منذ أن بدأ عقلي وفكري في العمل بشكل كلي وتلقائي,لا زلت أتذكر.. كان ذلك أيام التسعينات من القرن الماضي ذات يوم سمعت جدتي تخبر أمي :أنها سمعت في أخبار المذياع نبأ مفاده أن بقرة ما أنجبت حصانا في منطقة نائية في المغرب غير النافع..لا أدري إن كانت جدتي في عقلية جيدة ذلك الصباح أم أنها تهلوس كعادتها..مضت الايام كأن شيئا لم يقع..ربما كان الناس أيام عهد الحسن الثاني يهلوسون فقط..مات الحسن الثاني وضاقت الأرض بمن فيها وماتت جدتي قبله وضاقت المقبرة..كان قبر جدتي أخر قبر تتسع له المقبرة..ويوما بعد يوم تكبر وتنمو أسناني وخصلات شعري..هي الأن توقفت عن النمو و ترفض أن تكبر كثيرا..ربما منذ أن تولى عباس الفاشي كرسي السيطرة على الشعب..أقصد قيادة الحكومة الموقرة وأعضاء جسدي ترفض أن تسري فيها دماء الوطنية بحيث لا أجد فرقا بين زعيم البوليزاريو وزعيم حزب الإستقلال..هناك شبه بينهما أليس كذلك يا حضرة مثقفي الفايسبوك؟..الأول تستطيع أمريكا توقيفه بطائرة أباتشي واحدة أما الثاني فلا يستطيع أحد توقيفه حتى لو أجتمعت عليه قضاة الوطن بكاملها..القضاء يجيد توقيف من يشير للفساد فقط أما صانعي الفساد فيخشاهم أشد خشية و كخشية إبليس من الموت..في الحقيقة لم أعد قادرا على الضغط على(الكلافي) أو (الكيبورد) كما يقول أخواننا الخليجيون..كلما ذكرت عباس الفاشي على لساني تبدأ أفكاري في التشويش وتتبعثر ولا تستطيع التمييز حتى بين برامج قناة الرابعة وحفلات قناة عين السبع..رغم أنني لم أكن في يوم من الأيام أؤمن أن المغرب دولة الحق والقانون..حينما أسمع مصطفى العلوي يتحدث -في قناة الرباط- عن الديمقراطية فإن أول ما يسقط في بالي أنه ربما يتناول-(مسقط الطائرات)- حبوب الهلوسة قبل دخول أستوديو برنامج(حوار)..ما زلت لحد الساعة أكره حمل القميص الوطني منذ أن رأيت نانسي عجرم تلفه حول مؤخرتها في مراكش..كنت قريبا منها لكنها لم تسمع صرختي..كنت أصرخ(حرام عليك يا نانسي تغطي المسعودة ديالك بالدرابو ديالنا)..لا زلت أتذكر الرد المباغت الذي أمطرني به سعادة(المخزني) الواقف بقربي حينما قال لي دون إستحياء من النساء القريبات مني:علاه عندك (الزك) بحال ديالها باش تهظر!؟في الحقيقة لم أهتم بجوابه وتجاهلته لعلمي المسبق أنه لو قدر الله وأغمي على المخزني فإن تهما ثقيلة ستكون بإنتظاري بالمحكمة..من يدري قد يحكمون علي بالإعدام..حكايتي مع هذا الوطن معقدة و لست متيقنا إن كان (فيكتور إيمانويل) يستطيع تأليفها..ربماقلت في نفسي أنه لن يفلح في ذلك وقد يموت متأثرا بجراحي التي لا يعلم بها صاحب الجلالة والتقديس والعظمة والتي لم تنفع جميع الأدوية في وقف نزيفها بما فيها كوميديا (تعديل الدستور او الإنتخابات التشفيرية والتنمية البشرية ومهرجان موازين)..وأكثر ما يزيد من فرص تحويلي إلى كافر يصعب علاجه بالتوبة هي تقاليد وعادات هذا البلد العجيب..الشعوب المتحضرة لا تؤمن بالعادات والتقاليد وتقفز عليها لأنها ربما تشكل عائقا أمام السير نحو الأمام..أقصد لا ترتدي الجلباب والطربوش في الأعياد أو أيام الجمعة كما أنها تحترم السكارى مثل المصلين ولا تأخد الدين كمرجعية لأخد سبل النجاح في الحياة..النصارى ليسو مسلمين ورغم ذلك فهم ناجحون في كل الميادين..حتى في لعب الورق والمشي في الشارع..الشعب هنا مجرد كائنات يتم شحنها من طرف المخزن في أي وقت شاء..ما معنى أن يرسل المغرب مساعدات إلى اليابان أو أمريكا أثناء حدوث الزلازل أو الكوارث؟..في المقابل هناك شعب في المناطق النائية يحتاج فقط أن يعرف من هو ملك المغرب؟..شعب يتخد من نور الشمس نورا له ولا يعلم إن كانت أعمدة الكهرباء تمشي بأرجلها أم تطير في الجو..هو لا يعرف حتى شكلها..لهذا وعلى كثرة ما ألوم ذاتي وأجتهد لا أنجح في قول الحقيقة كما يلزم..لذلك أرفض أن تأتي سنة2020 وأنا لا زلت أنتظر سقوط الأمل من السماء.
حسن لمريس2011
التعليقات (0)