مواضيع اليوم

أمنياتي.....

alola bac1

2010-05-29 13:17:40

0

السيرة الذاتية:


وُلدت أمنياتي تلك في الرابع من نوفمبر في العام الماضي, على يد شمعة وقالب من الشوكولا السوداء, كانت أفضل شمعة ميلاديّة في المدينة كلّها , اختبرتْ منذ زمن بعيد كيف تولد الأمنيات على يديها...بنفخة واحدة من شفتيك تكون الأمنية بين يديك, وعلى صدرك كحزام أمان,يذكّرك في كلّ شمعة تراها أمنياتٍ ولّدتها شمعة ميلادك.


كنتُ فرِحةً بأمومتي المبكّرة , فأنا أمٌ لأمنياتٍ لم أكن موقنة بعد إن كانت تستحق أمومتي أو كنت أستحق رعايتها. كانت تكبر يوماً بعد يوم أمام عيني ,ولإنّي لم أكن أماً في يوم ,جلبتُ لها من الكتب والأحاديث أفضل الأدعية لتتغذى وتكبر, وعند كلّ فجر كان فطورها الروحي..فالفجر يعني لي الكثير ,فحين وُلدت أمنياتي الصغيرات تلك ,كان الفجر لازال يشقّ خطوطه الأولى خلف نافذةٍ جنوبية يطلّ منها وجه وريشة والعديد من الألوان الزيتية...


وعندما بلغت أمنياتي سنّ الرشد أرادت أن تهجر مخيلتي وتحلّق في فضاءٍ آخر,بحجة أن تراب المدينة التي نتنفس هواءها ليس المكان المناسب لنموها..وبعد منتصف الليل من أحد أيام يناير من هذا العام رحلت أمنياتي وتركت خلفها رسالة صغيرة إلى أمٍ صغيرة كانت على قدر المسؤولية,,لكنّ تراب مدينتها فعلاً لم يكن المكان الصالح لنمو جذور أمنياتها المهاجرة......

أمنياتي الصغيرة:


• بلاد الأريج 4-2-2010: أمنيتي الكبرى ,أمك تتمنى حدوثك اليوم , تتمناك كما أرادت , شاطئاً أزرقاً على إحدى البحار..وحدك لا أحداً سواك...لا أصوات ,ولا وجوه...لا أتمنى أيّ صوت خارجي أو داخلي...فقط سماء فبراير وأمواج تسحبني إلى كرسي الاعتراف بالمشاعر دون خوف ..
أمك ياصغيرتي تحلم بجناحٍ بحريّ وحيد...تفتحه بابتسامتها التي لا يستطيع أن يفكّ شيفرتها سواكِ..
مع قنديلٍ ليليّ خافت يعكس ظلّها المتمدّد على رمال النسيان ...

• بلاد الأريج 4-3-2010:أمنيتي الوسطى , أكتب لك الآن من سريري الخشبيّ في زاوية الغرفة اليسرى ,مازلت تذكرينه؟!...هنا كانت ولادتك أول مرة, عندما كنت أرتجف من أصوات برق آذار..كنت أنت إلى جانبي...كنت أمنيتي بارتداء ملابس خاصة من صنع البحر الذي جاء مع أختك الكبرى..ملابس تخفي أنوثتي ,أريدها فضفاضة تتطاير مع النسمات الباردة ,أريدها شفّافة كقلبي, و مموّجة كسماء الشتاء الضبابيّة..

• بلاد الأريج 4-4-2010:أمنيتي الصغيرة, لطالما حلمت بك بعد مجيء أختك الوسطى ,أردت بك أن أحرر خصلات شعري لتعانق أشعة نيسان في جناحي البحري الفردي مع ثياب الأمواج الفضفاضة ..أردتك لا لأهجر حجاباً ارتداني قبل أن أرتديه..بل لأتمّ رغباتي بالتأمل بعيداً عن مايحبسني خلفه.. فالبحر والرمل والموج كانت شاهدة على مولدي ,فكيف أجعل حجابي سدّاً في وجه من بارك ولادتي!!

• بلاد الأريج 4-5-2010:أمنياتي........كم أحلم بكنّ...أتراني أحقق ماخلقتنّ لأجله؟!... ربما ماقلتنّه لي يوماً:"إن تراب المدينة وهواءهالا تصلح لوجودنا" كان حقاً..ففي بلاد الأريج لا تسافر الأنثى دون رجل...كما لا ترتدي إلاّ الملابس المرتبطة بالأخلاق..لا يهمّ من أنت أو ماأنت , المهم أنك بإخفاء عينين وإرتداء رداء طويل تكونين أشرف بنات القوم ,دونما التفات إلى طلاء أظافرك تحت ذاك الرداء!...فكيف لستاري الموجي أن ينام في بلاد الأريج, وكيف لحجاب الشمس أن يقيني من مدينة لا وجود لحجاب الشمس فيها أصلاً!!


أمنية أخيرة:


أمنياتي ....لم أقطع الأمل بعد...سنكون سوياً يوماً ما...بمفردنا ..لا أحد برفقتنا...نغلق خلفنا أبواب التفكير بما حدث وما سيحدث...نصمّ آذاننا عن كلّ الأصوات ونكتفي بقيثارة الموج...نغمض عينينا عن كلّ الأجساد ,لم أعدأريد ذاك الطويل ذا البشرة السمراوبّة......أريد فقط رمل الشواطئ وعناقه لزبد البحر....أريد الخروج من نفسي, والذوبان في الورق...أخالني الآن أتمنى أمنية جديدة ..أرى فيها قلمي البني الأنثوي مع بعض الأوراق...(فالكيبورد) قد مزّقت في روحي لهفة أصابعي لقلمٍ أخلص لي يوماً لكنّي خنته مع (كيبورد) مستوردة.!!
أريد ذاكرة جديدة ..مع قلبي الحالي...فمن دخل فيه سواء استحقّ مكانه أم لا,هو ذاكرة لا تتبدّل...هو ليس بحراً ولا موجاً ولا حجاباً شمسياً...لكنّه يجعل الأمكنة من حولي بحوراً ..في الحضور وفي الغياب...في المدّ والجزر...ربّما تصنّفه ذاكرتي حجابَ شمسها الرفيع.......
لذا أريد الخروج من نفسي...أريد الحرية في أمنياتٍ تحررت من بلاد الأريج...وتركتني رهناً لتحقق الأمنيات.!!........

                                                                                                           

                                                                                                          seba.H
                                                                       

                                                                                      بلاد الأريج 26-5-2010




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !