"مي زيادة" أديبة موهوبة..جاءت الى مصر فعشقها أكثر أدباء مصر
في ذلك العصر الذهبي..ومن بينهم شوقي والعقاد وطه حسين والرافعي
ولكنّها كانت تعشق جبران خليل جبران من وراء البحار وتتبادل معه الرسائل
مات جبران في مهجره ومات والد مي..فأصيبت بانهيار عصبي شديد اوصلها حد الجنون
أمنيتها كانت وهي في مرحلة تألقها أنّها لآتريد فيها شيئاً من المستقبل..بل من الماضي
لو كان الماضي يعود..
والسؤال لماذا عشق كبار أدباء مصر وهم عمالقة هذه الفتاة؟
ولماذا ضلّت وفيّة مخلصة عاشقة حد الجنون لجبران خليل؟
هل لأنّه أول إنسان يلامس عواطف بكر في أعماقها؟
هل لأنّه أول حروف حانية تتساقط على كتابتها؟ أم لأنّه أضاء شيئاً جديداً في حياتها..
"مي زيادة" وأمنيتها
كل فتاة لها أمنية..وأحلام تعيشها في الخيال ربما تتحقق وربما لآتعرف طريق تحقيقها..
أمآنيكم ..طموحاتكم..أهدافكم..التاريخ الذي ينتظر فيه أسماءكم..
نعم كانت أمنية"مي" بسيطة..تماماً كأمنيتي في الحياة أعيش للحب ومن أجله
تقول:"مي" قرأت عدداً من الأمنيات لعدد من الفتيات المتقدمات للدراسة باللغة الفرنسية
وبعد إنتهائي من القراءة سألت نفسي..وما هي أمنيتك يا"مي"
أغمضت عيني أنتظر الجواب
وجدت أن أمنيتي لاتتجه الى المستقبل كما فعلت تلك الفتيات..
بل تعود للماضي..رأيت نفسي سابحة فوق الأزرق الوسيع والرائحة البحرية وطعمها يخترقان كياني
بينما النسائم تداعبني..تذكرت ذياك المكان في بحر لبنان والمسمى"بوط نهر الكلب"
وأنا في الثانية عشر من عمري البشري هناك صخور وشقوق أود أن أستريح في فيئتها سعيدة بالخلوة
سعيدة بغرز يدي في الرمل الناعم معرضة عن كل شئ ناسية كل شئ"
الله على هذه الكلمات والأمنيات كم أعشق الشروق..والغروب والعبث على شواطئ البحر
يحق لأدبائنا العمالقة أن يعشقوا هذه الروح..مدينة أرسطو الفاضلة
" يـآ هـذه آلبرية !... يــآ هذآ آلخـــلآء في لبنآن!...
إني لألقــي على كل صخر من صخورك، تحت كـل شجرة من أشجــارك ..
في كـــل مذهـــب من مذآهب أوديتــك.. نثــرآت من كيـآني..
أنثر آلإبتسامات ، وآلــزفرآت ، وآلأحـــلآم ..
وآلأغــآني وآلآمــآل ، وآلإعجآب وآلتــأمل...
يلوح لي أحيآناً أني طرحت عليك كل مآ في حولي وكل ما
في وسعي، وأني ألقيت إليك بنهاية منتهى إقتـــدآري.
ولكــني كلما أحببــتك زدت نمـــواً وإقتدآراً.
كلما دفقت عليك، يآ قمم جبآلي، عوآطفي وذهولي تجدد
فيّ آلحـــب وذكى آلحماسة، فإذآ بــي مثلك بآقية.
أحبـــك >>>> وسـ أحبـــك على آلدوام".
777
77
7
" دعــوني فـي هذآ آلملجأ آلسآحر.
دعــوني وحـيدة أحيــآ مطمئـنة
بعيــدة عــن ضوضـآء آلمــدن
دعـوآ لـأنظـآري تلك الرؤى العذبة
دعــوآ لأفكــآر أحلآمهـآ آلرخية
دعـــوني أنعــم بـآلرقـــآد
دعــوني أيـآماً فإني لا أود أن أسمـع
إلآ آلحفيف ، آلخفيف، آلموسيقي آلحنون
آلــــذي تتنفس بــه هذه آلجبال
ألا أبعدوآ عني، ولو حيناً، أصوآت البشر
آلتي تتبطن آلحســد وآلحــقد وآلغل
هنــــآ يطيب لنــآ آلحــب...
أجل يطيب لنآ آلحب: بين آلأشجآر آلمنعزلة.
وآلخرآئب آلبآئدة، ومآ حملت من أخبآر آلزمان
وهــــذه آلصخـــرة آلكئـــيبة..
كــل مــآ في هذه آلربوع يجذبني ويسحرني
آلأورآق آلتي أحسهآ تنبض.. وآلعصآفير آلتي ترد
كلـــــما رأتــــني أَدنــــــو".
777
77
7
" مآ أشرفك أيتــهآ آلأنفـس آلتي تجردت مـن آلثروة؟
وأنت أيتها الأنفس آلجبآرة آلتي لآ تحطمهآ أحدآث الدهر!
ومــآ أسمـى شمــوخ آلأنــف آلذي لآ يذله آلفقر!
ومآ أنبــل آلقلوب آلشهمة آلتي تثقلهآ آلآلام ولآ تخنع..
آلفــرح يهملك بعد إبتسـآمه آلطويل، وآلأخطآر تحيق بك مـن كـل صوب.
وآلشدآئد تمزقك وآلدموع آلسخينة آلتي تذرفينهآ في وحدتك تقرح عينيك وتضرم
قلبــك. غــير أنك ستـبقين كبيرة فـ آلشرف مقرون بعذآبك آلنبـــيل
وآلسعــــــآدة تــفـــوق آلـإدرآك وآلـــوصـــــف".
التعليقات (0)