مواضيع اليوم

أمشي وأطوف البراري جائعة ممزقة الثياب وأنحب مع رعيل النعام وبنات آوى قصة وطني الجريح....

لارا باب توما

2011-06-18 11:12:38

0

أشكر جميع القراء الأحرار لحسهم الإنساني والنبيل و شكرا للسيدة المحترمة ريتا حداد (أنا خرجت من سوريا منذ ثلاثة أسابيع ولكني أشعر بأنها أكثر من ثلاثة قرون) كلامك الدافئ يذكرني بأمي الحنونة التي اشتقت لها كثيرا واشتقت لقهوتها مع كل صباح دمشقي جميل. كل التعب والنضال وحياة الخوف والتهديدات المستمرة كمدونة ذنبها الوحيد أنها تعشق سوريا وتعتبر أن 23 مليون سوري هم عائلة وأسرة كبيرة لها, وفداءً للحرية وفداءً لعيون الوطن ولعيون الشهيد ولعيونك يا أم ويا أخت الشهيد الطفل حمزة الخطيب ذو الثلاثة عشر ربيعا لأمشي وأطوف البراري جائعة ممزقة الثياب وأنحب مع رعيل النعام وبنات آوى قصة وطني الجريح وأبنائه الذين سباهم ظلم طاغية فرغت الطبيعة من قلبه وروحه كل نزعة حب و إنسانية و خير ورحمة وجعلت كل من يطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة إما أن يقبع جثة هامدة مثقبة برصاص القناصين والشبيحة داخل جدران قبره المظلمة والباردة أو أن يكون أسير معتقلات التعذيب حتى الموت أو أن يهجر بيتهه وأرضه ورزقه إلى البراري ليفترش الأرض و يلتحف السماء.....

 

هذا هو قدرنا كسوريين أشراف مخلصين محبين لوطننا فخورين بسوريتنا أيا كان ديننا أو لوننا أو عرقنا....منّا من يخرج إلى الشارع حاملا دمه على كفه وملتحفا كفنه ألا وهو علم سوريا المقدس ينادي بالحرية والديمقراطية بشكل حضاري وسلمي,ومنا الجندي المجهول البطل الذي يصور مجازر الطاغية بكامرة موبايله الصغيرة وينشرها عبر شاشة اليوتيوب الكبيرة ليرى العالم ما يرتكبه طاغية دمشق وأزلامه المأجورة من شبيحة وقناصين بحق المتظاهرين العزل من جرائم شنيعة يندى لها جبين الإنسانية....و منّا الجندي المجهول الآخر الذي يرفض إطلاق النار على إخوته وأخواته من المتظاهرين فيكون مصيره القتل عن طريق رصاص الموت والغدر الذي يخترق جسده الطاهر من الخلف...و منّا من هو مشرد في البراري حبيس مخيمات دول الجوار لا يعلم بظروفهم وتعاستهم أحد إلا الله أو من استطاع دخول مخيمات البؤس هذه القائمة على أراضٍ سورية محتلة باعها الطاغية للأتراك و قايضها بالكرسي و حذفها من كتب التاريخ والجغرافيا....

 

وللأسف منّا من يقبع بقصره المخملي العاجي المسمى بإسم الشعب المطل على دمشق الحزينة يحتسي شامبانيا الصباح مع العسل البري والمكسرات والكرواسان الفاخر وهو ينتشي لحد الثمالة برائحة الدماء والبارود الذي اخترق أجساد مواطنيه الهزيلة التي تقتات على الخبز اليابس أو قرص فلافل (هذا إذا توفر) والماء الملوث في عشوائيات ابتلعها صخب الإستبداد و صمت القهر والبؤس والجوع والظلم والإهمال والعوز, ومنّا من هُجّر عنوة إلى غربة الأحزان و غربة النسيان لا يستطيع دخول سوريا السليبة وتقبيل ثراها الطاهر إلا عن طريق Google Earth ويتمنى تقبيل حيطان بوابات دمشق العتيقة...دمشق أم الحضارة و الإنسانية ويحلم أن يغازلها ويقول لها; دمشق الحبيبة جئتك عاشقا وعلى جبيني وردة وكتاب......وللأسف منّا من باع نفسه وروحه وضميره ورهن مستقبل شعب وأمة عظيمة تطالب بالحرية وتضحي بالغالي والنفيس من أجلها بيد طاغية موتور (بفتح الميم) لا يفهم إلا لغة القمع والقتل والبطش والنفاق و الدم والبارود....ومنّا ومنّا ومنّا ومنّا إلى نهاية الحكاية...... يا حسرتي.... هذه هي حكاية شعبي ومأساة وطني.......



 

 

 

شروط التعليق: إلى كل معلق سواء كان يتفق مع ما كتب في المقال أم كان معارضا لما كتب, نرجو عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم. كل تعليق يخالف الشروط المذكورة أعلاه سيحذف, و ليكن شعارنا "التحاور بطريقة حضارية والإبتعاد عن الألفاظ السوقية النابية و عن أسلوب التهديد والتخوين لأن الوطن كبير ويتسع لجميع أبنائه وبناته"




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !