراقية بإمتياز وإذا كانت الحداثة الشعرية عراقية والوجع عراقياً والألق الشعري العربي عراقياً فأين محل تفشي الأمية الشعرية من الاعراب؟
ولم يقل صاحبنا ماذا نفعل لمكافحة الأمية الشعرية هل ننشىء مراكز لمكافحة هذه الأمية على غرار مراكز (راشد يزرع وزينب تعمل) ام نلجأ الى معالجة الامية في (ثقافة الصورة)!؟ أم نعود الى استعمال الدهن الحر بدلاً من الدهن النباتي لتمشيط الشعر!!؟
التعليقات (0)